أقام البابا فرنسيس قداسا في استاد عسكري اليوم السبت في آخر يومي زيارته لمصر التي دعا خلالها زعماء كل الديانات إلى رفض العنف الديني ونبذ عدم التسامح. ودعا البابا خلال القداس الذي أقيم بحضور نحو 25 ألف شخص إلى المحبة والرحمة والصدق. وقال «الإيمان الحقيقي هو ذاك الإيمان الذي يجعلنا أكثر محبةّ وأكثر رحمة وأكثر صدقاً وأكثر إنسانية». وأضاف «هذا ما يقودنا إلى أن نرى في القريب (منا) لا عدوا علينا أن نهزمه بل أخا علينا أن نحبه ونخدمه ونساعده. إن الإيمان الحقيقي هو ذاك الذي يحثنا على أن ننشر ثقافة اللقاء والحوار والاحترام والإخوة». وتابع أن الإيمان الحقيقي «يحملنا على حماية حقوق الآخرين بنفس القوة والحماس اللذين ندافع بهما عن حقوقنا». وشمل القداس الصلاة من أجل «الشهداء» والمهجرين في إشارة إلى مسيحيين قتلوا في الحروب والعنف في الشرق الأوسط في السنوات الماضية أو طردوا من ديارهم. واستغل البابا زيارته التي جاءت بعد ثلاثة أسابيع من مقتل 45 شخصا على الأقل في تفجيرين انتحاريين استهدفا كنيستين في مصر لتوجيه نداء قوي للحرية الدينية ولاتهام المتطرفين بتشويه الدين. وقال في كلمة ألقاها أمس الجمعة في مؤتمر الأزهر العالمي للسلام الذي عقد في مشيخة الأزهر «لنكرر معا، من هذه الأرض، أرض اللقاء بين السماء والأرض، وأرض العهود بين البشر وبين المؤمنين، لنكرر- لا- قويّة وواضحة لأي شكلٍ من أشكال العنف، والثأر والكراهية يرتكب باسم الدين أو باسم الله». وأبدى البابا أسفه بشأن حقيقة «تصاعد الأشكال الغوغائية للشعبوية» في إشارة محتملة للأحزاب اليمينية التي انتعشت في أوروبا في السنوات الأخيرة من خلال تشجيع أجندة مناهضة للهجرة. واستاد الدفاع الجوي (استاد 30 يونيو) مكان غير معتاد لإقامة قداس ديني، لكن ذلك يسلط الضوء على المخاوف الأمنية التي أحاطت بالزيارة. وجابت مركبات همفي عسكرية شوارع العاصمة المصرية القاهرة التي خلت إلى حد كبير من الحركة أمس الجمعة. ورفض البابا استخدام سيارة ليموزين مصفحة مفضلا بدلا من ذلك التنقل في سيارة فيات زرقاء بسيطة. وبعد القداس سوف يتناول البابا الغداء مع أساقفة مصريين ويوجه كلمة لمعاهد دينية قبل أن يطير عائدا إلى إيطاليا بعد الظهر.