رحيل القس بيلى جراهام صديق الرؤساء الأمريكيين

توفى المبشر الأمريكى بيلى جراهام، أمس، أحد أكثر الدعاة تأثيرا فى القرن العشرين، عن 99 عاما، ونعاه عدد من الرؤساء الأمريكيين، إذ كان مرشدا روحيا وصديقا لنحو 10 منهم، وأصبح من أشهر المبشرين بالديانة المسيحية، وكان يلقى خطبا دينية للجمهور فى الساحات الكبيرة فى أنحاء العالم، ابتداء من عام 1954 عندما بدأ خطبه التبشيرية فى لندن، وتشير تقديرات إلى أنه قدم الوعظ لنحو 210 ملايين شخص خلال 60 عاما، وبعدما شكك فى حركة الحقوق المدنية الأمريكية، أصبح مؤيدا للحركة فى الخمسينيات، وأصبح مسيحيا ملتزما فى سن ال16، بعد الاستماع لواعظ إنجيلى، وتم ترسيمه قسا عام 1939.
ووصل جراهام إلى الملايين من متابعيه عبر التليفزيون، وكان أول من يستخدمه لإلقاء خطبه، واشتهر بأنه صديق للرؤساء الأمريكيين، بدءا من هارى ترومان إلى نيكسون وأوباما، وألقى آخر خطبه فى نيويورك عام 2005، وينتمى إلى الكنيسة المعمدانية الجنوبية.
ونعاه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى تغريدة على «تويتر»، وقال: «مات بيلى جراهام العظيم، لم يكن هناك أحد مثله، وسيفتقده المسيحيون ومعتنقو جميع الأديان، إنه رجل استثنائى للغاية»، وأمر ترامب بتنكيس الأعلام على البيت الأبيض ومبان ومنشآت حكومية خلال تشييع جثمانه.
وقال رئيس أساقفة كانتربرى، جوستين ويلبى، إن جراهام كان قدوة لأجيال من المسيحيين، وأسس جراهام، جمعية بيلى جراهام الإنجيلية فى مينيابوليس، وأطلق برنامجه الإذاعى الأسبوعى «ساعة قرار»، وطوال حياته استشاره عدد من الرؤساء بينهم دوايت آيزنهاور وجون كينيدى، وكان شريك ريتشارد نيكسون فى رياضة الجولف، ودعاه الرئيس الأسبق جورج بوش الابن للصلاة فى البيت البيض طوال أول أيام حرب الخليج بعد غزو الكويت.
وكتب الرئيس الأسبق جورج بوش الأب على «تويتر»: «بيلى جراهام كان قسا أمريكيا، وإيمانه بيسوع المسيح وروحه الإنجيلية النزيهة شكلت مصدر وحى للجميع وكان رجلا صالحا، ويشرفنى أنه كان صديقى الشخصى ورعانى وعددا من أبنائى، سنفتقده كصديق لنا للأبد»، وكان بوش قال إنه أقلع عن إدمان الكحول بعد لقائه جراهام عام 1985.
وكان القس الراحل يرى أن الرئيس الأسبق جيمى كارتر هو الوحيد القريب منه فى إيمانه، ونعاه «كارتر»، قائلا: إن جراهام «كان له تأثير هائل على حياتى الروحية، ومن دواعى سرورى أنه كان بين مرشدى وأصدقائى».
وقال الرئيس السابق باراك أوباما، إن جراهام كان «مؤمنا متواضعا ومنح بحكمته ونقائه الأمل والإرشاد لأجيال من الأمريكيين»، وقال الرئيس الأسبق بيل كلينتون: «إن جراهام ذكرنا بأننا متساوون أمام الله».