إسكندرانى الأصل حاصل على بكالريوس الهندسة قسم الكيمياء, لكن عشقه للفن دفعه للدراسة فى المعهد العالى للنقد الفنى، إنه على رجب أحد مخرجى جيله، يتناول دائما مشاكل الفقراء المهمشين ويعبير عنهم ، مما جعل أفلامه محوراً لهجوم كثير من النقاد عليها. وقف ممثلاًً أمام أحمد زكى فى فيلم مستر كاراتيه، وعمل كمساعد مخرج فى العديد من الأفلام منها "مجانينو" ، "كلام الليل" ، "الرجل الثالث" . كما أخرج الكثير من الأفلام آخرها "سيد العاطفى" ، واليوم حالفه الحظ بدخول فيلمه الجديد "بلطية العايمة" فى مسابقة الأفلام العربية فى مهرجان القاهرة السينمائى. اليوم السابع التقت بالمخرج على رجب وكان لنا معه هذا الحوار ..... كيف جاء ترشيح فيلمك "بلطية العايمة" ضمن مسابقة الأفلام العربية فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى؟ منذ أسبوعين اتصلت برئيس المهرجان د.عزت أبو عوف وطلبت منه عرض الفيلم فى المهرجان, فرد علىّ قائلاً, أنت متأخر جداً, بعدها بأيام أبلغنى أن اللجنة ستشاهد الفيلم وتأخذ قرارها بعرضه وبالفعل وافقت اللجنة على دخول "بلطية العايمة" فى المهرجان. ما هى القصة التى تدور حولها أحداث الفيلم؟ القصة تحكى عن سيدة إسكندرانية, تحديداً من منطقة الماكس تكافح من أجل تربية أبنائها, وتتعرض للعديد من المشاكل مع المستثمرين ورجال الأعمال الذين يحاولون السيطرة على الشاطئ الذى تعمل به. ما ردك على آراء النقاد والصحفيين التى تهاجم دخول فيلمك فى المهرجان؟ أنا متوقع الكلام ده من الناس، لأن مجموعة العمل كلها من المؤلف بلال فضل والمنتج محمد السبكى ووجود ممثلة كوميدية مثل عبلة كامل لا توحى بأن يكون الفيلم صالحاً للعرض فى المهرجان, لكن أنا مستغرب من ردود أفعال النقاد الذين لم يشاهدوا الفيلم, ومع ذلك هاجموه بهذا الأسلوب. ما هى الصعوبات التى واجهتك فى فيلم "بلطية العايمة" خاصة وأن تصويره استغرق عامين؟ ضحك قائلاً, فعلاً الفيلم ده طول معايا جداً بسبب إصرارى على تصوير المشاهد فى أماكنها الأصلية, ومنها شارع الماكس فى الإسكندرية, والحقيقة أن أغلب سكان هذه المنطقة يتميزون بالعنف إلى حد ما. هل قصدت من تأخير موعد عرض فيلمك أن يشارك فى فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى؟ إطلاقاً فكان من المقرر أن يعرض الفيلم خلال الصيف الماضى, لكن بسبب زحمة هذا الموسم أجلت عرضه, ولأن الفيلم تكلفته الإنتاجية باهظة, فلم أفكر فى طرحه فى عيد الفطر نظراً لقصر مدته والحقيقة أنا كنت بتمنى أن الفيلم يعرض فى إجازة نصف العام. من وجهة نظرك هل هناك مواصفات معينة لفيلم المهرجان أم يجوز مشاركة أى فيلم؟ أشكرك على طرحك لهذا السؤال, بسبب أن قضية اختيار أفلام المهرجان تشكل أزمة كبيرة, ليس فى مصر فقط, ولكن على مستوى العالم كله، لكنى أرى أن فيلم المهرجان لابد أن يتميز بالتجريب, بالإضافة إلى تناوله أفكار جديدة، وأتوقع أن تكون سياسة المهرجانات القادمة قائمة على الاهتمام بالسينما المستقلة, نظراً إلى كونها أقرب فى التعبير عن الطبيعة وحياة الأشخاص ومازلنا حتى الآن لا توجد لدينا أفلام مصرية نستطيع الدخول بها فى المهرجانات الدولية مثل " كان ". علمت أنك ضد ما نشر فى الصحف عن سياسة المهرجان السيئة, هل ذلك سببه مشاركة فيلمك فى المهرجان؟ أنا مش ضد أننا ننتقد المهرجان لكن بعد انتهائه, بحيث لا نشوه صورتنا أمام ضيوفنا الأجانب, فمع أولى أيام المهرجان بدأت الصحافة هجومها عليه بالرغم أننى أرى وجود عدة مميزات فى مهرجان هذا العام تحديداً أهمها الاهتمام بسينما الأطفال، والسينما الأفريقية، والاحتفال بالمخرج الكبير يوسف شاهين, بالإضافة إلى تواجد رجال الداخلية الذين يحافظون على سلامة الضيوف, وهناك العديد من الأفلام المهمة المعروضة فى إطار المهرجان, ومنها "ملح البحر" "وليلى". هل تتوقع أن يفوز فيلم "بلطية العايمة" بجائزة مسابقة الأفلام العربية؟ تماماً يكفينى دخول فيلمى المهرجان فهذه أكبر جائزة بالنسبة لى ولفريق العمل جميعاً, خاصة وأنها المرة الأولى التى نشارك فيها جميعاً فى أى مهرجان. هل تقصد فى أفلامك أن تتناول مشاكل الطبقات الفقيرة والمهمشة بما أنها أصبحت تشكل نسبة كبيرة من مجتمعنا المصرى؟ أنا واحد من هؤلاء الذين عاشوا حياة فقيرة فى طفولتهم, فلابد أن أعبر عنهم لأنهم يستحقون منا عرض أوجاعهم وأحزانهم الممزوجة ببعض لحظات الفرح, كما قدمت فى أفلامى سيد العاطفى، صايع بحر. من المهم أن يكرر المخرج التعامل مع نفس فريق العمل إذا كان ذلك يخدم مصلحة العمل؟ أفهم ما تقصدينه لكن المسألة أولاً توفيق من الله, بالإضافة إلى وجود التفاهم الذى يجمعنى بفريق العمل الذى يعمل معى, ومنهم عبلة كامل والمؤلف بلال فضل الذى يسمح لى بتعديل أو تغيير بعض المشاهد دون حدوث أى مشاكل. عملك كمخرج أتاح لك الوقوف أمام جيلين مختلفين من الممثلين, ومنهم الراحل أحمد زكى فى "الرجل الثالث" و منى زكى فى "خالتى فرنسا" ما هو الاختلاف بينهما؟ الحقيقة أن الجيلين يتميزا بالالتزام, لكن أحمد زكى مدرسة لايمكن تكرارها, وأهم ما كان يميزه اختياره الدقيق لأعماله, وهذا ما وضع الكثيرين من الجيل الحالى فى مأزق, لكن هذا لايمنعنى من الاعتراف أننا لدينا العديد من الشباب المبدعين, ومنهم منى زكى، ومنة شلبى.