كلمة السيسي خلال مأدبة عشاء مع نظيره الفيتنامي: بلدانا تجمعهما ظروف متشابهة

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن مصر وفيتنام دولتان تجمعهما علاقات تاريخية متميزة فرضتها الظروف المتشابهة للدولتين.
وقال الرئيس السيسي في كلمة له، خلال مأدبة عشاء أقامها الرئيس الفيتنامي على شرف الرئيس السيسي والوفد المرافق له، إن العلاقات الوطيدة بين مصر وفيتنام تمتد إلى ما قبل تأسيس العلاقات الدبلوماسية بينهما.
وفيما يلي نص كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال مأدبة العشاء:
أود أن أعرب عن خالص تقديري لما لقيناه من حفاوة الاستقبال والترحاب والاجواء الايجابية التي سادت هذه الزيارة لبلدكم الصديق ولما يعكسه ذلك من تميز علاقات الصداقة والتعاون التي تربط بين بلدينا وشعبينا ونعتز بها كثيرا .
إن مصر وفيتنام دولتان تجمعهما علاقات تاريخية متميزة فرضتها الظروف المتشابهة للدولتين كل في محيطها الإقليمي وتجدر الإشارة هنا إلى أن الزعيم الراحل «هوتش مينا» زار مصر ثلاث مرات قبل إقامة العلاقات الدبلوماسية عام 1963 حيث تأسست الصداقة التاريخية بينه وبين الزعيم الراحل جمال عبدالناصر وبين بلدينا وشعبينا وهي ما كانت موضعا لاحتفاء الشعراء المصريين في قصائدهم بالاحترام والتقدير .
واليوم بعد مرور سنوات وعقود فإنني أود أن أسجل الإعجاب بما رأيته في فيتنام وما حققته من تقدم اقتصادي وتطور صناعي وتجاري، ان التجربة الفيتنامية في التنمية والتحديث تعكس ما يتميز به الشعب الفيتنامي من إرادة صلبة وقدرة على العمل والإنجاز.
وتابع الرئيس السيسي في كلمته خلال مأدبة العشاء: «أود هنا التأكيد أن مصر عازمة على الارتقاء بمستوى العلاقات مع فيتنام في اطار شراكة حقيقية، تحقق المنفعة المشتركة لشعبي البلدين وتسمح بتوظيف قدراتنا المشتركة لتحقيق مستقبل أفضل لشعوبنا» .
إن تاريخ العلاقات بين البلدين والحرص المتبادل الذي لمسناه خلال هذه الزيارة على تفعيل التعاون المشترك يوفران أساسا قويا لتعزيز التنسيق السياسي وتوسيع نطاق التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، بالاضافة إلى تعزيز العلاقات الثقافية التواصل بين الشعبين المصري والفيتنامي ..وإنني على ثقة بأن الفترة المقبلة ستشهد مزيدا من الزخم والزيارات المتبادلة على المستويات كافة بما يسهم في تلبية تطلعات شعبينا نحو التقدم والتنمية.
أتوجه لكم فخامة الرئيس بالشكر والتقدير، ويسعدني أن أجدد الدعوة لكم لزيارة مصر في أقرب وقت، كما يسعدني بالتوجه للشعب الفيتنامي الصديق بالتحية والتقدير وأشكركم على حسن الاستقبال وكرم الضيافة.
ومن جانبه جدد الرئيس الفيتنامي تران داي كوانج ترحيبه بالنيابة عن فيتنام دولة وشعبا بالرئيس السيسي والوفد رفيع المستوى المرافق له، لافتا إلى أن هذه الزيارة تعد علامة مهمة في تاريخ تطوير العلاقات بين البلدين .
وقال كوانج، في كلمته خلال مأدبة العشاء التي أقامها على شرف الرئيس السيسي والوفد المرافق له، إن :«الرئيس والزعيم المحبوب للشعب الفيتنامي هو تشي منه كان قد زار مصر 3 مرات في عام 1911 وعام 1946، وكانت لديه انطباعات جيدة عن مصر دولة وشعبا، ودائما ما عبر عن إعجابه بالنضال العادل الذي قام به الشعب المصري من أجل الاستقرار والتحرر الوطني» .
وأضاف أن «فيتنام تقدر دور مصر كثيرا بصفتها عضوا مؤسسا لحركة عدم الانحياز، كما أنها حددت المبادىء الأساسية للحركة مثل الاستقلال والسيادة والتعاون من أجل المنفعة المتبادلة والسلام بين الشعوب، وحتى اللآ لا تزال المبادىء المذكورة صالحة وتعد المبدأ التوجيهي لعلاقات صداقة تقليدية طيبة بين فيتنام ومصر .
وأشار كوانج إلى أن مصر وفيتنام أقامتا في بداية شهر ديسمبر لعام 1963 العلاقات الدبلوماسية بشكل رسمي، الأمر الذي يعد حدثا تاريخيا وعلامة مميزة مهمة في علاقتنا، التي مر عليها أكثر من 45 عاما فهي بمثابة فخر وممتلكات ثمينة لشعبي البلدين .
وتابع قائلا: «أقدر المباحثات مع الرئيس السيسي حيث توصلنا إلى الإجماع وتحديث التوجهات والتدابير المهمة لتعزيز العلاقات بشكل أكثر في علاقات الصداقة التقليدية والتعاون بين البلدين، مشيرا إلى أننا على يقين تام بأنه بفضل علاقات الصداقة التقليدية القائمة بين الشعبين والعزم القوي بين قادة البلدين ستعزز العلاقات بين فيتنام ومصر بشكل قوي وفعال تجاوبا مع طموحات ومصالح شعبي البلدين مما يسهم في الحفاظ على سلام واستقرار وتعاون وتطور المنطقة والعالم».
وقال الرئيس الفيتنامي في ختام كلمته: «نرجو من الرئيس السيسي في هذا الجو الودي المتكامل بين فيتنام ومصر أن يتمنى للشعب المصري استمرار تحقيق مزيد من الإنجازات الكبرى في قضية بناء وتطوير البلاد والازدهار ولعلاقات الصداقة والتعاون التقليدي بين البلدين استمرار التعزيز، متمنيا الصحة والاستقرار للرئيس والضيوف الكرام».