بيب جوارديولا «موسم مُخيب..ومستقبل على المحك»..(تقرير)

لم يتوقع أحد ابدًا ان يفشل مانشستر سيتي في تحقيق أي بطولة في اول موسم تحت قيادة المدرب الإسباني اللامع، بيب جوارديولا.
مانشستر سيتي كان المرشح الأبرز للقب البريميرليج هذا الموسم، وبالفعل بدأ النادي الموسم بشكل صارخ بتحقيقه 6 انتصارات متتالية وهيمنة تامة وواضحة على مسابقة الدوري مع بداية الموسم، لكن كل شيء سار بشكل عكسي بمرور الوقت، وتحولت البداية الرائعة لسلسلة مهتزة من النتائج، وظهرت الكثير من العيوب والمشاكل على الفريق بمرور الوقت، وأصبح موسم الفريق مهدد بنهاية درامية سيئة مع عدم حسم النادي لموقفه في جدول الترتيب واستمرار تهديد تواجده ضمن رباعي القمة مع اقتراب نهاية الموسم ب3 جولات.
نشرت صحيفة (ذا صن) البريطانية مقالة حول موقف بيب جوارديولا مع مانشستر سيتي والضغوط التي يتعرض لها المدرب الكتالوني مع عدم رضا مالك النادي، الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، عن مستوى ونتائج الفريق هذه الموسم وبالأخص مع خروج الفريق خال الوفاض مع خسارته مسابقتي الكأس والخروج امام موناكو في دوري الأبطال وابتعاد الفريق عن المنافسة على اللقب في مسابقة الدوري، وربما تزداد الأمور سؤًا بخسارة الفريق مركز ضمن الأربعة الأوائل وبالتالي الفشل في التأهل لدوري الأبطال في الموسم القادم
الضغوط تزداد على المدرب الأسباني ايضًا بسبب اهدافه الكبيرة في سوق الإنتقالات المقبل، الأهداف التي ستكبد النادي الكثير من الملايين على الرغم ان المدرب الأسباني انفق اكثر من 200 مليون باوند في سوق الإنتقالات الصيفية الماضية
إدارة النادي وخلال الموسمين السابقين لبت جميع طلبات المدرب الأسباني، الذي تولى قيادة الفريق مع مطلع الموسم الحالي، إلا ان التقارير تؤكد ان كان هناك اتفاق مسبق بين ادارة مان سيتي "مجموعة ابو ظبي" والمدرب الأسباني من الموسم الماضي، وان صفقات مثل كيفين دي بروي، رحيم سترلينج، بالإضافة لصفقات الصيف الماضي، ايلكاي جوندوجان، كلاوديو برافو، نوليتو، جابرييل جيسوس، جميعهم تم انتدابهم بمجموع مالي يصل إلى 200 مليون باوند بناءً على طلب المدرب الأسباني شخصيًا.
ثقة ادارة النادي بالمدرب الأسباني اهتزت كثيرًا هذا الموسم وبالأخص ان النادي لم يدخر اي مجهود او امكانيات مادية في سبيل تلبية رغبات المدرب الأسباني المميز، إلا ان تعدد الكبوات التي تعرض لها النادي هذا الموسم واخرها في الفترة الأخيرة مع خسارة نصف نهائي كأس الإتحاد الإنجليزي ضد أرسنال وبعدها التعادل بصعوبة مع ميدلسبره صاحب المركز ال19 في جدول الترتيب، كل ذلك لم يبعث اي نوع من الثقة او الراحة في عقل وبال ملاك النادي
وجود الفريق ايضًا بوضع مهدد ضمن التوب 4 حاليًا وامكانية خسارة تواجده ضمن المربع الذهبي لجدول الترتيب، مما يعني خسارة التأهل لدوري الأبطال، كل ذلك يجول بخاطر وعقل ادارة النادي التي لا تبدو راضية او سعيدة ابدًا بالطريقة التي سار بها اول مواسم المدرب الأسباني "المُنتظر" لقيادة الفريق إلى الأمجاد.
التفكير في امكانية خسارة التأهل لدوري الأبطال هو امر غير متوقع بالمرة من ادارة مان سيتي التي حاربت لإقناع المدرب الأسباني بالقدوم لتدريب الفريق مع منحه صلاحيات كاملة، بغرض تكرار ما قدمه مع برشلونة عندما شكل جيل ذهبي للعملاق الكتالوني حقق من خلاله لقبين لدوري الأبطال في عام 2009 و2011.
المستوى المتوقع والمأمول من ادارة مان سيتي مرتفع جدًا عن ما يقدمه الفريق حاليًا، اعلى من اي وقت مضى ايضًا لأن مُلاك النادي قاموا بشراء اغلبية الأسهم في صيف 2008، لكن لم يكن طموح ادارة النادي كبير وعريض مثلما كان هذا الصيف، ولخيبة امل ادارة النادي فالفريق سيجد نفسه بدون اي لقب مع نهاية اول مواسم المدرب بيب جواردويلا الذي لم يسبق له ان فشل في تحقيق لقب في ايًا من مواسمه ال7 التي درب خلالها برشلونة وبايرن ميونخ.
الفكرة هي ان جوارديولا، الذي انفق اكثر من 200 مليون باوند على انتداب اللاعبين منذ موافقته على القدوم لتدريب النادي، لم ينجح في تحقيق اي شيء، وهناك الكثير من القرارات التي قام بها المدرب واثبتت عدم صحتها على رأسها قرار الإطاحة بالحارس الإنجليزي جو هارت وانتداب الحارس التشيلي كلاوديو برافو الذي يعد واحد من اسوأ حراس المرمى في هذا الموسم من البريميرليج
ايضًا اداء المدرب في سوق الإنتقالات لم يكن مقنعًا، فلا يزال هناك الكثير من العيوب في الفريق وبالأخص الشق الدفاعي الذي يعد ابرز عيوب الفريق في هذا الموسم وكلفت الأخطاء الدفاعية الفريق الكثير من النقاط وكذلك الخروج من البطولات الكبيرة مثل الأخطاء الدفاعية الكبيرة في مباراة الإياب ضد موناكو التي ادت إلى اقصاء الفريق من دوري الأبطال، ولأول مرة يفشل المدرب الأسباني في تجاوز دور ال16 بدوري الأبطال بعد 7 مواسم متتالية من التواجد في نصف النهائي او نهائي المسابقة الأوروبية الكبرى
ادارة مانشستر سيتي بدأت في التفكير في بديل طويل الأجل للمدرب بيب جوارديولا وهو الحل البديل وهو المدرب كارلو انشيلوتي، الإيطالي المحنك الذي خلف بيب جوارديولا في تدريب العملاق البافاري، بايرن ميونخ.
التعامل البسيط والسهل مع اللاعبين والمواقف الصعبة من قبل المدرب الإيطالي وكذلك هدوء اعصابه في نظر ادارة النادي جعلته النظير المثالي والمُعاكس لعيوب بيب جوارديولا التي وضحت بشكل كبير هذا الموسم من ردود افعال عصبية ومطالبة مستمرة بالإضافة لإنتهاجه اساليب معقدة
هناك فرصة كبيرة تراها ادارة مان سيتي في حال ان استمر فشل بيب جوارديولا في الموسم القادم بتعويضه بالمدرب كارلو انشيلوتي الذي سيكون متاحًا هو الأخر بنهاية الموسم القادم، وعلمًا ان انشيلوتي سبق له وان قاد تشيلسي في اول موسم له في البريميرليج من تحقيق الثنائية (الدوري وكأس الإتحاد الإنجليزي)
أنشيلوتي بالطبع سيرحب بالعمل مرة اخرى في انجلترا ومواجهة تحدي كبير مع عالم البريميرليج، ليضيف الكثير في سيرته الذاتية اللامعة التي شهدت القاب في 4 دول اوروبية كبرى (ايطاليا، إنجلترا، فرنسا، ألمانيا، إسبانيا.
أيضًا خلفية أنشيلوتي المميزة في دوري الأبطال وتحقيقه للقب البطولة من قبل مع اي سي ميلان وريال مدريد، تجعله هدف مُغري تمامًا لإدارة مان سيتي التي تحلم بأن ينجح مانشستر سيتي في تحقيق انجاز مماثل في المسابقة الأوروبية الأضخم.