اختار حسن الشطوى أن يكون بصر والده، يعينه في الحياة بعدما أصيب بجلطة في عينه أفقدته القدرة على العمل، فعمل، وهو يبلغ من العمر 6 سنوات في بداية التسعينيات من القرن الماضى، «كهربائى». «حسن» ابن محافظة بورسعيد، كان يحلم بالانضمام إلى مركز التدريب التابع لقناة السويس لكنه لم ينجح في الاختبار، فأكمل دراسته حتى الثانوية العامة ليحالفه الحظ ليعمل «فنى» بالهيئة. درس «حسن» التجارة وأكمل شهادة البكالوريوس بدبلومة تبعها بواحدة أخرى في مجال العلوم السياسية، وصولًا إلى درجة الماجستير في النقل البحرى. كان طموح «حسن» وقت الدراسة أن يكون في 2012 ضمن أعضاء المجلس المحلى، ويصبح نائبًا تحت قبة البرلمان في القاهرة عام 2020، لكن دفة الأمور تغيرت بعدما أنفق «تحويشة عمره»، التي قدرها ب65 ألف جنيه في أول انتخابات خاصة بمجلس الشعب بعد ثورة 25 يناير. «اعتزلت السياسة».. قالها «حسن» الذي كان عضواً بالحزب الوطنى «المنحل»، الذي غادر أروقته في عام 2007، وصولًا إلى الالتحاق ببرلمان الشباب «اللى حسيت بنفسى فيه». فضّل «حسن» أن يفيد من حوله في محافظته بالمشاركة في المبادرات الشبابية للتدريب على «التنمية السياسية». ينتقد «حسن» توجه الدولة إلى اختيار شخصيات بعينها للظهور بصورة مكررة فيما مضى من فعاليات، معتبرًا البرنامج الرئاسى «لأول مرة في تاريخ البلد يبقى فيه قاعدة بيانات لشباب مصرى». «كنت مترددا لأن دقنى كانت طويلة، ولم يكن لى أي اتجاه وأطلقتها سنة عن النبى- صلى الله وعليه سلم».. يقول «حسن» جملته في إشارة لتفكيره العزوف عن الالتحاق بالبرنامج الرئاسى، لدرجة أنه تخيل سؤالًا يطرحه عليه أحد الممتحنين في مقابلة الاختبار «إيه اللى جايبك هنا؟»، وهو ما حكاه للرئيس عبدالفتاح السيسى، حين قابله، فاستقبل حكايته بالضحك. لم يكن هذا حواره الوحيد مع السيسى، بل طلب منه عندما كان في هضبة الجلالة أن يثق بالشباب. ورأى «حسن» في قصة لحيته أن الدولة أصبحت تتغير «فلم يعد الحكم بالشكل، وبقى الحكم على الشخص ومقوماته». حسن تقمص شخصية رئيس هيئة قناة السويس ضمن نموذج المحاكاة، لكنه سيظل «فنى براد» لا يمكنه الترقى في وظيفته رغم حصوله على درجة الماجستير، إلا بعد اجتيازه مسابقة تعيين لا يعلم موعدها. المكسب الذي يراه أيضًا في البرنامج الرئاسى للشباب أنه أصبح لديه «شبكة تواصل مع خيرة شباب مصر»، مشيدًا بعدم وجود «وساطة» في اختيار المنضمين إليه. يريد «حسن» أن يصبح مستقبلًا رئيسًا للوزراء. رسالة حسن لكل مسؤول في الدولة بأنه «عليك الاستفادة من الشباب، وما تركنش الناس»، خاتمًا بشعار يقول: «بإنكار الذات تتحقق الإنجازات».
