يشارك فيلم «أبواب الرحمة» للمخرج الشاب عبدالله الدالي في الدورة ال71 من مهرجان كان السينمائي، ركن الأفلام القصيرة. و يتطرق عبدالله الدالي في فيلمه الذي كان مشروع تخرجه في أكاديمية «نيويورك فيلم» أكاديمى إلى قضية شائكة وحساسة تتعلق بعدم تسجيل واستخراج شهادات ميلاد للأطفال الذين وُجدوا في الحياة نتاج علاقات غير شرعية. وعن فكرة الفيلم يقول: «كنت أشاهد دائماً أن هناك حدود وقيود يضعها المجتمع، ومن الضروري التعايش في هذا الإطار وفي تلك الحدود، وأن من يخرج عنها يتم استقصائه في المجتمع»، وتابع: «نحن نكسب أنفسنا حق من الذي ينضم للمجتمع ومن لا». وتابع الدالي حديثه ل«المصري اليوم»، من أمريكا، أن الفيلم يتحدث عن مشكلة الأطفال بلا نسب وما يوجهونه في المجتمع من صعوبات معيشية، وبسؤاله لماذا هذا الجانب بالتحديد، قال «أردت أن أسلط الضوء عن أطفال يتم ظلمهم كل يوم والقانون يعاقبهم عن هذه العلاقة التي ليس لهم يد فيها، فمن منا يختار أسرته وأهله». وتابع المخرج العشريني حديثه، قائلاً: «دائما ما يهرب الرجل ويكمل حياته بشكل طبيعي دون أي مسئولية والمجتمع يساعده في بعض الأوقات على ذلك، بينما تتحمل المرأة مشقة خطر الفضيحة والإقصاء من المجتمع»، ويكمل: «الفيلم تدور أحداثه حول يوم في حياة سيدة في أوائل الثلاثين تدعى نادية السيد، أثناء محاولتها لاستخراج شهادة ميلاد لطفلتها المريضة ويتم الكشف خلال الفيلم عن رحلة معاناتها والعوائق التي تمر بها وكيف تم غلق أبواب الرحمة في وجهها». عبدالله الدالي تحدث عن أبرز العوائق التي عاشها أثناء التصوير، قائلاً: «أن مرحلة ما قبل التصوير كان بها تحديات كثيرة جدا أولها التمويل أنا كطالب ليس لدي الإمكانيات التي تجعلني أدفع كل تكاليف الفيلم خاصة أننى كنت ُمصر أن أول فيلم لي لابد أن يكون من مصر بغض النظر أن القرار ده كان صعب لأني خسرت كل المميزات التي تقدمها الجامعة لي كالمعدات، طاقم العمل بجانب الدراسة وكتابة السكريبت وتحضير الفيلم». وأضاف: «خلال 4 شهور فقط استطعت تجميع ميزانية الفيلم كاملة فأنا شاكر لكل الناس اللي شاركتنا في الحلم ده لان من غيرهم مكنش هيبقى فيه فيلم». ويكمل: «مرحلة التصوير كانت شاقة جدا لان الجامعة أتاحت لي فقط 3 أسابيع للتصوير في مصر فكنت قبل الوصول إلى مصر تقريبا ب6 شهور وأنا أحضر من أجل تحديد أماكن التصوير وطاقم العمل والكاستينج مع فارق التوقيت بين مصر وأمريكا فكان الموضوع صعب، ولكن استغرق تصوير الفيلم 4 أيام متتالية.» ولفت إلى وجود صعوبة أثناء تصوير الفيلم في التواصل بين مدير التصوير لأنها هندية الأصل وبين الممثلين، قائلاً إنها جاءت خصيصاً من أمريكا للتصوير ووجدت صعوبة في اللغة العربية ولكنها استطاعت تعلم بعض الكلمات العربية خلال فترة التصوير". وأكد أنه استطاع التواصل مع بعض الحالات الحقيقية والمشابهة لأحداث الفيلم ولكن رفضت ذكر أسمها حتى يكون قريب منهم ومن مشكلتهم. وعن ترشح الفيلم للمسابقة في كان، يقول: «كان حلم ومجرد عرض فيلمي الأول هناك، هذا يكلل كل التعب والشغل على الفيلم وأتمنى أن يشهد المهرجان في السنوات القادمة مشاركة أكبر من المخرجين الشباب في مصر». وأعرب الدالي عن سعادته بطاقم التصوير والممثلين مؤكداً إنه كان من المحظوظين بهم بدء من ثراء جبيل، لبنى ونس، حنان يوسف، ماجدة منير ، وأكد الدالي في نهاية حديثه: «أن الفيلم القادم سيكون فيلم روائي طويل 3 قصص من 3 بلاد مختلفة مصر، الهند، الصين».