الهواتف الذكية تزداد ذكاء.. وارفتاع الأسعار يحد من المبيعات

تشهد الهواتف المحمولة تطورًا استثنائيًا خلال المرحلة الحالية من حيث الإمكانيات والجودة، بينما يشهد السوق العالمى انخفاضاً ملحوظاً فى مبيعات الهواتف الذكية لأول مرة منذ 12 عاما لارتفاع أسعارها، وحدوث تغير نوعى فى سلوكيات المستخدمين تجاه استخدام الهواتف الذكية.
المحللون يشيرون إلى أن الشركات المُصنعة غفلت عن استثمار فرص طويلة الأمد للصمود فى تحقيق المبيعات الإيجابية، نتيجة أن سوق الهواتف الذكية أصبح متشبعًا بدرجة كبيرة ولم يعد من السهل لفت انتباه المستهلكين نحو هاتف يبهرهم أو الحفاظ على الحاليين منهم وجذب آخرين محتملين، على الرغم من تنظيم مؤتمرات باستمرار للكشف عن أجهزة جديدة.
فالهواتف الذكية التى تم الكشف عنها مؤخرًا من الشركات العالمية وعلى رأسها أبل وسامسونج، ركزت على تصميم هواتف ببرمجيات ومستشعرات مطورة؛ لرصد الهوية بدقة وتوفير تقنية الواقع المُعزز، كما مثلت الكاميرا العنصر الجوهرى فى هذه الهواتف، وجاء ذلك على حساب ارتفاع تكاليف الإنتاج التى تزيد من أعباء وضغوط أكبر على حجم المبيعات نتيجة ارتفاع أسعار الأجهزة.
وتشير العديد من التقارير لشركات الأبحاث إلى أن الحصص التجارية الخاصة بسامسونج وأبل - الشركتين الأكبر فى العالم - ستتأثر بشكل كبير فى المستقبل، فالشركتان وصلتا إلى مستويات قياسية من المبيعات خلال السنوات الماضية، إلا أن منتجاتهم الأخيرة لم تحقق النجاح المتوقع بسبب تركيزهم على الفئة العليا من المستهلكين التى تشكل تأثيرًا محدودًا على حجم مبيعات الهواتف حول العالم، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الأجهزة إلى مستويات قياسية.
بينما اقتنصت الفرصة العلامات التجارية الصينية للهواتف الذكية مثل «هواوى، أوبو، لينوفو»، ووفرت عددًا كبيرًا من الهواتف الذكية الخاصة بالفئة المتوسطة، وهى أكثر الفئات إقبالًا وتأثيرًا على حجم مبيعات الهواتف الذكية حول العالم، بما دفع حصصهم للنمو بشكل كبير خلال الشهور الماضية.
وقال أنشول جوبتا محلل بجارتنر للأبحاث، إن عددًا أقل من الناس قاموا باستبدال هواتفهم البسيطة بأخرى ذكية خلال العام الماضى 2017؛ بسبب نقص الهواتف الذكية منخفضة التكلفة، وهذا دفعهم إلى شراء هواتف أخرى بسيطة بتصميم أفضل.
وأشار إلى أنه على الرغم من أن الطلب على الهواتف ذات الجودة العالية، التى تضم مزايا اتصال الجيل الرابع وكاميرا أفضل ظل قويًا، إلا أن الأرقام تشير إلى أن هناك تباطؤ فى الشراء، خاصة بعد ما ارتفعت أسعار أحدث وأكبر الهواتف.
وباع صناع الهواتف ما يقرب من 408 ملايين هاتف ذكى للعملاء خلال الربع الأخير لعام 2017، بانخفاض 5.6% عن نفس الفترة من العام الماضى.
ويشير التقرير إلى أن سامسونج تمكنت من التمسك بالمركز رقم 1 فى الربع الرابع بالرغم من أن المبيعات انخفضت بنسبة 3.6% لتصل إلى 74 مليون وحدة، وتأتى أبل فى المرتبة الثانية.
على مستوى السوق المحلى، قال محمد المهدى الرئيس الشرفى لنقابة تجار المحمول والاتصالات، إن سوق مبيعات الهواتف المحمولة يشهد ركودًا حادًا نتيجة ارتفاع أسعارها منذ تحرير سعر الصرف فى نوفمبر 2016.
وأشار إلى أن السوق سيحقق حركة مبيعات ضئيلة خلال العام الحالى إلى أن تشهد الأسعار استقرارًا على الرغم من عروض الشركات المستمرة ودخول تكنولوجيا الجيل الرابع.
وأكد على أن المبيعات التى يجنيها السوق حاليًا مصدرها الرئيسى الهواتف الصينية، التى تتبنى خطط تسويق تعزز الطلب على الرغم من أن أقل هاتف بها يصل سعره إلى نحو 3 آلاف جنيه مقارنة بالعلامات التجارية الأخرى الأكثر شهرة والتى تخطت أسعارها حاجز ال10 آلاف جنيه.
من جانبه قال هشام صفوت الرئيس التنفيذى لشركة جوميا مصر، صاحبة موقع التسوق الإلكترونى«Jumia»، إن معدلات التضخم التى شهدها السوق المحلى منذ تحرير سعر الصرف فى نوفمبر 2016 دفع المستهلكين إلى تقنين الاحتياجات الاستهلاكية من الأجهزة الإلكترونية وخاصة الهواتف المحمولة، موضحًا تغيُر اتجاهات الشراء وتبنى سياسة اقتناء هواتف بمواصفات جيدة وبأسعار منخفضة.
أضاف أن معدلات الإقبال على شراء الهواتف الذكية متوسطة المواصفات تتراوح من 60 إلى 70% خلال العام الجارى، والتى تأتى بأسعار من 1500 إلى 2500 جنيه، مُشيرًا إلى استعادة الهواتف التقليدية لحركة نمو تصل إلى نحو 20% بدعم من إتاحتها بأسعار منخفضة تصل إلى 300 جنيه.
وأوضح أن الفئات العمرية المُقبلة على شراء تلك الشريحة المتوسطة من الهواتف الذكية والتقليدية تتراوح بين 18 إلى 30 عامًا، حيث أنها أكثر الفئات استخدامًا للإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى، بالإضافة إلى اقتناء المستخدم لأكثر من هاتف حاليًا.
ووفقًا لتقرير وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وصل حجم الاشتراكات فى الهاتف المحمول 99.82 مليون اشتراك، متجاوزًا عدد السكان حتى أكتوبر 2017، بنسبة انتشار بلغت 110.37%، بينما وصل مستخدمو الإنترنت عن طريق المحمول 27.49 مليون مستخدم.