أهالي «طرفا» بالمنيا يطالبون الخارجية بإعادة جثامين أبنائهم من ليبيا

طالب أهالي قرية طرفا التابعة بمركز سمالوط، مسؤولي وزارة الخارجية، بالتدخل لنقل جثامين أبنائهم وذويهم الذين لقوا مصرعهم عطشًا في صحراء ليبيا إلى مسقط رأسهم بالمنيا بدلا من الدفن في الصحاري الليبية، مؤكدين أن أبناءهم قاموا بالهجرة غير الشرعية للحصول على فرصة عمل، هربا من طابور البطالة في المنيا.
وسيطرت حالة من الحزن على أهالي القرية عقب إعلان وفاة 4 من أبنائهم عطشًا في صحراء ليبيا، فيما تداول الأهالي راويات متعددة عن وفاة أبنائهم، مؤكدين أنهم سافروا بطرق غير شرعية للحصول على فرصة عمل بالأراضي الليبية.
وقال سمير شحات سيد، شقيق «سعيد»، أحد المصابين، إن شقيقه اصطحب نجله علاء، وتوجه إلى ليبيا، وكان معهم أيضًا زوج ابنته ويدعى عبدالله محمود عبدالله، غير أن الدليل الذي رافقهم في الرحلة غدر بهم بالانصراف لإحضار ماء وطعام ووعدهم بالعودة خلال نصف ساعة، غير أنه لم يعد، ليلقى معظم الشباب حتفهم من شدة الجوع والعطش.
ويضيف «سمير»: «شقيقي سيد تحمل حتى تم إنقاذه بمعرفة أشخاص مجهولين قاموا باصطحابه وآخرين كانوا على قيد الحياة إلى مستشفيات ليبية»، مؤكدا تواصله مع شقيقه الناجي مرة واحدة فقط من خلال اتصال هاتفي عقب سماعه الخبر، ثم انقطع الاتصال نهائيًا.
وقال سيد على، أحد أهالي طرفا الكوم، إن أحد أقاربه ويدعى ضاحي عبدالله، كان وآخرون قد سافروا في نفس الرحلة غير الشرعية، وإن كل ما يعرفه من معلومات أن هذه الرحلة كانت تضم نحو 135 شابًا من مناطق ومحافظات مختلفة وأعمارهم متفاوتة، وبينهم 3 من أبناء قرية طرفا الكوم، وآخرون من قرى وعزب مجاورة.
ويضيف: «هناك تضارب في المعلومات حول سبب وفاتهم، ونقل بعض الجثامين لمشرحة مستشفى ليبية، وسيتم التحفظ عليها هناك لمدة 21 يومًا لحين تسليمها لأهلها، وفي حالة عدم حضور أحد سوف تتولي الحكومة الليبية عملية الدفن، كما ترددت معلومات أن بعض الجثث تم دفنها بطريقة غير شرعية، وتم استخراجها من تحت الرمال وإعادة دفنها مرة أخرى بمعرفة مصريين، لكن لا أحد يعرف مدى حقيقة وصحة ذلك حتى الآن».
من جانبه، كلف اللواء عصام البديوي، محافظ المنيا، رئيس مركز سمالوط، بتشكيل غرفة لمتابعة الأحداث، والتوصل إلى معلومات ومتابعة أسر الضحايا، والإجراءات التي يمكن اتخاذها بالتنسيق مع وزارة الخارجية لإعادة جثامين الضحايا إلى ذويهم.
يذكر أن مركز سمالوط، من المراكز المعروف عنها الهجرة غير الشرعية إلى الأراضي الليبية، وسبق أن تعرض 21 من أبنائه لمذبحة داعش الليبية عام 2015، واحتجاز 21 آخرين في ديسمبر 2016 على يد عناصر مسلحة، ونجحت القوات المسلحة والخارجية المصرية في إعادتهم لذويهم بعد احتجاز أكثر من 45 يومًا.