المسيح.. الثائر الأعظم

فى ثورة 25 يناير خرج ملايين المصريين ثائرين على حكم الاستبداد والاستعباد الذى دام ثلاثين عاماً، وقد طالبت الثورة بسقوط النظام.. وسقط النظام، ومات الكثيرون من شباب الثورة لأجل أن ننعم نحن الأحياء بالحرية.. ومنذ ألفى عام ولد طفل صغير فى قرية صغيرة فى اليهودية وفى عهد يوليوس قيصر ولد الثائر الأعظم، وفى ميلاده ثارت الأرض واضطربت كل مدينة أورشليم، وأنشدت السماء أعظم أنشودة للسلام بميلاد أغنى الأغنياء، الذى ولد كأفقر الفقراء.. عاش ملك الملوك غريباً ليس له مكان، أين يسند رأسه، وخرج فى خدمته ثائراً.. لم تكن ثورته دموية حمراء، بل كانت طاهرة بيضاء.. كانت ثورته ضد الشيطان الذى سكن واستوطن الإنسان منذ أن سقط فى العصيان وأكل من الشجرة المحرمة.. سقط آدم وسقطت معه ذريته، فاستعبدهم وأزلهم، فهل يترك الرب خليقته؟
كلا وحاشا لله، بل أرسل كلمته متجسداً فى المسيح، فجال يصنع خيراً ويشفى المرضى، لقد شفى العمى والبرص بحبه، وشفى العرج، وأقام المشلولين، وقام الموتى بكلمته، وثار على الخطية فغفر خطايا الساقطين والمنبوذين والمحتقرين وأحبهم، وثار المسيح على المتكبرين والمتسلطين ووبخهم على شر قلوبهم، جاء المسيح ليحرر الساقطين والمستعبدين لإبليس، جاء الثائر الأعظم على خلاف سائر العظماء والزعماء، فجميعهم دفعوا رعاياهم وأتباعهم ليموتوا من أجلهم.. جميع الزعماء دفعوا تابعيهم فداءً لهم!
أما المسيح فجعل نفسه فدية لتابعيه.. كانت ثورته ثورة حب جارف لكل البشر.. ثورة فداء لأجل البشرية.. بموته أمات الموت.. وفى قيامته أقام الموتى، ودفع دين الخطية بدمه عن كل الخطاة والآثمين.. إن موت المسيح وقيامته كانا ولايزالان أنشودة حب وتحرير وخلاص.. بموته فتح لنا باب الحرية والتحرر من الاستعباد والاستبداد.. نجحت ثورة 25 يناير بأنها جعلت الرئيس مرؤوساً والحاكم محكوماً ووضعت من هم فى القصور بين الجحور.. وهكذا فعل السيد المسيح بإبليس.
القس
راعى الكنيسة المعمدانية - مدينة النور