في الساعات الماضية، توفي المبشر الأمريكي بيلي غراهام، أحد أكثر الدعاة تأثيرا في القرن العشرين، عن 99 عاما. وأصبح غراهام من أشهر المبشرين بالديانة المسيحية، وكان يلقي خطبا دينية للجمهور في الساحات الكبيرة في جميع أنحاء العالم، ابتداء من عام 1954 عندما بدأ خطبه التبشيرية في العاصمة البريطانية لندن. من هو بيلي غرهام؟ بيلي غرهام ولد في 1918 وترعرع بمدينة شارلوت في ولاية نورث كارولاينا قبل أن ينتقل إلى فلوريدا وتتم رسامته كاهنا في 1939، و تربى في بيئة محافظة للغاية لدرجة أن والده أجبره على شرب البيرة حتى التقيؤ بعد أن رفعت الولاياتالمتحدة حظرها على الكحوليات عام 1933، مما خلق لديه شعورا مبكرا بالإمتعاض اتجاه المشروبات الكحولية طيلة حياته. بدأ اهتمامه بالإنجيل وهو في سن 16 وتبنى وجهات نظر أتباع الكنيسة الإنجيلية عام 1934 بعد عدة لقاء ات مع واعظ إنجيلي يدعى مردخاي هام. وأصبح غراهام من أشهر المبشرين بالديانة المسيحية، وكان يلقي خطبا دينية للجمهور في الساحات الكبيرة في جميع أنحاء العالم، ابتداء من العام 1954 عندما بدأ خطبه التبشيرية في العاصمة البريطانية لندن. وبعدما كان يشكك في البداية في حركة الحقوق المدنية بالولاياتالمتحدة، أصبح مؤيدا للحركة في خمسينيات القرن الماضي. وأصبح غراهام مسيحيا ملتزما في سن السادسة عشرة، بعد الاستماع لواعظ إنجيلي، ورُسِّم قسا في العام 1939. وصل الواعظ إلى مرحلة الشهرة بعد دعم الإعلام الوطني الأميركي له العام، 1949. وكانت مواعظه تبث عبر الراديو والتلفزيون مما جلب له شهرة كبيرة داخل الشارع الأميركي ولا يزال يعاد بث بعض من مواعظه إلى اليوم. علاقته بروساء أمريكا وكان غراهام فعليا قس البيت الأبيض لعدد من الرؤساء الأميركيين، وعلى رأسهم ريتشارد نيكسون، كما التقى بالعشرات من زعماء العالم وكان أول مبشر معروف يحمل رسالته خلف ما عرف بالستار الحديدي في الحقبة السوفيتية. فعمل غراهام كمستشار روحي لعدد من الرؤساء الأميركيين مثل ريتشارد نيكسون، دوايت أيزنهاور، بيل كلينتون، جورج بوش الأب، جورج بوش الإبن، جيمي كارتر، رونالد ريغان، ليندون جونسون، جيرالد فورد وباراك أوباما بعد لقاء مع هاري ترومان عام 1950، أخبر غراهام الصحافة أنه ألح على الرئيس محاربة الشيوعية في كوريا الشمالية، مما سبب إمتعاضًا لترومان وجعله يمتنع عن مقابلته لسنوات. كانت علاقته أقوى مع أيزنهاور وتطورت علاقته مع نيكسون حينها عندما كان نائبا للرئيس، بعد إقرار قانون خاص عام 1952، قام بغراهام بطقوس تعبدية على مداخل مبنى الحكومة الفيدرالية للولايات المتحدةالأمريكية، وعبر الواعظ عن دعمه لريتشارد نيكسون في انتخابات 1960 ضد جون كينيدي، وظهر نيكسون إلى جانب غراهام خلال موعظة ألقاها في تينيسي وكان نيكسون أول رئيس أمريكي يلقي خطابا من أرضية إنجيلية. وعرض نيكسون على غراهام أن يكون سفيرا للولايات المتحدة في إسرائيل لكنه رفض، وسائت علاقتهم بعد فضيحة ووترغيت إلى أنها عادت لما كانت عليه بعد إستقاله نيكسون.