ولد نيلسون مانديلا بمنطقة ترانسكاى في أفريقيا الجنوبية، وكان والده رئيساً لقبيلة التيمبو الشهيرة، وقد توفى ونيلسون لا يزال صغيراً، فانتخبته القبيلة خلفا لأبيه وبدأ إعداده لتولى المنصب، فتلقى دروسه الابتدائية في مدرسة داخلية عام 1930، ثم بدأ الإعداد لنيل البكالوريوس من جامعة فورت هار، ولكنه فصل من الجامعة مع رفيقه أوليفر تامبو عام 1940 بتهمة الاشتراك في إضراب طلابى عاش مانديلا فترة دراسية مضطربة، وتنقل بين العديد من الجامعات وتابع الدراسة بالمراسلة من مدينة جوهانسبرج، وحصل على الإجازة ثم التحق بجامعة وايت ووتر ساند لدراسة الحقوق وكانت جنوب أفريقيا في تلك الفترة خاضعة لحكم يقوم على التمييز العنصرى الشامل، إذ لم يكن يحق للسود الانتخاب ولا المشاركة فى الحياة السياسية أو إدارة شؤون البلاد بدأ مانديلا في المعارضة السياسية لنظام الحكم في جنوب أفريقيا الذي كان بيد الأقلية البيضاء، وفى 1942 انضم مانديلا إلى المجلس الأفريقى القومى، الذي كان يدعو للدفاع عن حقوق الأغلبية السوداء، وفى 1948 انتصر الحزب القومى في الانتخابات العامة، وفى تلك الفترة أصبح مانديلا قائدا لحملات المعارضة والمقاومة في البداية دعا مانديلا للمقاومة السلمية، لكن بعد إطلاق النار على متظاهرين عُزَّل في عام 1960 قرر فتح باب المقاومة المسلحة، وفى فبراير 1962 اُعتقل وحُكم عليه بالسجن 5 سنوات بتهمة التدبير للإضراب و«زي النهارده» فى 11 يونيو 1964 حكم عليه مرة أخرى بتهمة التخطيط لعمل مسلح والخيانة العظمى، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة وخلال سنوات سجنه السبعة والعشرين، وأصبح النداء بتحرير مانديلا من السجن رمزاً لرفض سياسة التمييز العنصرى. وفى 10 يونيو 1980 تم نشر رسالة أرسلها مانديلا للمجلس الأفريقى القومى قال فيها: «اتحدوا! وجهزوا! وحاربوا! إذ ما بين سندان التحرك الشعبى، ومطرقة المقاومة المسلحة، سنسحق الفصل العنصرى» وفى 1985 عُرض على مانديلا إطلاق السراح مقابل إعلان وقف المقاومة المسلحة، إلا أنه رفض وبقى في السجن حتى 11 فبراير 1990 إلى أن نجح المجلس الأفريقى القومى والضغوط الدولية في إطلاق سراحه بأمر من رئيس الجمهورية فريدريك ويليام دى كليرك، حصل مانديلا مع الرئيس فريدريك دى كليرك في عام 1993 على جائزة نوبل للسلام وأصبح مانديلا أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا في مايو 1994 حتى تقاعد في 1999 وفى 2005 اختارته الأممالمتحدة سفيرا للنوايا الحسنة.