«سنحان».. مدينة الموت والميلاد في حياة «الراقص على رؤوس الثعابين» (تقرير)

في رحلة الهروب من الحوثيين، كان الرئيس اليمني، على عبدالله صالح، اليوم، متجهًا صوب «سنحان»، المدينة التي ولد فيها، مارس 1942، داخل قرية «بيت الأحمر»، لأسرة فقيرة ذهب كُل من طرفيها إلى ناحية بعد طلاق والديه في سن مُبكر.
عمل «صالح» راعيًا للأغنام، كعادة أبناء قبيلته، وتلّقى تعليمه في كتَّاب القرية، ثم تركها وذهب ليلتحق بالجيش في سن السادسة عشرة، حتى جاءت ثورة سبتمبر 1963، انخرط في السياسة إلى أن أصبح أول رئيس لليمن ينتخبُه الشعب عام 1999، ولم ينسْ قبل كُل ذلك إنه «ابن (سنحان) مدينته الأم».
اعتُبرت «سنحان» فيما بعد مقصدًا لعلي عبدالله صالح في كل الأوقات، حتى بعد تنحيه في فبراير 2012، بعد حكم استمر لمدة 33 عامًا، تنّقل بين أماكن عدة، لم يعرفها الكثيرون، ولكن كانت كلمة السرّ دائمًا «سنحان».
في إبريل 2015، بعد أن تضاربت الأنباء حول مكان «صالح» وإمكان فراره إلى إحدى الدول الإفريقية، تحديدًا إرتيريا التي يتحدث العديد من سكانها العربية، أكد المتحدث باسم مكتب رئيس الجمهورية اليمنية، مختار الرحبي، أن الأنباء التي تحدث عن وجود الرئيس المخلوع على عبدالله صالح في منطقة بيحان (جنوب اليمن) غير دقيقة، وأضاف أنه مستقرًا في مسقط رأسه «سنحان».
وعندما أرادت قوات الحوثيين استهداف «صالح» في مايو 2015، وجهوا الضربات إلى استراحات «سنحان»، وكتب المغردون على مواقع التواصل الاجتماعي: «طائرات التحالف تستهدف منزل صالح بقرية سنحان، وسبّبت انفجار عنيف استهدف رأس الجبل».
ومرورًا بعامي 2016 و2017، استهدف الحوثيين، قوات «صالح» في «سنحان» أيضًا، حيث شهدت تعزيزات للحوثيين بعشرات الأطقم والآليات العسكرية ومئات المسلحين، لمنع على صالح من اللجوء إليها للاحتماء بقبائلها الموالية له، مُعتبرين تلك المدينة هي «آخر الأوراق التي يُمكن اللجوء إليها».
في أغسطس 2017، كشفت مصادر في حزب المؤتمر الشعبي أن الرئيس السابق على عبدالله صالح فر إلى قبيلته في مديرية «سنحان» جنوب شرقي العاصمة للاحتماء بها، بعد تصاعد الخلاف مع جماعة الحوثيين، ليلقى مصيره في النهاية وهو يحاول اللجوء إليها، وارتبط خبر وفاته به، كمّا أذاعت وكالات الأنباء: «مقتل على عبدالله صالح على أحد الجبهات في سنحان».