تفاصيل تكريم إسرائيل لمواطن مصري في ألمانيا: أسرته رفضت لمدة 3 أعوام (صور)

بعد 4 سنوات من قيام مركز «ياد فاشيم» الإسرائيلي الخاص بتكريم ضحايا المحرقة اليهودية «الهولوكوست» في الحرب العالمية الثانية، بمنح الطبيب المصري محمد حلمي ميدالية لقيامه بإنقاذ يهود خلال الحرب العالمية الثانية، وافق احد أقارب الطبيب المتوفي على تسلم الميدالية.
تم تسليم ميدالية «الشرفاء بين الأمم» التي تشير إلى غير اليهود، الذين خاطروا بحياتهم لإنقاذ يهود خلال المحرقة، إبان الحرب العالمية الثانية، إلى قريب الطبيب المصري محمد حلمي في حفل أقيم، أمس، بمقر وزارة الخارجية الألمانية، وسلم الميدالية سفير إسرائيل في ألمانيا، جيريمي ايسخاروف.
ويعد محمد حلمي أول عربي ينال هذه الميدالية حتى الآن، وكان حلمي خبأ فتاة يهودية تدعى آنا بوروس، في بيت كان يملكه في ألمانيا خلال الحرب، كما قام بتسهيل العثور على مخبأ لجدتها وقدم الرعاية الطبية لوالديها.
وذكرت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية، أمس، أنه عندما بدأ النازيون ترحيل اليهود من برلين، اختبأت «آنا»، 21 عامًا، في بيت له في المدينة، وظلت هناك طوال فترة الحرب، وكلما كان «حلمي» يخضع للتحقيق من قبل الشرطة الألمانية حينها، رتب لها مكان اختباء آخر، وأشارت الصحيفة إلى أن «آنا» عاشت كمسلمة تحت اسم مستعار، وارتدت الحجاب خلال تلك الفترة.
وتوفي «حلمي» في برلين عام 1982، ولم ينجب أطفالا، وباءت المحاولات الإسرائيلية في عام 2013، بالفشل للتواصل مع عائلة، عبر القنوات الرسمية من أجل تكريمه، إذ رفض حينها أفراد من عائلته تكريمه من إسرائيل.
إلا أن المخرجة الإسرائيلية، تاليا فينكيل، كانت تسعى لتصوير فيلم عن القصة، نجحت في التواصل مع أحد أقارب «حلمي»، وهو طبيب يدعى ناصر قطبي،81 عاماً، والذي وافق على تسلم الجائزة.
وأخرجت «فينكل» فيلما يدعى «أنا والطبيب المصري»، جمعت فيه بين أقارب عائلة «حلمي» المسلمة، وأقارب العائلة اليهودية التي أنقذها، ورافقتهم إلى الأماكن التي عاش فيها أقاربهم.
من جانبها، أشارت مديرة جائزة «الشرفاء بين الأمم» إيرينا شتينفلدت، إلى أن «حلمي» الذي كان مستهدفا من قبل النازيين، خاطر بحياته لإنقاذ اليهود، «رأى المضطهدين كبشر، وشعر أن من واجبه أن يتصرف«، وأضافت: «إنسانية حلمي تظهر أن أي شخص مهما كان مهشما في المجتمع، بإمكانه إحداث تغيير».