انطلقت الصرخات من منزل محمد إبراهيم عبدالعاطي الشحات، البالغ من العمر 28 سنة بقرية ميت زنقر مركز طلخا بالدقهلية والذي عثر الجيش الليبي على جثته في الصحراء ضمن 13 شابًا مصريًا، وسقطت والدته مغشيًا عليها ودخل والده في نوبة بكاء هستيري، وهو يقول «شهرين معرفش عنه حاجة قالي يابا هاسافر علشان أجوز إخواتي البنات وأتجوز، وكنت قلقان عليه ومش عارف طريقه، لكن كان عندي أمل إنه يرجع لنا بخير لكن النهاردة عرفت أنه مات جعان وعطشان النهاردة بس انكسر ظهري من بعده». وأضاف والد محمد، في تصريحات ل«المصري اليوم»، وهو يبكي: «محمد هو ابني الوحيد وله أختين بنات وإحنا على قد الحال وكان بيشتغل باليومية ويساعدني واستلف علشان يسافر زي الشباب اللي سافر وربنا كرمه، لكن ابني الدنيا استكترت عليه الحلم والفرح ومات في الصحراء غريب ودفنوه هناك واتحرمت حتى من إني أزور قبره». وقال تامر مرزوق، ابن عم الضحية: «محمد وحيد أبوه وأمه، وله شقيقتان، وأراد أن يجهز نفسه للزواج، فقرر السفر بعد عيد الفطر بثلاثة أيام فقط وبعد 4 أيام من السفر انقطعت أخباره تمامًا عنا وسط شائعات أنه تم القبض عليه من الجيش الليبي ثم قالوا إن القبائل الليبية احتجزته ولكن كان كلام وإشاعات فقط وعلمنا اليوم من وسائل الإعلام بوفاته في الصحراء مع 12 شابًا آخرين» وأضاف: «محمد خرج من البلاد بطريقة غير شرعية، حيث اتفق مع صديق له يُدعى أحمد ومقيم بإحدى قرى شربين وكان يتواصل معه خلال شهر رمضان الماضي وطلب منه الحضور إلى ليبيا للعمل في مجال السباكة، واتفق على لقائه بمدينة مرسي مطروح ومن هناك يبدأون رحلة الوصول إلى ليبيا عن طريق الدروب والطرق الصحراوية». وتابع: «ابن عمي لم يتزوج وسافر إلى ليبيا عدة مرات وفي آخر مرة قضى عامين كاملين هناك وعاد إلى مصر ولكن بعد ضيق الحال في مصر وعدم وجود عمل قرر العودة مرة أخرى حتى يتمكن من توفير نفقات زواجه وزواج شقيقتيه، حيث كان ينوي الزواج العام المقبل ويعيش بجانب أسرته». وعن سبب الوفاة، ذكر مرزوق: «لم يتواصل معنا أحد ليوضح لنا سبب الوفاة الحقيقي ولكن من المرجح أنه بسبب الجوع والعطش، خاصة أن الطبيعة الجبلية في ليبيا قاحلة للغاية ومحمد ومن معه ساروا لمسافات طويلة دون زاد وربما تاهوا في الصحراء».
