عمال منشآت كأس العالم في قطر.. «عبيد يبنون أضرحة» (صور و فيديو)

قالت صحيفة «إندبندنت» البريطانية، إننا لا يمكن أن ننسى ما يحدث في قطر، من استغلال للعمال وإجبارهم في العمل في ظروف قاسية لبناء الملاعب والبنية التحتية لكأس 2022، وأكدت الصحيفة بحسب ما عنونت في تقريرها المنشور مساء الثلاثاء أن العمال في قطر «عبيد»، ووصفت الملاعب التي يبنونها في قطر ب«الملاعب».
وعرضت الصحيفة قصصا إنسانية لبعض العمال من بنجلاديش والهند وغيرها والذين قصوا المعاناة التي يعيشون فيها في قطر وظروف العمل السيئة.
يقول «سومين»، من بنجلاديش، وأحد العمال في قطر، إنهم يعدونك براتب يعادل 400 دولار شهريا تقريبا مع مميزات أخرى، لكنك عندما تصل إلى قطر يتغير كل شيء، فتتسلم خوذة وسترة ويقولون لك قدم نفسك في موقع البناء في السادسة من صباح اليوم التالي، وستجد في النهاية أن الراتب الذي أبلغوك به انخفض إلى النصف فيصلك في النهاية أقل من 200 دولار، وستجد أن رسوم التوظيف ليست 200 دولار كما كنت قد وافقت، ولكن 2000 دولار، بالإضافة إلى أنك تدفع تكلفة رحلتك إلى قطر، ويتم مصادرة جواز سفرك، فأنت حبيس عندهم لا يمكنك إنهاء عملك، ولا يمكنك مغادرة البلاد، وقبل أن تسجل حتى في النوبة الأولى للعمل تكون مدينًا لرب عملك بما يعادل أجر سنتين.
ويتابع «سومين»: «هكذا فجأة، تجد نفسك سقطت في عالم من الاغتراب والاستغلال، وساعات من العمل الطويلة التي تكسر الظهر في درجات الحرارة الحارقة.. 12 ساعة يوميا.. ستة أيام في الأسبوع، وفي الليل، تنام على سرير بطابقين قذر. ولو حصلت على أجرك في الوقت المحدد فأنت بلا شك من المحظوظين«.
وبحسب جوناثان ليو، كبير الكتاب الرياضيين في الصحيفة، والذي تحدث إلى العمال المهاجرين في أحد المخيمات المؤقتة العديدة المنتشرة حول ضواحي الدوحة، فإن بعضهم يملكون نقودا معلقة لمدة سنتين أو ثلاثة أو حتى ستة أشهر عند أرباب العمل.
وتابع: «إنهم ليسو موظفين إنهم عمال بالسخرة، وقطر لا تبني ملاعب كرة قدم، لكنها تبني أضرحة، ولا شك أن كأس العالم 2022 هو شيء سيء، ومهما كنت تعتقد عن هذا الكأس، فالحقيقة أسوأ من ذلك بكثير«.
وفي الأسبوع الماضي، أصدرت منظمة هيومان رايتس ووتش الخيرية تقريرها الأخير عن أوضاع العمال المهاجرين في قطر، ووجدت أن اللوائح التي تهدف إلى حماية العمال من الحرارة والرطوبة لا تزال غير كافية، ووجدت أن المئات من العمال المهاجرين يسقطون قتلى في مشاريع البناء كل عام، ولكن من الصعب التأكد من عددهم وكيف يموتون بالضبط، لأن قطر لن تخبرنا، أو حتى تنفذ وصية ما بعد الوفاة. وعادة ما تكتب أسباب الوفاة التي يتم حسابها رسميا بأوصاف مبهمة مثل (أسباب غير معروفة) أو (أسباب طبيعية) أو (سكتة قلبية)، مما يعطي الانطباع بأنها مجرد جزء من دائرة الحياة الغنية. ماتوا للتو، حسنا؟ هذه الأشياء تحدث«.
وفي مارس من العام الماضي، زار وفد من الأمم المتحدة قطر للتحقيق في ظروف العمل فيها وتحدثوا إلى عامل بناء نيبالي، كان لديه درجة من الدقة في الإجابة على أسئلتهم بصدق. وببساطة تم طرد العامل من العمل، وأمر بالذهاب بأول طائرة إلى نيبال. وعلى طول الطريق، أدرك العامل أنه لم يعد لديه راعي لعمله، وقال إنه يمكن إلقاءه في السجن. حتى ألقي القبض عليه وزج به السجن«.
لوصف كأس العالم قطر ببساطة فضيحة حقوق العمل سيكون السماح لها غروستيكلي قبالة هوك. لفهم السبب، تحتاج إلى فهم التركيبة السكانية في قطر.
ومن جانبها قالت منظمة العفو الدولية، إن العاملون في استاد كأس العالم في قطر يعانون من سوء المعاملة، والتمييز المنهجي والصريح جدا حتى عندما يكونون خارج مكان العمل.
وأضاف الكاتب أن «بعض الأماكن العامة في الدوحة- الأسواق، ومراكز التسوق، وساحات المدينة- تم تصنيفها على أنها (مناطق عائلية): للسكان المحليين (المواطنين القطريين) والغربيين فقط، ويقوم حراس الأمن المسلحون بدوريات في هذه المناطق، يرافقون حراس من دول جنوب آسيا الذين يقفون بحزم في المخارج والمداخل، كما يحظر على المهاجرين حتى العيش في مناطق معينة.
وقبل بضع سنوات، اقترح المجلس البلدي المركزي للبلاد تعيين يوم الجمعة، وهو يوم عطلة معظم العمال، وهو «يوم عائلي»، يمنع خلاله غير القطريين من دخول العديد من مراكز التسوق الشعبية في البلاد.
وأضاف الكاتب أنه في غضون خمس سنوات، فإن هذا البلد سيفتح ذراعيه لاستضافة أكبر حدث في كرة القدم على وجه الأرض. وهذا الكأس الذي سيقام في قطر في 2022 هو بطولة بنيت على مقبرة من البشر، لدعم مجتمع أسس على العنصرية.