سيطرت القوات الأمنية العراقية، في الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين، على مناطق شاسعة في محافظة كركوك الغنية بالنفط والمتنازع عليها بين بغداد وكردستان. وأفادت قناة "السومرية نيوز" عبر موقعها الرسمي ببسط القوى الأمنية والحشد الشعبي على مناطق حقول النفط في كروكوك، دون وقوع اشتباكات مع القوى الكردية "البشمركة". وذكر التلفزيون العراقي الرسمي أن "القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي وجه القوات الأمنية بحماية جميع المواطنين بمختلف اطيافهم في كركوك". من جانبه حثّ محافظ كركوك نجم الدين كريم، الذي انضم إلى الأكراد بعد أن أقالته الحكومة الاتحادية في بغداد، أهالي كركوك للخروج إلى الشوارع "لحماية انفسهم من قوات الحشد الشعبي". ودعا كريم أبناء محافظة كركوك إلى "حمل السلاح والدفاع عن مدينتهم". وقال مسؤولون عراقيون وأكراد لوكالة رويترز إن القوات العراقية بدأت في التحرك عند منتصف الليل صوب حقول نفطية وقاعدة جوية مهمة تسيطر عليها القوات الكردية قرب مدينة كركوك الغنية بالنفط. وقال المقدم صلاح الكناني من الفرقة المدرعة التاسعة بالجيش العراقي إن هدف هذا التقدم هو السيطرة على قاعدة كيه 1 الجوية غربي كركوك. ذكرت رويترز أن أيا من الجانبين لم يتحدثا عن أي مواجهة عسكرية بعد مرور ساعة على التقرير المبدئي عن التقدم العراقي. وكانت وزارة الخارجية العراقية قالت إن إيران أغلقت معابرها الحدودية مع كردستان العراق دعما للإجراءات التي تتخذها الحكومة العراقية لعزل الإقليم. ونظمت كردستان استفتاء يدعو إلى الاستقلال عن العراق في نهاية الشهر الفائت أسفر عن فوز معسكر "نعم" بنحو 92 في المئة، وهو الاستفتاء الذي رفضت بغداد وأغلب القوى الدولية الاعتراف به. وفرضت دول جوار كردستان حصارا اقتصاديا على الإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي، منها غلق معابر وحظر الطيران من الهبوط إلى مطارات أربيل والسليمانية. ورفض القادة الأكراد شرط الحكومة المركزية في بغداد بإلغاء نتائج استفتاء الإقليم على الاستقلال عن العراق كشرط مسبق لاستئناف الحوار مع بغداد لحل النزاع الناجم عن الاستفتاء. والتقى رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود البارزاني، ورئيس العراق، فؤاد معصوم وزوجة الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني، هيرو إبراهيم، في منتجع دوكان في محافظة السليمانية في الإقليم، الأحد، بينما ذكرت الأنباء أن بغداد قد مددت المهلة المعطاة للأقليم لسحب القوات الكردية من المواقع المتنازع عليها. وتطالب الحكومة المركزية الإقليم باستعادة المواقع التي سيطر عليها الأكراد خلال أحداث عام 2014. ويومها استغلت القوات الكردية انهيار القوات الاتحادية العراقية خلال الهجوم الواسع الذي شنه في صيف ذلك العام تنظيم داعش وسيطر خلاله على مساحات واسعة من العراق، لتفرض سيطرتها بالكامل على مدينة كركوك وحقول النفط في المحافظة. وما لبثت سلطات إقليم كردستان أن حولت مسار الأنابيب النفطية في كركوك إلى داخل الإقليم وراحت تصدر الذهب الأسود بدون موافقة بغداد. كما سيطرت على مناطق أخرى في محافظات مجاورة.