لا طالما كانت پورشه معهودة بالسيارات الرياضية ذات الأداء العالى، إن إنتاج مثل تلك السيارات ليس بالأمر البسيط، فهى تعتمد على الكثير من الدقة وكمية ضخمة من المعلومات والبيانات التى يدأب الألمان على جمعها عند اختبارات السيارة التى أقل ما توصف بها أنها قاسية. الخبرة وحدها لا تكفى عندما يتعلق الأمر بسيارة پورشه جديدة فعلى الرغم من أن الشركة تمتلك ما يكفى من المعلومات لإنتاج سياراتها، يجب عليها تحسين الجيل تلو الآخر وتقديم خبرة متماسكة من سيارة لأخرى. ففما لا شك به أن تطوير سيارة رياضية مثيرة مثل 911 يتطلب قدرا من العمل يختلف كثيرا عن ذلك المطلوب بذله فى سيارة Cayenne من نمط SUV. وإذا ما كانت السيارة فى الواقع تحمل الخصائص المطلوبة عندما تكون فى يد العميل فإن ذلك لا يمكن اكتشافه سوى عندما تنتهى من الاختبارات الكاملة. وبطبيعة الحال، فإن الشروط المسبقة لاختبار السيارة الكاملة الناجحة هى الحساب الإيجابى ونتائج المحاكاة السليمة، وكذلك اختبارات المكونات طبقا لمعايير قاسية وضعتها الشركة وتلتزم بها بعيدا عن المعايير الصناعية التقليدية والتى يرضى بها الكثيرون، ولكن تظن پورشه أنها ليست ما يتوقعه عملائها. وحدة الهندسة داخل پورشه هى المسئولة عن تلك الاختبارات ويمكن الاعتماد على الخبرة الواسعة التى تضمها تلك الوحدة على مكاتبها، تلك الخبرة هى فى مجال الاختبار، وخاصة فى مناطق الاختبار فى Nardò فى جنوبإيطاليا التى تعد من أشرس الاختبارات التى تعبر بها السيارة. تترك الشركة سمعتها وسياراتها فى يد الصحافة والإعلام أولا، ثم العملاء فى العالم بعد ذلك، پورشه لم تدع مجالا لأحد أن يقول على واحدة من سياراتها أنها غير جديرة بالاسم، فهى وبكل ثقة تعطى السيارات لم سيختبرها ليضعها تحت كل الضغوط دون أى ضوابط، ويجب على الركة ان تكون على قدر من الثقة فى سياراتها لتفعل ذلك. إن الجيل الثالث من پورشه Cayenne أصبح جاهزا ومكتملا قبل عرضه الأول على الجمهور الذى تحتفل به پورشه اليوم. وقد شهدت الطبعة الجديدة من هذا النموذج الناجح، الذى حقق أكثر من 760 ألف وحدة من المبيعات منذ عام 2002، سلسلة معقدة وصعبة من الاختبارات. تجرى الاختبارات فى جميع أنحاء العالم وفى ظل الظروف القاسية، وتضمن الاختبارات تلبية سيارات الدفع الرباعى أعلى متطلبات الجودة التى وضعتها پورشه. وفى ظروف تتراوح بين 45 درجة تحت الصفر إلى 50 درجة مئوية من الحرارة المرتفعة، أكملت النماذج الأولية والنماذج الاختبارية للسيارة الكبيرة ما مجموعه حوالى 4.4 مليون كيلومتر على مسارات الاختبار. وكما ذكرنا، تحتفل پورشه بالعرض العالمى الأول لCayenne الجديدة فى اليوم، لتكف أن السيارة تمت إعادة تطويرها بالكامل. فقد أعيد تصميم محرك السيارة والشاسيه وكذلك أنظمة العرض والتحكم لزيادة المساحة المشتركة بين الرياضية والراحة. الهدف الرئيسى من عملية الاختبار المتطورة هو تحقيق التوازن المثالى بين العديد من المكونات، وبعضها صُنعت خصيصا ل Cayenne. بالنسبة إلى الجيل الجديد من Cayenne - الذى يشار إليه باسم E3 داخل پورشه - بدأت هذه العملية منذ عام 2014 مع غرف المحرك وتوسعت لتشمل فى يومنا هذا النماذج الأولية والسيارات الاختبارية. بالإضافة إلى محاكاة افتراضية أكثر دقة، والاختبار فى ظل ظروف الحياة الحقيقية لا تزال الاختبارات ذات قيمة عالية فى پورشه وتمثل الامتحان النهائى لكل نموذج جديد تنتجه الشركة المصنعة للسيارات الرياضية فى شتوتجارت. يتم تنفيذ اختبار السيارة الكامل لمواءمة التفاعل بين جميع المكونات الفردية واختبار الاستقرار والوظيفية فى عملية موجهة خصيصا نحو العملاء، وبناءً على صوتهم وردود أفعالهم. والهدف هو دائما تلبية أعلى متطلبات الجودة فى پورشه. على وجه التحديد، تشمل هذه العملية اختبارات التحمل الصعبة على الوحدات الهيدروليكية، ويتم ذلك داخل منشأة تم تحصيصا للاختبارات الهيدروليكية التى تطبق الاهتزازات الاصطناعية على الهيكل والجسم الخارجى والشاسيه على حد سواء. ويشمل نطاق الاختبارات أيضا اختبارات الثبات والاستقرار التشغيلية والتى تكون اختبارات واقعية على الطرق الوعرة فى وحدة الاختبار الخاصة بالشركة ومقرها فى مركز تطوير «ويساش» أو اختبارات التحمل داخل وخارج الوحدة. يتم محاكاة حياة السيارة فى ظل ظروف صعبة جدا، للدرجة التى تجعلها من غير المرجح أن تحدث ولو حتى مرة واحدة عندما تصبح السيارة مملوكة للعميل. ولكن هذا ليس النوع الوحيد من الاختبارات ولكن هناك المزيد الذى يتم اختباره فى ظل الظروف اليومية فى حركة المرور فى المدن، وعلى الطرق البطيئة والسريعة، وتغطى السيارات الاختبارية ما يصل إلى 240 ألف كم فى غضون بضعة أشهر بالتناوب. لمحاكاة الضغوط الشديدة، يتم اختبار نماذج Cayenne الجديدة فى جميع أنحاء العالم، بما فى ذلك على مسارات السباق المستخدمة تقليديا من قبل پورشه لاختبار جميع نماذجها وهى المسارات الموجودة فى كل من ألمانيا، وخصيصا تلك الموجودة فى كل من Hockenheimring و مسار NürburgringNordschleife والذى يعد من أكثر المسارات تحديا فى العالم، وهو المعيار والمقياس لجميع السيارات لإثبات قدرتها. ثم المسارات فى إيطاليا، حيث يتم اختبار حدود سرعة سيارات الاختبار باستمرار على المسار الذى يصل طوله إلى 12.6 كم بسرعات مرتفعة جدا وهو مسار Nardò. علاوة على اختبارات القدرة والتحمل والسرعة، يجب على المواد وأجهزة الاستشعار والالكترونيات أن تثبت جودتها ومتانتها فى ظروف مناخية مختلفة، تصل إلى 50 درجة مئوية فى الكثبان الرملية فى دبى بالإمارات العربية المتحدة وعلى المنحدرات المتربة فى «وادى الموت» بالولايات المتحدةالأمريكية، وكذلك حتى سالب 45 درجة مئوية على الجليد والثلوج فى ألاسكا بالولايات المتحدةالأمريكية. وكان على الجيل الثالث من Cayenne أيضا أن يتحمل أسوأ حركة مرور فى العالم فى الظروف الحارة والرطبة للمدن الصينية، علاوة على اختبارات القيادة الأوروبية اليومية على مسارات الاختبار الرئيسية فى السويد وفنلندا وإسبانيا، كما انتقلت السيارة إلى جنوب أفريقيا واليابان ونيوزيلندا لاستكمالها على نطاق واسع فى اختبارات الطرق الوعرة. اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة