1- سؤال الحلوى: حينما أجلستنى أمى على مائدة الطعام وسط نظرات الترحيب من أبى والارتياب من إخوتى، وضعت أمى أمامى إناء من الحليب وطلبت منى أن أشربه بالكامل، وحينما اعترضت قال أبى فى حزم إننى يجب أن أبدأ به طعامى.. بدأت أتذوقه فوجدته دافئا وحميميا وله رائحة أمى. شربته بأكمله وطلبت المزيد. مددت يدى إلى طبق الحلوى، ولكن أبى طقطق بلسانه محذرا أن الحلوى هى نهاية الطعام وليست بدايته. تذمرت وتعالى صراخى لكن أبى أخبرنى أنه لا جدوى من الصراخ وأننى يجب أن أتناول نصيبى من الخبز. مددت يدا مترددة إلى طبق الخبز فلم أجده رديئا كما كنت أتوقع، بل كان يحمل أمل من زرعه وفرحة من حصده وعافية من طحنه وعرق من خبزه. وانتهيت من الخبز فقالوا إن اللحم طعام الأقوياء، وإننى كبرت ويجب أن أصبح فى هذه الدنيا القاسية كالوحوش. وددت أن أقول لهم إننى لست وحشا، وأن الحلوى وحدها هى ما أريد، لكنى كنت تعلمت الدرس وأدركت أنه لا جدوى من الاحتجاج. بالكاد استطعت أن أبلع طبق الخضروات!. كان مقززا جدا برغم أن أسنانى المتساقطة لم تكن تقوى على سواه. وفجأة- وبدون سابق إنذار- وجدت من يجذبنى من كمى بعيدا عن مائدة الطعام، صرخت وتعالى احتجاجى: - والحلوى؟ ولكنى لم أنل نصيبى بعد من الحلوى؟ ....................... 2- سؤال الحلم: كنت نائما حينما لمحت وجهها الصبوح يبتسم لى وكيف أنسى ملمس الوجه وهو يقبلنى ويدللنى بأعذب الكلمات. ابتسمت فى ترحيب فمنحتنى حميمية اللبن وحرير الملمس ودفء الأحضان. لم أعرف اسمها وكيف يتسنى لى وأنا النائم أن أعرفه!، لكنه كان لا بد ساحرا ككل شىء فيها. ويبدو أن نعاسى العميق قد تأرجح على حافة الوعى فإذا بى ألمح وجوها صغارا منشغلة بالمرح ولا بد أن مرحهم كان جميلا إلى الحد الذى دفعنى أنا النائم إلى أن أشارك فيه. تبدلت وجوه وغابت وجوه، لم أدر كيف اتسع فضاء غرفتى لها جميعا. ثم جاء الوجه الجميل الذى يشبه الوجه الأول. مغمض العينين رحت أستمتع بملمس الحرير وعذوبة التدليل ودفء الأحضان. وراح النعاس يتسرب رويدا والوجوه تختفى تباعا ونور باهر يتسرب إلى غرفتى فأفتح عينى لأجد الغرفة خاوية تماما. رحت أتجول فى الغرفة الخاوية وأتساءل هل كانت حياتى كلها حلما؟