بغداد تعلن «اكتمال» فرض الأمن فى كركوك

أعلنت القوات العراقية، أمس، أنها أكملت «فرض الأمن» فى محافظة كركوك من خلال العمليات العسكرية التى قامت بها فى الساعات ال48 الأخيرة، واستعادتها مناطق كانت تسيطر عليها قوات البشمركة الكردية فى كركوك وديالى ونينوى، وهى المناطق المتنازع عليها بحسب الدستور العراقى، بينما دعا رئيس برلمان إقليم كردستان العراق، رئيس الإقليم مسعود بارزانى إلى تقديم استقالته، وسط خلافات تعصف بقادة الإقليم بعد سقوط كركوك وغيرها من المدن فى قبضة الحكومة المركزية فى بغداد.
وأفادت قيادة عمليات «فرض الأمن» فى كركوك، فى بيان، باكتمال فرض الأمن فى المحافظة، و«شملت قضاء دبس، وناحية الملتقى، وحقل خباز وحقل باى حسن الشمالى وباى حسن الجنوبى». وأضاف البيان أنه بالنسبة لباقى المناطق فقد تمت إعادة الانتشار والسيطرة على خانقين وجلولاء فى محافظة ديالى، وإعادة الانتشار والسيطرة على قضاء مخمور وبعشيقة وسد الموصل وناحية العوينات وقضاء سنجار وناحية ربيعة وبعض المناطق فى سهل نينوى فى محافظة نينوى. وقال قائد عسكرى عراقى كبير إن البشمركة عادت إلى المواقع التى كانت تسيطر عليها فى يونيو 2014 قبل اجتياح «داعش» لشمال وغرب العراق، وعادت القوات الكردية إلى هذا الخط بعد تسليمها مواقع فى محافظة نينوى، بعد أن كانت قد بسطت سيطرتها على مزيد من الأراضى خلال الحرب مع التنظيم المتشدد التى امتدت 3 أعوام.
وأكد قائد عمليات دجلة العراقية اللواء الركن على فاضل عمراء أن العمل الأمنى فى كركوك مناط حصراً بقوات الشرطة المحلية التى ستلاحق المجرمين والمسلحين وتحيلهم إلى القضاء العراقى، مؤكدا نشر 600 فرد أمن لتأمين المدينة.
وأفادت مصادر أمنية عراقية باندلاع اشتباكات مسلحة بين الجيش والبشمركة فى قرية المحمودية التابعة لناحية ربيعة شمال غربى الموصل أسفرت عن إصابة نقيب عراقى، وأوضحت أن «قوة الجيش العراقى وصلت إلى القرية دون تنسيق مسبق مع قوات البشمركة، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات، لكن قائد عمليات غرب نينوى، اللواء كريم شويلى، حضر إلى القرية واحتوى الموقف وأشرف على توزيع القطعات»، وأمام القوات العراقية مهمة السيطرة على مدن الشيخان والقوش ووانة فى نينوى، وقال مدير قسم الطوارئ بمستشفى السليمانية عميد حماة إنهم تسلموا 25 جثة لمقاتلين أكراد قتلوا، فى كركوك و44 جريحا.
ودعا وزير النفط العراقى جبار على حسين اللعيبى شركة «بريتش بتروليوم» النفطية البريطانية لوضع خطط لتطوير الحقول النفطية فى كركوك، وكانت الشركة أبرمت عقدا مع وزارة النفط قبل سنوات لإعادة تقييم معدلات الإنتاج فى حقل كركوك النفطى العملاق ورفع طاقته
وفى إطار الأزمة التى تعصف بإقليم كردستان العراق، دعا رئيس برلمان إقليم كردستان يوسف محمد، رئيس الإقليم، مسعود بارزانى، إلى التنحى عن السلطة، مشيرا إلى أنه «سيقدم خدمة كبيرة لشعب كردستان عند استقالته». وقال محمد تعليقا على الوضع فى كركوك: «إننا أسرى لنخبة سياسية تعمل للسيطرة على ثروات الوطن من أجل توسيع سلطتها، هذه النخبة السياسية تتاجر بتضحيات الشعب ودماء شهدائه»، وأضاف بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء العراقية «واع» أن «بطولات البشمركة رسمت صورة جميلة من المقاومة والتضحية»، معربا عن أسفه ل «عدم التمكن من جعل هذه التضحيات أساسا لحكم شرعى ودستورى وحضارى».
وقال مخاطبا بارزانى: «عليك الاعتراف بالفشل وترك شعبنا يقرر مصيره بنفسه وليس أن تحدده أنت بحسب رغباتك»، داعيا بارزانى «الذى يحكم بشكل شرعى وغير شرعى منذ 12 عاما على رأس السلطة، أن يقدم خدمة كبيرة لشعبه من خلال استقالته من منصبه».
وقال رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى، أمس، إن ما جرى فى كركوك يمثل إعادة انتشار لفرض النظام فى المحافظة وهى خطوات قانونية ودستورية لمنع تقسيم العراق وإضعافه، وأضاف خلال اتصال هاتفى مع وزير الخارجية الأمريكية ريكس تيلرسون إن الحكومة الاتحادية كانت حريصة على الحوار وفق الدستور لكن مسؤولى كردستان لم يستجيبوا، مؤكدا أن الأولوية مازالت للمعركة مع «داعش» التى نقترب من حسمها وتحرير كامل الأراضى العراقية وتأمين الحدود، وكان العبادى قال، فى خطاب، مساء أمس الأول، إن «استفتاء كردستان انتهى وأصبح من الماضى»، مشيدا بانسحاب البشمركة من مواجهة القوات العراقية منعا لإراقة الدماء، وطالب العبادى القوات الكردية بأن تعمل تحت إمرة بغداد، وأضاف أن «منهجنا رسم الحدود بالسلم عكس من أرادها بالدم، والعلم العراقى يجب أن يرفع فى أنحاء العراق»، ونفى وجود أى اتفاق لتشكيل 3 أقاليم فى كردستان، بينما أكد تيلرسون دعم واشنطن لخطوات الحكومة الاتحادية بفرض القانون، وقال إن واشنطن لا تعترف باستفتاء كردستان، وإنها تدعم وحدة العراق وخطوات الحكومة الاتحادية فى تجنب الصدام وفرض سلطة القانون.
وأبدت وزارة الخارجية العراقية، استياءها من قيام مجموعة «خارجة عن القانون» باستهداف مبنى القنصلية العراقية فى مدينة مانشستر البريطانية، ودعت إلى تشديد الإجراءات حول القنصلية والسفارة، بعد أن اقتحم أكراد عراقيون مقر القنصلية وعبثوا بمحتوياته.