قصة «أذكى طفل في العالم».. مصري يحل 300 «مسألة» في 8 دقائق (صور وفيديو)

حاملًا كأس «أذكى طفل في العالم»، وعلى كتفيه علم مصر، وصل الطفل، عبدالرحمن حسين، 13 سنة، إلى مطار القاهرة، الخميس الماضي، قادمًا من ماليزيا، عقب مشاركته في منافسات المسابقة العالمية للذكاء العقلي، ضمنْ 3000 متسابق من جميع أنحاء العالم.
كعادة أيام شهر ديسمبر، كانت الأجواء باردة تمامًا، ولكن احتفاء أهل عبدالرحمن وأصدقائه في المسابقة، جعل الأجواء أكثر دفئًا، إذ حرصت إحدى الفرق الموسيقية الفلكلورية على عزف نغمات «يا حبيبتي يا مصر»، رغم عدم وجود أي احتفاء أو تهنئة رسمية بفوزه، وباقي الفريق المشارك، الذي تكوّن من تلاميذ تراوحت أعمارهم بين 4 سنوات و13 سنة.
تواصلت «المصري اليوم» مع الطفل، عبدالرحمن حسين، عقب وصوله مباشرةً إلى مصر بعدما أثبت أن الذكاء العقلي، ليس حكرًا على الدول المتقدمة فقط.
داخل إحدى المراكز الخاصة، بحي المعادي الهادئ، التقينا «عبدالرحمن»، إذ يذهب يوميًا ليدرس برنامج الذكاء العقلي، الذي يقوم على تنمية قدرات الطفل الذهنية والحسابية، ومن خلاله يستطيع إجراء عمليات حسابية معقدة دون اللجوء للآلة الحاسبة، كمّا يقول: «بدرس برنامج الذكاء العقلي من وأنا عندي 7 سنين».
بدأت رحلة «عبدالرحمن»، الطالب في الصف الثاني الإعدادي، مع الذكاء العقلي منذ سنوات، اعتاد خلالها دراسة البرنامج الذي يجعله يحلّ المسائل الحسابية بعيدًا عن الطرق التقليدية، إذ يصبح أسرع من الطفل العادي 4 مرات، عن طريق عدّاد «صيني» بسيط، يسمى «أباكوس»، ثم يتخيل العدّاد أمامه، فتدور العمليات الحسابية في رأسه، حسبْ شرحه.
معتمدًا على ذكائه العقلي فقط، شارك «عبدالرحمن» في المسابقة العالمية للذكاء العقلي، التي أقيمت في ماليزيا خلال الشهر الماضي، وجرت كالآتي: «أدونا ورقة فيها عدد مسائل حسابية، وصلت لحوالي 300 مسألة، وبيكون المطلوب حلها خلال 8 دقائق، بنتخيّل العدّاد في دماغنا ونحلهم».
حصل «عبدالرحمن» على المركز الأول في المسابقة، رغم مشاركة حوالي 3000 طفل من جميع أنحاء العالم، بما فيهم دول تُجبر المدارس على تدريس الذكاء العقلي ضمنْ المناهج الدراسية، «مكنتش حاسس بتوتر أو خوف لإني كنت متدرب بشكل كويس».
«الذكاء العقلي بيساعدني أكون أسرع في المدرسة، بكون قادر أفهم وأحسب بشكل أسرع»، يشرح «عبدالرحمن» دور الذكاء العقلي في حياته، رغم الصعوبات التي يواجهها في المدرسة، كمّا يقول: «صُحابي في المدرسة والمدرسين بيستغربوا إزاي بحل أسرع منهم».
وفقًا لخطة محددة، يسير يوم «عبدالرحمن»: «بصحى زي أي طفل، بروح المدرسة، وبرجع البيت، بعدها بيكون عندي تدريب سباحة، ثم بتدّرب على العمليات الحسابية»، مجموعة من المهام اليومية يقوم بها، حتى يحقق أمنيته «نفسي أطلع مهندس كمبيوتر وأفيد مصر».
«نفسي مصر تبقى زي الدول المتقدمة، لمّا بنسافر بنلاقي البلاد نضيفة، الشوارع واسعة، مفيش عشوائيات»، يقولها «عبدالرحمن» رغم صغر سنه، حالمًا بوطن أفضل، يقدر يومًا «الذكاء العقلي»، «نفسي زملائي في المدرسة والمدرسين يبقوا مدركين يعني إيه ذكاء عقلي».