تيلرسون يغادر منصبه نهاية مارس.. وبومبيو يواجه رفضا لسياسة ترامب

تعهد وزير الخارجية الأمريكية المقال، ريكس تيلرسون، بتسليم مهام وزارته بشكل سلس، لخلفه مايك بومبيو، الذى عينه الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب وزيرا للخارجية بعد إقالة تيلرسون، كما أقال ترامب وكيل الوزارة، ستيف جولدشتاين، فيما يواجه الوزير الجديد على رأس الديبلوماسية الأمريكية تحديات خارجية عديدة. وقال تيلرسون، إنه سينقل كل صلاحياته إلى نائبه وسيغادر منصبه نهاية الشهر، وأضاف «أهم شىء هو ضمان الانتقال المنظم والسلس فى وقت لا تزال تواجه فيه البلاد تحديات كبيرة على صعيد السياسة والأمن القومى»، مؤكدا أن واشنطن حققت هدفها فى سوريا بإنقاذ آلاف الأرواح، وأن المسار الذى تسلكه روسيا سيساهم فى عزلتها، وقال إنه سيعود إلى حياته الخاصة كمواطن عادى، مشدداً على أنه فخور بخدمة بلده.
واعتبر المتحدث باسم الكرملين، ديمترى بيسكوف أن العلاقات مع واشنطن لا يمكن أن تكون أسوأ فى وجود بومبيو، معربا عن أمله فى تحسنها، كما رحبت الصين وكوريا الجنوبية واليابان بوزير الخارجية الجديد.
وقال«معهد الشرق الأوسط» إن تيلرسون لم يكن مناسبًا لإدارة ترامب، وكانت إدارته لوزارة الخارجية مصدرا لإحباط الموظفين والكونجرس، موضحا أنه تحالف مع وزير الدفاع جيمس ماتيس ومستشار الأمن القومى، وعمل ضد الرئيس، وأن خلافته مع ترامب بشأن مقاطعة قطر كانت سببا فى إقالته، إذ نجح مع ماتيس فى توجيه سياسة واشنطن نحو تسوية للأزمة القطرية وعرقل ترامب من مواصلة دعمه لمطالب دول المقاطعة، مما حول الأزمة إلى إشكالية لترامب، فى ظل مزاعم بأن الإمارات سعت للتأثير على سياسة الولايات المتحدة من خلال النداءات الموجهة إلى المصالح التجارية الخاصة لعائلة ترامب.
وأوضح التقرير أن تيلرسون أبعد عن ملف الصراع العربى- الإسرائيلى لصالح جاريد كوشنر صهر ترامب، وقال إن رحيله من غير المحتمل أن يؤدى إلى تغيير كبير فى موقف واشنطن حول إيران، رغم أن بومبيو من أشد منتقديها إذ يرفض سياستها التوسعية فى الشرق الأوسط، وحاول إثبات علاقتها بدعم تنظيم «القاعدة»، لكنه يواجه تحديا فى إقناع روسيا والغرب والصين بمواجهة طهران فى ظل التحفظات الدولية على أجندة ترامب، ويواجه وزير الخارجية الجديد اتهامات له بمحاربة الإسلام بعد تصريحاته المعادية للمسلمين، إذ كان قد أطلق وصف «داعمى الإرهاب» على جميع المسلمين، الذين لا يدينون العمليات الإرهابية المنفذة من قبل أتباع ديانتهم، كما يرفض الدور الروسى المتزايد ويصف موسكو بأنها معادية لبلاده، وهو من كبار الصقور فى إدارة ترامب.
وأثار قرار ترامب تعيين جينا هاسبيل، مديرة ل«سى.آى.إيه» لتصبح أول امرأة تتقلد هذا المنصب فى تاريخ الولايات المتحدة انتقادات واسعة لسجلها فى التعذيب، وانتقدها نواب أمريكيون لإشرافها على سجن شهد عمليات تعذيب لمعتقلين بتهمة الإرهاب فى سجن تابع للوكالة فى تايلاند عام 2002، مما قد يؤدى إلى صعوبة تمرير قرار تعيينها فى مجلس الشيوخ الأمريكى، وأطلقت وسائل الإعلام الأمريكية عليها لقب «المرأة المرعبة»، وطلب المركز الأوروبى للحقوق الدستورية من النيابة الألمانية إصدار أمر باعتقالها فى إطار قضية التعذيب، إلا أن هاسبيل رحبت بتعيينها.