الكلمة سلاح ماضٍ، فبها قد يرأب المرء صدعا، وقد يقتل نفسا، قد يطيب خاطرا وقد يجبر مكلوما، وكما قال الشاعر: جراحات السنان لها التئام.. ولا يلتام ما جرح اللسان مقالات متعلقة * فقه الاختلاف.. خطاب النبى لأهل الكتاب * فقه الاختلاف: درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة * فقه الاختلاف: النبي وقبول اختلاف الفهم ونبينا صلى الله عليه وسلم هو القدوة والمثل الأعلى فى مراعاة أحوال المخاطبين واستعمال أدق الكلمات وأنسب الأساليب فى التعبير والانتباه لها ولوقعها فى النفس، فتراه صلى الله عليه وسلم يشتد فى موقع الشدة، ويلين فى موضع اللين، ويداعب الصبيان ويتلطف معهم، ففى حديث أنس بن مالك، رضى الله عنه: «إن كان النبى عليه السلام ليخالطنا حتى يقول لأخ لى صغير: يا أبا عمير، ما فعل النغير»، وهو عصفور صغير، وحديث أنس بن مالك، رضى الله عنه، أنه كان يمشى مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فمر بصبيان فسلم عليهم، واشتد النبى، صلى الله عليه وسلم، حين أُخبر بأن صحابياً يطيل على الناس فى الصلاة، فقال أبومسعود، رضى الله عنه: «فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِى مَوْعِظَةٍ أَشَدَّ غَضَبًا مِنْهُ يَوْمَئِذٍ»، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ مِنْكُمْ مُنَفِّرِينَ، فَأَيُّكُمْ مَا صَلَّى بِالنَّاسِ فَلْيَتَجَوَّزْ، فَإِنَّ فِيهِمُ الضَّعِيفَ وَالكَبِيرَ وَذَا الحَاجَةِ». هى دعوة لتحسس وقع الكلام على النفوس واللين والرفق عند مخاطبة الناس ومراعاة اختلاف أحوالهم، فكما قيل: لكل مقام مقال. اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة