الدكتورة علا عبدالجواد المترجم الفورى ل «السيسى»: المرأة لم تحصل على حقوقها بالكامل.. وألقى باللوم عليها

بمناسبة يوم المرأة العالمى نقدم نموذجا متميزا من النجاح والإرادة والعلم، نموذجا مشرفا للمرأة المصرية والعربية التى أثبتت نجاحها وتفوقها وتميزها وسط جيلها، هى امرأة عصرية استطاعت أن تصل بكفاحها إلى أعلى المراتب فى تخصصها وأثبتت أنها لا تقل عن الرجل فى أى مجال.. إنها الدكتورة علا عادل عبدالجواد، أستاذ الأدب الألمانى بكلية الألسن جامعة عين شمس، المترجم الفورى للرئيس عبدالفتاح السيسى.
■ كيف تم ترشيحك لإدارة وحدة رفاعة الطهطاوى بكلية الألسن جامعة عين شمس؟
- لقد قمت والحمد لله بترجمة عدد كبير من الكتب من اللغة الألمانية إلى اللغة العربية يصل إلى 30 كتابا على مدار السنوات الماضية، وقد رشحنى هذا العمل لاختيارى لإدارة وحدة رفاعة لتنمية المهارات بالكلية وهى الوحدة الخاصة بالترجمة والنشر وتنمية المهارات وهى وحدة ذات طابع خاص، وكان حلمى أن أتم مشروع ترجمة داخل هذه الوحدة.
■ هل هذا المستوى المتميز فى العمل هو ما رشحك للعمل كمترجمة فورية فى مؤسسة الرئاسة؟
- ابتسمت د. علا ابتسامة هادئة وقالت: أفضل ألا أتحدث كثيرا عن موضوع مؤسسة الرئاسة لأنه من الموضوعات الحساسة التى لا أحب أن أخوض فى الحديث عنها، وما أستطيع قوله إن مؤسسة الرئاسة تبحث عن كفاءات خاصة، وهذا لا يعنى أننى أفضل نفسى عن غيرى.
■ لكن طبيعة عملك ساعدتك فى الاقتراب من الرئيس السيسى، وذلك يعد فى حد ذاته تكريما للمرأة؟
- بالنسبة لى شعرت بإطراء شديد جدا عندما كلفت بالعمل كمترجمة فورية فى مؤسسة الرئاسة، لأن العمل هناك يعد نوعا مختلفا تماما عن الترجمة الفورية، لأن المسؤولية فيها على أعلى مستوى وإذا كنت رشحت للترجمة فى الرئاسة فهذا إثبات أننى على مستوى جيد والحمد لله وعلى قدر يمنحهم الثقة فىّ، وأتمنى أن أكون على قدر هذه الثقة.
ورفضت الدكتورة علا الحديث عن الرئيس السيسى لما فى هذا الموضوع من حساسية إلا أنها قالت إنه رجل وطنى وبيحب مصر حب يفوق الوصف، وأنا أحاول أخدم بلدى ولو بجزء بسيط جدا مما رأيته يقدمه الرئيس لمصر.
■ كيف ساندتك أسرتك من خلال مشوارك العملى والفكرى؟
- أنا محظوظة جدا لأن زوجى كان من بداية زواجنا هو الداعم الأساسى والمستمر لى، فمنذ رسالتى الماجستير والدكتوراه كان يوفر لى جميع سبل الراحة والتركيز والمساعدة لإنهاء الرسائل فى وقت مناسب ووصولا لدرجة الأستاذية كان داعما لى جدا، ونظرا لعملى بالترجمة فكان ذلك يتطلب منى سفريات كثيرة والحقيقة أن زوجى لم يعترض أبدا على أى من هذه السفريات، على العكس تماما إذا وجدنى قلقة عليه وعلى الأولاد كان يقول لا تقلقى واطمئنى تماما فأنا سأقوم بما يلزم البيت، حتى أولادى لم يتبرموا أبدا من عملى وكانوا يساعدوننى فى كل الأعمال المنزلية والآن هم فخورون بما حققناه سويا.
■ ما المبادئ التى حرصت على غرسها أثناء تربية أبنائك؟
- عندى ابنة تدرس فى ألمانيا، وولد فى المرحلة الثانوية، والحقيقة أنا كنت حريصة جدا أثناء تربية بنتى على إتاحة نفس الفرص التى أتيحت لى وربما أكثر، فعندما ظهرت فكرة أنها تسافر للدراسة فى الخارج كان هناك بعض التحفظ من والدها لخوفه عليها، ولكنى دعمتها وصممت على إرسالها للدراسة لأن ذلك سوف يثقل شخصيتها، وبالفعل لاحظنا فى الفترة الماضية أن شخصيتها اختلفت فأصبحت أكثر اعتمادا على نفسها، وتفكر فى مستقبلها وفى العمل أثناء الدراسة، وأنا حريصة جدا أنها لا تكون من البنات التقليديات اللاتى يدرسن أى دراسة للحصول على شهادة، وقد اختارت مجالا صعبا ومختلفا وهو «إدارة الفنادق»، كما زرعت فيها اعتزازها بنفسها وشخصيتها كامرأة وحبها لبلدها حتى لا يؤثر بعدها عن وطنها على انتمائها له، فهى طوال الوقت عندها شعور بأنها سفيرة لبلدها رغم صغر سنها، وتحاول إبراز الصورة الصحيحة عن بلدها وخاصة فى هذه الأوقات التى نجد أن الصورة تصل مغلوطة عند الغرب.
■ هل استطاعت المرأة الحصول على جميع حقوقها؟
- المرأة لم تحصل على حقوقها بالكامل رغم أن أمامها فرصا هائلة للحصول عليها، ولن ألقى باللوم على المجتمع باعتباره مجتمعا ذكوريا ولكنى سألقى باللوم على المرأة نفسها، لأنها تتهاون فى الحصول على حقها وأحيانا أخرى ترضخ لفكرة أنها امرأة وقدراتها محدودة، والمرأة لا تقل بأى شكل من الأشكال عن الرجل فى كل المجالات ولا يصح أن نصنف فى قوالب بعينها أو أن يقال إن هذا عمل خاص بالرجال، فالمرأة تصلح لكل الأعمال ذهنيا ولكنها تحتاج لأن تؤمن بنفسها أكثر من ذلك.
■ هل شعرت بالضعف يوما ما لكونك أنثى؟
- بالفعل حدث لى فى بعض الأحيان عندما كنت معيدة، كان يقال صراحة «أنا الراجل وأنا اللى أدير كذا»، فكان ذلك لمجرد أنه رجل وأكبر فى السن، فإن ذلك يعطيه الحق فى الإدارة أو التميز، وكنت وقتها لى تعليق واحد «كونى امرأة هذا ليس مرضاً»، فيكفينى فخرا أننى سيدة وعندى نفس الإمكانيات التى لدى الرجل، وكنت أحارب للحصول على حقوقى طالما لا يتنافى ذلك مع قيم المجتمع أو الأخلاق أو الدين.
■ ما نصيحتك لكل أم مصرية فى تربية أبنائها لخروج جيل صالح من الشباب؟
«هى المرأة مش لازم عينيها تغيب عن أولادها أبدا فليس من المناسب أن نترك تربية أبنائنا للمربيات، فلا يجب أن يأخذنى أى شىء من أولادى، ومن خلال تدريسى للطلاب الشباب ومحاورتى لهم باستمرار وجدت أن إحساسهم بغياب دور الأم هو العامل الرئيسى فى التأثير على شخصيتهم ومستقبلهم، ومن المهم أن نزرع فى أولادنا حب العمل والمسؤولية واحترام الآخر، فالشباب يجب أن يربوا على هذه المفاهيم لبناء شخصية متزنة ونافعة لهم ولغيرهم، لذلك فإن دور الأم مهم للغاية لتصليح المفاهيم الغائبة والتى كانت تميز الشخصية المصرية.