وهناك دائما وجه آخر

مقالات متعلقة
* بمناسبة الكرة
* درس فى التشجيع
* الحب اختياراً.. التأييد اختياراً
* رسالتان
منبهر أنا بفريد زكريا وبرنامجه فى (CNN). هذا الأمريكى هندى الأصل. استعرض خطاب ترامب أمام الأمم المتحدة. أعلن أن ترامب مل من أن تكون أمريكا قائدة للعالم. بالطبع جاء ذلك على خلفية مالية واستثمارية معروف بها ترامب. فى محاولاته الدائمة لتسليع كل شىء. وطغيان القيم المادية على المواءمات السياسية لديه. من ضمن ما قاله ترامب إن أمريكا وحدها تدفع أكثر من 22% من تكلفة أنشطة الأمم المتحدة بكل تفريعاتها. وباقى العالم يسهم بأقل من 80%. ما يؤكد أن ترامب يحكم العالم بعقلية التاجر. عقلية رجل الأعمال الذى عاش طوال حياته يحسبها ويبررها قبل أن يتحرك. عقلية رئيس شركة يبحث كم كسب وكم خسر من هذه الصفقة؟ حتى عندما يتوجه إلى الدول العربية بزيارة أو خطاب. يتحدث بعقلية التاجر وليس الرئيس أو السياسى.
هنا كان فريد زكريا حادا. وأتى لترامب من زاوية لا تخطر على باله. قال له إن الصين تتمنى أن تكون مكان أمريكا. وتتحكم فى الأمم المتحدة لمدة 7 أجيال كما تحكمت أمريكا. ولم يعف ترامب من السخرية. قال له بعد ذلك يمكن أن نبيع مقر الأمم المتحدة أو نهدمه. ليهنأ به ترامب. ليقيم مكانه أبراجه الشهيرة.
بعد ذلك استضاف محمد جواد ظريف، وزير خارجية إيران. وأعاد بث ما جاء على لسان ترامب. بخصوص التراجع عن الاتفاق الذى عقدته أمريكا و5 دول أخرى مع إيران. حول منع طهران لمدة 10 سنوات من تفعيل مشروعها النووى. وخضوعها للمراقبة الدولية. كان جواد ظريف متمكنا. قال إن أمريكا إذا قررت التراجع عن الاتفاقية فهذا أمر متروك لها. لأنها فى هذه الحالة ستعفى إيران من الالتزامات المقررة عليها. قال إن مثل هذه الاتفاقيات لا تعكس كل الأحلام والتمنيات الإيرانية. وفى الوقت نفسه من الطبيعى ألا تترجم كل طلبات أمريكا. فهى أولا وأخيرا مواءمة بين الطرفين.
لكن إذا كان هذا هو الأسلوب الأمريكى: التراجع عن اتفاقية المناخ. التشكيك فى جدوى حلف الناتو. والآن محاولة التخارج من اتفاقية دولية مع إيران. فهذا باختصار وبصفة عامة يمثل تراجعا فى مصداقية هذه الدولة.
بعدها سأله فريد زكريا عن تدخلات إيران فى سوريا والعراق ولبنان واليمن. وهل هذا تمهيد لإقامة الهلال الشيعى؟. دافع جواد ظريف عن بلده قائلا إن التدخل دائما كان لنصرة الحق ضد الباطل. قال: لم تكن إيران سببا فيما حدث فى سوريا أو ليبيا أو لبنان. ليس نحن من تسببنا فى إصابة 700 ألف شخص بالكوليرا فى اليمن. فى سابقة لم يشهدها تاريخ الإنسانية من قبل.
أضاف: ظللنا 8 سنوات فى حرب ضد العراق بمباركة أمريكية لبغداد. تم ضربنا بالصواريخ ولم يكن لدينا صاروخ واحد. الآن علينا أن نكون جاهزين للدفاع عن أنفسنا. هل هذا حرام؟
قال إن بلده مع استقرار الدول والحفاظ على وحدتها وتكاملها. فنحن جزء من منطقة الأزمات.
■ ■ ■
تصويب
فاتتنى الدقة فى مقال أمس. عندما ذكرت موقعى كل من حسن حمدى وحسن حلمى كلاعبين. والمعروف أن حسن حمدى كان لاعباً فى خط الدفاع بالنادى الأهلى، ولبراعته كان يلقب بوزير الدفاع.
اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة
text