توالى افتتاح محطات الإذاعة الجديدة بالقاهرة فيما تبقى من عام 1932م، وقد تولت صحف ومجلات ذلك العهد الإشارة إلى تلك المحطات الجديدة، ومن ذلك ما ذكرته مجلة «الصباح» فى العدد الصادر فى يوم 16 سبتمبر 1932م، حيث جاء فى باب «ماذا فى الملاهى والمسارح» الخبر التالى: «محطة راديو: أنشأ الأستاذ إسماعيل وهبى المحامى، بالاشتراك مع الأستاذ محمد فهمى، ناظر مدرسة وادى النيل، محطة راديو أطلقا عليها اسم (محطة مصر)، واتخذا لها مكاناً مكتب الأستاذ إسماعيل بشارع الأمير فاروق، وفى عدد تالٍ صادر فى يوم 10 مارس 1933م، ذكرت أيضا مجلة «الصباح» فى باب «أخبار محطات الإذاعة بالراديو» أن المدير الفنى لمحطة «مصر الملكية» هو الأستاذ إبراهيم عثمان، وهو ابن الملحن المعروف محمد عثمان. مقالات متعلقة * الإذاعة الأهلية وتراشقات الأساتذة (1) * أفلاطون فاميلى (3) * أفلاطون فاميلى (2) وامتد افتتاح محطات الإذاعة الجديدة حتى عام 1933م، ومن تلك المحطات محطة «راديو فؤاد»، التى جرت وقائع افتتاحها فى مساء الاثنين الموافق 8 /5 /1933م، وقد تولى إنشاء تلك المحطة جمعية «هواة الراديو بالقطر المصرى»، وقام بإحياء حفل الافتتاح المطربة نجاة على والمطرب إبراهيم عثمان، المدير الفنى لمحطة «مصر الملكية، وتبع إنشاء محطة «راديو فؤاد» ظهور محطة جديدة فى نفس الشهر (مايو 1933م)، وهى محطة «راديو رمسيس»، وثمة أسماء لمحطات أخرى قاهرية وردت فى كتاب «تاريخ الإذاعة المصرية» تأليف د. حلمى أحمد شلبى، حيث أثبت المؤلف الأسماء التالية لمحطات إذاعات أهلية لم تذكر هنا وهى: راديو الأميرة فوزية- راديو صايغ- ردايو أبو الهول- راديو القاهرة. الطابع الكوزموبوليتانى (متعدد الجنسيات) لمدينة الإسكندرية فى ذلك العهد عمل على سرعة انتشار محطات الإذاعات الأهلية بها، بل وكثرة عددها، ومنها: «راديو فويس»: أدق المحطات وأحسنها نظاما- «راديو سرافييه»: أقوى محطة بالإسكندرية، لكن مواعيدها غير دقيقة ومذيعيها لا يجيدون اللغة العربية- «راديو نفرا»: أصغر محطات الإسكندرية، وليس لها مواعيد محددة أو موجة معينة وصوتها ضعيف- «راديو فريد»: المحطة المصرية الوحيدة فى إذاعات الإسكندرية، يملكها سليمان أفندى فريد القطرى وينقصها النظام. (حسب رصد تم فى منتصف عام 1933م). وفى منتصف شهر مايو 1933م تم إنشاء محطة جديدة بالإسكندرية وهى محطة: «راديو مودرن» ومديرها هو «رمزى باسيلى أفندى»، وكانت هذه المحطة الجديدة تقدم فقط الأسطوانات وبعض أغان وتقاسيم على العود، ثم تم إنشاء محطة أخرى تدعى محطة «راديو كولومبيا» اختصت بتقديم موسيقى وأسطوانات غربية، وهناك محطة أخرى اسمها «راديو ماجستيك» مذكورة فى كتاب د. حلمى شلبى، ولم يتم الاهتداء إلى معلومات عنها. ويمكن القول بأن تكوين المدينةالإسكندرية السكانى انعكس على ما تقدمه من مواد وبرامج، حيث طغت الموسيقى والأسطوانات الغربية على ما تبثه تلك الإذاعات من مواد أخرى، وذلك لكون البعض من مؤسسى تلك المحطات أو القائمين عليها ينتمون إلى بعض الجاليات الأجنبية المستقرة بالإسكندرية، ونظراً أيضاً لأن تلك المحطات كانت تخاطب قطاعاً كبيراً من المستمعين إليها ممن لا يجيدون العربية. وبالرجوع إلى صحافة ذلك العهد التى عاصرت فترة ازدهار محطات الإذاعات الأهلية، كانت صحيفة «الشعب» تقوم بنشر البرامج اليومية لعدد من تلك المحطات، وتقدم أيضاً نصوص تلك البرامج مسبوقة بالبيانات الكاملة للمحطة للمستمع حتى يمكنه الاستدلال على موقع المحطة من خلال تغيير أطوال الموجات التى يستقبلها جهاز الاستماع. ومجمل القول عن هذه الإذاعات الأهلية هو أن ثلاث ميزات على الأقل تلفت نظر المدقق فى برامجها، وتتمثل أولاها فى الريادة والسبق الواضح لتلك المحطات فى ابتكار الكثير من المواد الإذاعية التى أخذتها عنها محطة الإذاعة الحكومية فيما بعد، أما ثانية الميزات فهى انتصار المحطات الأهلية على قرار وزارة الداخلية الصادر فى يوليو 1933م بمنع تلك المحطات من إذاعة القرآن الكريم، وذلك بحجة أن تلك المحطات تعد من الأماكن التى لا يليق بكرامة القرآن الكريم أن يذاع فيها!!. وقد تمثل استمرار تقديم تلاوات كبار القراء لآيات القرآن الكريم عند بدء الإرسال اليومى للمحطات الأهلية مؤشراً مهماً لما كانت عليه تلك المحطات من قوة وتأثير فى المجتمع، وثالثة الميزات تبلورت فى العدد الكبير من الأصوات الغنائية والتلحينية التى عرفت الشهرة عبر ميكروفونات الإذاعات الأهلية. اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة
