كان الأمير يوسف كمال واحداً من أبناء الأسرة المالكة في مصر وممن يمتلكون ثروة كبيرة وينفقون منها تطوعاً على العمل العام، شأنه في ذلك شأن الأمير عمر طوسون وغيرهما من أمراء وأميرات الأسرة المالكة. وأنفق الأمير يوسف كمال من حر ماله في تنمية عدد كبير من القرى في صعيد مصر، واشتهر بحبه للفنون الجميلة وشغفه بشراء اللوحات الفنية، وكان يجوب العالم من أجل شراء القطع الفنية النادرة ليهديها للمتاحف، ولما طرح النحات الفرنسى «جيوم لابلان» فكرة إنشاء مدرسة للفنون الجميلة تحمس لها الأميريوسف كمال وعزم على تنفيذ الفكرة، وظل هو و«لابلان» يخططان لإنجاز المشروع ودام التشاور والدراسة لستة أشهر. و«زي النهارده» في 12مايو 1908كانت المدرسة التي أسسها يوسف كمال قد فتحت أبوابها لأصحاب المواهب، ولم تشترط المدرسة تقديم مصروفات، فقد كان الالتحاق بها مجاناً دون تقيد بسن، بل كانت تتولى توفير أدوات الرسم بلا مقابل، وكان القبول بها لا يحتاج سوى الخضوع لاختبار قبول، وكان نحات مصر الخالد محمود مختار الذي أحيا فن النحت المصرى بعد قرون من موته- في طليعة من تقدموا ونبغوا فيها ومعه كوكبة من رواد الفن التشكيلى في مصر، ومنهم المصور يوسف كمال والمصور محمد حسن وراغب عياد. وفي يونيو 1910 صارت إدارة المدرسة تحت إشراف الجامعة المصرية الأهلية،وفى أكتوبر 1910 ألحقت بإدارة التعليم الفنى بوزارة المعارف ثم نقلت في 1923 من مكانها بدرب الجماميز إلى الدرب الجديد بميدان السيدة زينب حتى عام 1927، وفى نفس العام أنشأت وزارة المعارف العمومية المدرسة التحضيرية للفنون الجميلة قبل إلغاء مدرسة الفنون الجميلة المصرية بالسيدة زينب، وفى عام 1928 أصبحت المدرسة العليا للفنون الجميلة، ثم اختيرت للمدرسة فيلا بحى شبرا بشارع خلاط رقم 11 عام 1927ثم نقلت في أغسطس 1931 إلى 91 شارع الجيزة، وفى سبتمبر 1935 نقلت إلى مكانها الحالى بشارع إسماعيل محمد رقم 8 بجزيرة الزمالك بالقاهرة، وبعد قيام ثورة 23 يوليو 1952 صار اسمها كلية الفنون الجميلة، وصارت تتبع وزارة التعليم العالى سنة 1961.