تذاكر مصر والكونغو.. عن قلة الحيلة والفشل

«ليس بالإمكان أفضل مما كان». جملة علق بها ثروت سويلم، المدير التنفيذي لاتحاد الكرة المصري، على أزمة تذاكر مباراة مصر والكونغو في تصفيات المونديال، وهي المباراة التي يمني الشعب المصري نفسه بأن تكون بوابة الوصول للمونديال بعد 28 عامًا.
مقالات متعلقة
* غضب جماهيري لعدم توافر تذاكر في استاد القاهرة لمباراة الكونغو (فيديو)
* خالد بيومي: هذا اللاعب يستطيع تعويض غياب عبدالله السعيد أمام الكونغو
* تعرف على أماكن بيع تذاكر مباراة مصر والكونغو بالإسكندرية
مسؤول اتحاد الكرة أجرى مداخلة هاتفية بإحدى القنوات الفضائية للحديث عن الأزمة، وكانت له العديد من التصريحات «الغريبة»، والتي كانت بحاجة للرد عليها بالعديد من التساؤلات.
«سويلم» أكد أن تذاكر المباراة نفدت في «لمح البصر»، على الرغم من ارتفاع ثمنها مقارنة بظروف «المواطن البسيط اللي نفسه يفرح بمنتخب بلاده»، فالتذكرة الموحدة ب75 جنيه والأولى ب300 جنيه، ليأتي السؤال الأول، هل كان السبب في رفع الأسعار تعجيز المواطن البسيط اللي نفسه يفرح بمنتخب بلاده؟.
المدير التنفيذي كشف عن أمر نبيل قام به اتحاد الكرة في إطار دوره المجتمعي، وأكد أنه قبل مباراة أوغندا الماضية تم الاتفاق على استبدال الدعوات بالتذاكر، والاستفادة بثمنها، خاصة أنه تم التبرع بمليون أو 2 مليون لمستشفى «أبوالريش» على حد قوله، وهنا فارق المليون مر مرور الكرام وتم التغاضي عنه وكأنه يتحدث عن 10 جنيهات، وأشار إلى أنه سيتم تكرار ذلك مع مستشفى سرطان الأطفال، من عائد تذاكر مباراة الكونغو، ليأتي الحديث عن أولًا. أين ذهبت التذاكر البديلة للدعوات؟ لأننا لا نعرف عددها، لكنه كما أعلن «سويلم»، فإنه تمت الموافقة الأمنية على حضور 60 ألف مشجع للمباراة، وتم طرح 50 ألف تذكرة للجمهور، فأين إذن ال10 آلاف تذكرة المتبقية؟، هل ذهبت لصالح أعضاء اتحاد الكرة والمجاملات والشركة الراعية، أم لأعضاء مجلس النواب، حيث أكد «سويلم» أنه ومن موقعه عضوًا لمجلس النواب، طلب من رئيس اتحاد الكرة، أن يتم توفير تذاكر للأعضاء، لأن كل نائب عاوز يجيب تذاكر لأبناء دائرته، وذلك بحسب قوله.
رقم 10 آلاف تذكرة ضخم للغاية مقارنة بإجمالي المطروح، خاصة أنه في مباريات الأهلي والزمالك الأفريقية، يكون أقصى طموح القطبين طرح هذا العدد للجمهور.
وثانيا، بالنسبة لل50 ألف تذكرة. فأين المنطق في نفادها خلال أقل من 5 ساعات، أو في «لمح البصر» مثلما ذكر مسؤول اتحاد الكرة، علمًا بأنها تباع يدويًا من خلال 3 منافذ بيع.
ونشير هنا إلى أن اتحاد الكرة بدأ الاستعدادات لهذه المباراة مع صافرة انتهاء لقاء أوغندا، أي قبل شهر، فكيف استعد وأولى المشاكل وهي الحضور الجماهيري لم تحل؟.
منذ مجزرة بورسعيد، وإقامة المباريات دون جمهور، ظهرت العديد من المبادرات سواء لأشخاص أو لشركات وطرحت حلولًا تأمينية وتنظيمية من أجل عودة الجماهير للمدرجات، بداية من عملية شراء التذاكر، وحتى خروج الجماهير من الملعب بعد انتهاء المباراة، وسؤالي لاتحاد الكرة هل تم النظر إلى هذه المبادرات للخروج من مأزق غياب الجماهير عن المدرجات؟.. أشك في ذلك.
نعم مباراة الكونغو بجمهور، ومن المتوقع أن تمتلئ مدرجات عن آخرها، ولكن بأي ثمن؟، بعدما أكد «سويلم» أنه من الصعب مواجهة السوق السوداء لأنها «ثقافة»، وبعد أن أجزم بوجود مشاكل في عملية الشراء الإلكتروني للتذاكر، بعدما قام الأهلي بتجربتها، وذلك على الرغم من عدم صدور تصريح رسمي واحد من مسؤولي القلعة الحمراء يؤكد فشل التجربة، أو وجود مشاكل بها.
وفي النهاية الأهداف واحدة، فالجميع يتمنى أن يرى مصر في المونديال، والجماهير في مدرجات الدوري، وهذا لن يتم إلا بفكر طموح ومبتكر ودراسة، وليس بإفشال التجارب الأخرى، أو الظهور «قليل الحيلة».
اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة
text