المملكة السعودية فى ثوب جديد

المملكة العربية السعودية التى كنا نعرفها قديماً تكاد تكون قد تغيرت، فهناك مملكة سعودية جديدة فى طور التدشين والتكوين، وتكاد تكون ملامحها الأساسية، أو بعضها على الأقل قد ظهر، وخاصة بعد الإجراءات المفاجئة الأخيرة التى قام بها الأمير الشاب محمد بن سلمان بالقبض على أكبر ملاك القنوات الفضائية الخاصة السعودية مثل الملياردير صالح كامل صاحب قناة ART، والأمير الملياردير الوليد بن إبراهيم صاحب قنوات MBC، والملياردير الأمير الوليد بن طلال صاحب قنوات روتانا ثم إطلاقه تحت ضغوط فرنسية وغربية، وكذلك التحفظ على عشرات الأمراء الكبار من العائلة المالكة، والتحفظ على أموالهم، ومنهم بعض أولاد الملوك فهد وعبدالله، وغيرهم من كبار الأمراء، فضلاً عن عزل ولى العهد السابق محمد بن نايف ثم تحديد إقامته وتجميد حساباته، وعزل الفريق متعب بن عبدالله والتحفظ عليه وتجميد حساباته.
مقالات متعلقة
* استقالة الحريرى.. إيران.. حزب الله.. إلى أين؟
* مصالحة الإسلاميين والعلمانيين.. هل تتم؟!
* تأملات فى مذبحة لاس فيجاس
كل ذلك وغيره مثل زلزالاً سعودياً غير مسبوق، بحيث يمكن القول دون تزيد إن سعودية جديدة يتم تدشينها الآن، وملامح الدولة السعودية الجديدة قد تغير خريطة الخليج من جهة أو خريطة المنطقة، فضلاً عن خريطة التحالفات فى المنطقة من جهة ثالثة.
ويمكن رصد ملامح الدولة السعودية الجديدة فى الآتى:-
أولاً: ضعف النفوذ السعودى والخليجى فى لبنان وسوريا والعراق واليمن وقطر و تركيا.
ثانياً: زيادة النفور بين السعودية وحلفائها من جهة وإيران وحلفائها من جهة، وميل كل منهما إلى إدخال الطرف الآخر فى الحروب بالوكالة، ومحاولة كل حلف منهما كسب مصر وتركيا إلى جوارهما.
ثالثاً: انحصار الملك القادم فى السعودية فى آل سلمان فقط، وقد يكون فى نسل محمد بن سلمان تحديداً، وستكون أعمار مساعديهم ووزرائهم فى سن الشباب.
رابعاً: لن يحكم السعودية ملوك من كبار السن بعد ذلك كما كان معروفاً من قبل، ورأيناه فى الملوك خالد، فهد، عبدالله، سلمان أولاد الملك عبدالعزيز الذين جاوز عمرهم الثمانين عاماً.
خامساً: تغيير منظومة الحكم المعروفة سابقاً فى آل سعود، والتى كانت تنص على تنصيب الأخ الأكبر من أبناء الملك عبدالعزيز ومبايعة الأسرة السعودية له، وباقى الأمراء ثم باقى الأعيان والعلماء وكبار العائلات له، وقد تتحول إلى منظومة أخرى لم تظهر بعد.
سادساً: بداية انهيار التحالف بين آل سعود وآل محمد عبدالوهاب، وانفضاض الشراكة التى قامت بينهما على أن لآل سعود الحكم ولآل عبدالوهاب وأتباعهم الأمور الدينية.
سابعاً: بداية انهيار المذهب الوهابى عملياً بعد أن ضعف فكرياً لأنه لم يألف التعددية أو يتحسب لها، وكذلك تشديده على العوام وتيسيره على النخبة، مع أن الإسلام جاء بعكس ذلك.
ثامناً: قد يزداد الاقتراب السعودى الخليجى الإسرائيلى مع ازدياد الجفاء الإيرانى الخليجى.
تاسعاً: بداية ضعف الإمبراطورية الإعلامية السعودية الخاصة والمتمثلة فى روتانا، mbc ،Art، ومعنى ذلك تهديد فرص العمل للإعلاميين والصحفيين فيها وعدم استقرار منظوماتها، وهذه الإمبراطورية كانت أشبه بالقوة الناعمة للسعودية مع قناة العربية وصحف سعودية كثيرة أخرى، وهذه كلها قد تتأثر بالقرارات الأخيرة بشكل أو بآخر.
عاشراً: يعتقد الكثيرون أن الأيام المقبلة ستشهد حلاً لهيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، أو مزيداً من التراجع لنفوذ رجال الدين عامة فى حكم المملكة السعودية، وأن الصلاحيات التى كانت متاحة لرجال الدين أيام الملك فيصل والملك خالد لن تتكرر مرة أخرى.
اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة