«حواس» يكشف مصدر حصول الصحيفة البريطانية على معلومات بردية خوفو

تساؤلات كثيرة دارت حول هذا التقرير، كان على رأسها كيف يأتى الإعلان عن بردية مهمة كهذه عن طريق صحيفة بريطانية وليس عن طريق أى جهة مصرية، المفاجأة الأكبر كانت تتعلق بالكشف ذاته، إذ لم يكن جديداً مثلما ذكرت الصحيفة، وإنما هو كشف قديم أعلنت عنه وزارة الآثار عام 2013، فيما أغفل عالم الآثار الأمريكى مارك لينر الحديث عنه، على الرغم من قيام المتحف المصرى فى التحرير بعرض هذه البرديات المكتشفة لأول مرة فى 2016.
تحدثت الصحيفة البريطانية وغيرها من الصحف العالمية المهمة، عن تمكن عالم الآثار الأمريكى مارك لينر، من فك طلاسم اللغز الذى حير العالم حول كيفية بناء الأهرامات فى مصر، وآلية نقل الأحجار العملاقة التى استخدمت فى عمليات الإنشاء بما تطلبه ذلك من قوة جبارة، بعد أن احتار المئات من العلماء والخبراء على مدار سنوات مضت فى وضع تصور منطقى لهذا البناء العبقرى.
وقال «لينر» إنه نجح فى فك رموز بردية عُثر عليها فى منطقة وادى الجرف على الشاطئ الغربى لخليج السويس، وتبين من خلال ذلك أن بناة الأهرامات شقوا فى صحراء الجيزة فروعاً وقنوات، من مجرى النيل الرئيسى إلى منطقة الهضبة حتى قواعد الأهرامات، وسيروا خلالها مراكب حملت الأحجار العملاقة التى استُخدمت فى البناء.
وذكرت الصحيفة أن «لينر» ترأس البعثة الأمريكية للآثار فى مصر، وهى من أفضل البعثات الأجنبية التى عملت على فك رموز البناء الأثرى، والأحجار المستخدمة خلاله من حيث الإنتاج والنوعية، وكذلك الأساليب العلمية والتقنيات الاحترافية التى اتبعها هؤلاء البناؤون المهرة.
قال الدكتور زاهى حواس، عالم المصريات ووزير الآثار الأسبق، ل«المصرى اليوم»، إن ما تناقلته الصحف الأجنبية خلال الفترة الماضية مأخوذ من كتابه الجديد المشترك مع «مارك لينر»، عن دار نشر «توماس هدسون» البريطانية، بالتعاون مع جامعة شيكاغو الأمريكية، يحمل اسم «الأهرامات والجيزة».
ولفت «حواس» إلى أن وقته لم يسمح لمشاركة لينر فى التقرير أو فى الفيلم الوثائقى الذى تمت إذاعته عن هذا الحدث.
وقال «حواس»: «عملت أنا ولينر فى منطقة آثار الأهرامات طوال 40 سنة ماضية، وكتبنا هذا الكتاب سوياً.. هذا الكتاب يحكى عن البردية، التى تم العثور عليها أخيراً فى وادى الجرف، وتحدثت عن بناء الأهرامات من الحجر الجيرى، وأوضحت البردية طريقه نقل الحجارة، وهو ما يعد أول دليل مكتوب حول بناء الهرم الأكبر عن تشييد قنوات مائية لنقل تلك الأحجار الجيرية إلى الجيزة عبر السفن».
واعتبر «حواس» أن هذه البردية تعد أهم كشف تم العثور عليه فى القرن ال21، وترد على كل المشككين فى بناء الأهرامات، أو اليهود الزاعمين بناء الأهرامات، «وأكد حواس على أن هذه البردية كتبت باللغة الهيراطيقية، وتعد أقدم بردية فى مصر، حيث يبلغ عمرها 4600 سنة».
وعن كتابه الجديد، قال حواس إنه مكون من 22 فصلاً، ويحمل الكثير من الأسرار عن أهرامات مصر لم تكشف من قبل، وبه فصل كامل عن بناء الأهرامات وكيف تم نقل حجارتها.
قال رئيس المعهد الفرنسى للآثار الشرقية بالقاهرة، لوران بافييه: «الشريك فى العديد من الحفائر الفرنسية فى مصر، وكان من بينها بعثة العالم الفرنسى بيير تالييه، التى اكتشفت بردية خوفو»، ل«المصرى اليوم»، إنه من المؤكد أن «مارك لينر» يستند إلى كشف بيير تالييه فى كتابه المشترك مع «زاهى حواس».
وأوضح بافييه، ل«المصرى اليوم»: علم الآثار يتم بناؤه على خطوات ونظريات، لذا لولا كشف بيير تالييه لما نجحت نظرية مارك لينر، وتحدث بافييه عن البرديات المكتشفة منذ عام 2013، وتظهر أجزاء من البرديات عمالاً ينقلون أحجاراً ضخمة من محاجر طرة على الضفة الشرقية للنيل إلى هرم خوفو عبر نهر النيل.
وأضاف «بافييه»: توضح هذه البرديات طبيعة العمل بموقع ميناء «وادى الجرف» واستخداماته فى عصر الملك خوفو وحالة العاملين به، كما تشير إلى أن العمال الذين عملوا بالمنطقة شاركوا فى بناء الهرم الأكبر، ما يؤكد القدرة العالية للجهاز الإدارى فى عهد الملك «خوفو».