«قناطر أسيوط الجديدة».. حكاية «المليون ساعة عمل»

تدخل قناطر أسيوط الجديدة الخدمة نهاية العام الجارى، لتساهم فى توفير المياه لمليون و650 ألف فدان ب5 محافظات، وتحسين الملاحة النهرية، بعد إنشاء «هويسين» ملاحيين من الدرجة الأولى، وإنتاج طاقة كهربائية نظيفة من خلال محطة توليد كهرومائية بقدرة 32 ميجاوات.
وتوفر القناطر محور مرورى جديد عن طريق كوبرى علوى بحمولة 70 طناً لربط شرق وغرب النيل وتوفير منظومة من أحدث النظم العالمية للتحكم فى التصرفات والمناسيب.
وقال المهندس طارق محمد النجار، مسؤول التركيبات بشركة السد العالى، نائب مدير المشروع، إن أعمال الحفر بلغت نحو 2.219.755 متر مكعب، بينما بلغت أعمال الردم 2.26 مليون متر مكعب، وأعمال الحماية بشرائح الجيوتكستايل نحو 325 ألف متر مكعب، كما بلغت أعمال الحماية بأنواع الأحجار المختلفة نحو 361 متراً مكعباً.
وأضاف النجار أنه تم إنشاء ستارة دائمة أسفل المنشأة بطول 1394 متراً وسد دائرى مؤقت حول حفرة الإنشاء بعرض 16 متراً على منسوب 49 مترا مكعبا، وحوالى 400 ألف متر مكعب تربة زلطية، وبلغت إجمالى كمية حديد التسليح المستخدمة 54 ألف طن وإجمالى مكعبات الخرسانة المسلحة بأنواعها المختلفة بالمشروع 422.841 ألف متر خرسانة، وتم إنشاء 8 بوابات دائرية للمفيضين الشرقى والغربى وزن البوابة الواحدة 80 طناً وإنشاء 4 توربينات لتوليد الكهرباء بقدرة إجمالية 32 ميجاوات، وعمل فى المشروع قرابة 5737 عاملاً بمليون ساعة عمل، وبلغت تكلفة المشروع 6.3 مليار جنيه طوال ال4 سنوات الماضية.
وفى وسط النيل وعلى عمق 48 مترا مكعبا تحت مستوى سطح الأرض يوجد الهويس الملاحى الذى يسمح بمرور السفن العملاقة التى كانت تتوقف عند حدود أسيوط، لعدم قدرتها على المرور من المعبر القديم، ولكن مع هذا المعبر ستتغير الصورة.
وأوضح النجار أن الهويس الملاحى يضم حارتين كلا منهما بعرض 17 متراً تقريباً، لاستيعاب مرور السفن العملاقة، بما يسمح بمرور عبارتين فى ذات التوقيت شمالاً وجنوباً، فضلاً عن إنشاء 4 مراس للسفن لوضع المحافظة على خريطة السياحة النيلية، بما يسمح للسياح بالتوقف والتجوال داخل معالم أسيوط الأثرية التى تضم كل مظاهر الحضارة وجميع الآثار من الفرعونية والمسيحية والإسلامية.
وفى وسط القناطر تظهر العيون الوسطى التى تضم 4 فتحات مثبتة على بواباتها 4 توربينات عملاقة لتوليد الكهرباء لتغذية المحطة الملاصقة للقناطر والتى ستمد الشبكة القومية ب32 ميجا بجهد 66 ألف وات.
ووسط مئات العمال العاملين داخل المشروع روى محمد يحيى، فنى تركيبات ل«المصرى اليوم» تفاصيل أخرى بقوله: «المشروع يمثل ملحمة فنية تثبت أن الخبراء المصريين أفضل من غيرهم، حيث فوجئنا أثناء تركيب إحدى البوابات الخاصة بعيون القناطر عدم مطابقتها للمجرى لوجود عيب فى الصناعة، ما دفع المهندس الألمانى المشرف على المشروع لاستدعاء فريق من الخبراء الألمان لحل المشكلة، خاصة أن البوابات مستوردة وإحضار البديل يعنى الانتظار 6 أشهر وتعطل المشروع، وبالفعل وصل الفريق الألمانى وبعد مضى 10 أيام أعلن الخبراء فشلهم فى إصلاح المشكلة وطالبوا باستبدال البوابة.
وأضاف محمد: «تدخلنا كفنيين مصريين وطالبنا مهلة 48 ساعة لإصلاح المشكلة وبالفعل تمكنا من إصلاحها وتركيبها فى مشهد صادم للخبراء الألمان الذين أكدوا استحالة تصليح البوابة ليشهد الجميع لنا بالكفاءة وقاموا بتكريمنا».
ورغم استخدام التقنيات الحديثة فى إنشاء القناطر، فإن «روميل» وهو ونش قديم تستخدمه الشركة المنفذة منذ 47 عاماً، أصبح المعدة الأكثر انتشاراً وشهرة وسط جميع العاملين فى المشروع، وتصل حمولته نحو 150 طناً كما يعمل بدقة متناهية وكفاءة عالية تفوق الأنواع الحديثة منه بشهادة المهندسين.