«جريد النخيل».. أنامل ذهبية تبدع تحفاً من الخوص

أنامل ذهبية تبدع فى صناعتها، لتخلق من الجريد لوحات فنية مبهرة، تسرق العيون وتأخذ الألباب، إنها صناعة «سعف الجريد» التى تعد واحدة من المهن التى تلقى رواجاً بمختلف قرى ومراكز قنا، خاصة قرية «الشيخ على» ومدينة نقادة بمركز نقادة وقرية المراشدة بمركز الوقف، إلا أنها تعانى، شأن العديد من الحرف، من تجاهل الدولة، وهو ما دعا العاملين عليها إلى المطالبة بإقامة منطقة صناعية خاصة بجميع الحرف اليدوية والتراثية، وإنشاء نقابة لهم.
يقول محمد بدرى، من مدينة نقادة، أحد القائمين على صناعة سعف الجريد، إن هناك عائلات متخصصة فى هذه الصناعة من سنوات طويلة، منها عائلة «السرايرية» والتى تنتشر بالمدينة، لافتاً إلى أن المدينة تعتمد اعتماداً كلياً على جريد النخيل والمنتشر بصورة كبيرة بمختلف وقرى المحافظة، ولا توجد أى صعوبات فى الحصول عليه، موضحاً أن المهنة أو الصناعة أصبحت نادرة ولايزال يحافظ عليها من ورثوها عن آبائهم.
ويضيف «بدرى» أنه يتم تشكيل الجريد إلى أشكال كثيرة ومتنوعة، منها السرائر والأقفاص والأباجورات والنجف والترابيزات، إضافة إلى الحصر وفوانيس رمضان، ولفت إلى أن الطلب على هذه المنتجات أصبح بكميات كبيرة، حيث اتجهت العديد من البازرات السياحية والمقاهى والكافتيريات الحديثة خلال الفترة الأخيرة فى تجهيزاتها للاعتماد على المصنوعات الجريدية بدلا من الأخشاب الأخرى كنوع من التجديد ولفت الأنظار.
وتابع أن الدخل اليومى للعاملين بهذه الصناعة مجز للغاية، حيث تصل أجرة العامل يومياً إلى 100 جنيه، وتزيد فى كثير من الأوقات، ويتم شراء الجريد ب«الكمية» حيث يتراوح سعر ال100 جريدة من 50 إلى 120 جنيهاً حسب جودة الجريد، وطالب بعمل معارض تسويقية للمنتج من النخيل وتسويقه بالخارج لجلب عملة صعبة للبلاد.
وشكا أحمد بدرى «صنايعى جريد» من عدم وجود اهتمام حكومى بالعاملين بهذه الصناعات اليدوية، والتى تعد من الأعمال الشاقة وتصيب العاملين بالأمراض المختلفة، سواء المتعلقة بالنظر أو العظام من طول فترات الجلوس على الأرض، مطالباً بإقامة أماكن مخصصة لمثل هذه الصناعات للحفاظ عليها من الاندثار، إضافة إلى عمل تأمين اجتماعى وصحى ونقابة للعاملين، ففى حالة مرض العامل يصبح عاجزاً عن الإنفاق على أسرته.