حزبيون وسياسيون: لا شىء يمنع شفيق من خوض معركة رئاسة الجمهورية

قال عدد من قيادات الأحزاب إن من حق الفريق أحمد شفيق الترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة مادام لا يوجد ما يمنعه من هذه الخطوة قانونا، فيما رفض بعضهم ما سموه «نظرية الاختيار بين أهون الشرين»، مشددين على أن «الثورة مستمرة»، واعتبر آخرون أن «شفيق» له «ثقل جماهيرى».
ورفض مدحت الزاهد، رئيس حزب التحالف الشعبى الاشتراكى، إعطاء أهمية لترشح «شفيق» أو أى شخص جديد بزعم أنه يؤدى إلى فتح المجال العام واختراق ما وصفه ب«جدار الصمت» لينفذ إلى الشعب.
وشدد على ضرورة مواجهة خطاب «شفيق» وكل مَن انتمى إلى رموز النظامين السابقين، وطرح برنامج فى مواجهة «الإفقار والاستبداد والتبعية».
وقال: «من هنا نؤيد حق (شفيق) فى الترشح، وهو أمر مختلف عن تأييده رئيسا، ونعارض أى قيد يخصه أو يخص أى مرشح آخر، لكننا لن نأخذ بنظرية (أهون الشرين)، وسنعمل على بناء معسكرنا وكتلتنا الجماهيرية، وسبق لحزب التحالف الشعبى أن رفع شعار (الثورة لا تختار بين أعدائها) فى انتخابات الرئيس المعزول محمد مرسى و(شفيق)، وأدعو المواطنين إلى الذهاب إلى صناديق الاقتراع تحت شعار: (الثورة مستمرة)، ولا نزال عند هذا الموقف لا نبرحه لحين تحقيق أهداف الثورة».
وقال ناجى الشهابى، رئيس حزب الجيل: «‏يجب أن نحرص على أن تكون الانتخابات الرئاسية حقيقية، وبين مرشحين لهم ثقل جماهيرى، وإعلان (شفيق) ترشحه يحقق ذلك، وأرفض الهجوم عليه تحت دعوى إعلانه قرار الإمارات منعه من مغادرتها على (قناة الجزيرة)، المعادية لمصر، والتى حصلت على الفيديو من (رويترز)، فمن مصلحة مصر خوض (شفيق) الانتخابات».
وقال خالد داوود، المتحدث الرسمى لحزب الدستور: «(شفيق) من حقه الترشح للانتخابات، لكن موقف الحزب واضح من البداية، وهو رفض تولى رموز نظام الرئيس الأسبق مبارك أى مناصب، وكذلك جماعة الإخوان»، مؤكدا، فى تصريحات ل«المصرى اليوم»، أن المرشح الأقرب للتيار الديمقراطى والقوى المدنية هو خالد على، وأن الانتخابات المقبلة يجب أن تكون بها ضمانات للنزاهة والحياد من قِبَل جميع وسائل الإعلام وأجهزة الدولة.
وقال السفير معصوم مرزوق، مساعد وزير الخارجية الأسبق: «من حق (شفيق) الدستورى كأى مواطن مصرى إذا توافرت فيه الشروط أن يترشح للرئاسة»، مضيفا، فى تصريحات ل«المصرى اليوم»، أن إعلانه أسهم فى تحريك المشهد السياسى، خاصة بعد ردود الفعل المتباينة حيال ترشحه من وسائل الإعلام المصرية والعالمية، متوقعا عدم إمكانيته خوض الانتخابات، نظرا لما يتعرض له من ضغوط سواء فى الإمارات بعدم قدرته على السفر منها إلى مصر أو فى القاهرة بإيجاد ثغرات قانونية ممن وصفهم ب«سحرة القانون»، الذين يمكن أن يخترعوا عوائق تمنعه من الترشح.
وأضاف: «أشد ما أثار انتباهى هو تدخل الإمارات فى حركة مواطن مصرى، رغم أن حق التنقل مكفول للجميع!»، لافتا إلى أنه إذا توافرت الظروف النزيهة والحياد فى الانتخابات الرئاسية المقبلة ستكون ل«شفيق» فرص كبيرة فيها، خاصة بعد الظروف الاقتصادية السيئة التى يعيشها المصريون.
وتابع: «لو حدثت (المعجزة)، وترشح بشكل رسمى، فستكون له فرص قوية فى الانتخابات المقبلة».
وقال النائب عبدالفتاح محمد، عضو الهيئة العليا لحزب «مستقبل وطن»: «الأزمة الأخيرة لن تنال من العلاقات بين مصر والإمارات». وأضاف: «الدستور والقانون يكفلان لأى مواطن مصرى الترشح، مادام تنطبق عليه الشروط، لكن أقول ل(شفيق): أنت هربت خارج مصر، فى وقت كنا أحوج فيه إلى جهود كل مصرى لمواجهة عصابة الإخوان!».
وتابع: «ما بثته قناة الجزيرة غير مفهوم، وكان على (الفريق) توضيح موقفه بشكل أفضل، فهى قناة معادية للشعب المصرى، وأنا كنت أحد الذين انتخبوا (شفيق) خلال منافسته ل(مرسى)، لكن الآن لن أمنحه صوتى، لأنه تخلى عن بلده فى أصعب الظروف».
وكشف الكاتب الصحفى مصطفى بكرى، عضو مجلس النواب، أن «شفيق» سيتوجه، خلال الأيام القليلة المقبلة، إلى فرنسا للاستعداد لبدء حملته الانتخابية لرئاسة الجمهورية. وأوضح «بكرى»، فى تصريحات ل«المصرى اليوم»، أن بعض الشخصيات القريبة من «شفيق» سافرت إلى العاصمة الفرنسية باريس للترتيب للحملة الانتخابية، و«أن خطوة نزوله إلى مصر لا تزال مبكرة حتى الآن».
وقال: «(شفيق) كان من المفترض أن يعلن ترشحه للرئاسة، يوم 22 ديسمبر الجارى، لكنه تعجل بالإعلان لعدة أسباب، أهمها تفويت الفرصة أمام آخرين للترشح، خاصة أن اتصالات جرت بينه وبين ممدوح حمزة، الناشط السياسى، نقل له خلالها وقائع الاجتماعات التى عُقدت مع العديد من الشخصيات والتيارات الرافضة لترشح الرئيس عبدالفتاح السيسى، لفترة ثانية، بينما تم التوافق على (شفيق) مرشحا للرئاسة».
وأضاف «بكرى»: «جرت اتصالات بين (شفيق) وشخصيات متواجدة خارج مصر، أقنعته بالإعلان المبكر عن ترشحه، لإحداث ضجة دولية، ووضع النظام المصرى فى حرج أمام العالم، خاصة أن هناك بعض القضايا الجنائية التى لا تزال قيد التحقيق، إلى جانب استعجال الصدام مع الإمارات، التى فتحت له أبوابها، لأنه يعرف موقفها الرافض ترشحه وإدارة حملته الانتخابية من أرضها، ولذلك فاجأ الجميع، وأولهم قادة الإمارات، بالإعلان عن ترشحه».
وتابع: «لم يصدر أمر من الإمارات بمنع (شفيق) من السفر، بدليل أن وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية، الدكتور أنور قرقاش، نفى ذلك، ولكنها كانت فرصة ل(شفيق) لإثارة الرأى العام ضد الإمارات، بلا سبب»، لافتا إلى أنه اختار إعلان قراره، بعد ساعات من خطاب السيسى، الذى دعا فيه إلى «حشد جميع القوى للقضاء على الإرهاب فى سيناء».
وأكد: «حق (شفيق) فى الترشح أمر لا جدال فيه، لكن الاعتراض كان على (قناة الجزيرة)، التى عرضت مقطع فيديو له يدَّعى فيه منعه من السفر من الإمارات، والزعم أن الإمارات تتدخل فى الشأن المصرى»، لافتا إلى أن «شفيق» قدم اعتذاره، أمس، للإمارات عن هذه «السقطة»، وأكد احترامه لها. وأشار: «(شفيق) ابن المؤسسة العسكرية، ويدرك أن الوطن يخوض حربا عاتية ضد المتآمرين فى الداخل والخارج».