الأهلى البطل.. والفضل للاستقرار

كان ضرورياً أن أتكلم اليوم فى الدورى العام المصرى، صراع القمة وصراع القاع والنتائج الغريبة التى نراها فى البطولة، ولنبدأ بأهل القمة الأهلى والزمالك، فالأهلى الذى تستمر نتائجه فى التحسن المباراة تلو الأخرى وكأنه مصمم على إنهاء البطولة مبكراً جداً بأرقام تقترب من القياسية، فجدول المباريات يؤكد أنه أقوى فريق من حيث الانتصارات، كما يؤكد أنه أقوى دفاع، فلم تهتز شباكه سوى أربع مرات فى 19 مباراة، وهى نفس عدد تعادلاته فى المسابقة، وخلال أسبوع واحد سيصبح أقوى هجوم، ناهيك عن وجود كتيبة من اللاعبين الأساسيين والاحتياطيين قادرين على تعويض غياب أى من النجوم، فلم يتأثر الفريق بغياب أحمد فتحى أو عبدالله السعيد أو أحمد حجازى، بالعكس بل ظهر لاعبون آخرون أثبتوا أنهم قادرون على الفوز فى أى وقت، وهو ما يؤهلهم للعب بصفة أساسية فى صفوف الفريق وهو ما سيعود بالفائدة فى نهاية الأمر على الأهلى وجماهيره والتى لا تشبع أبداً من البطولات.. صحيح أن هناك بعضاً من اللاعبين لم يحصل على فرصة كاملة خصوصاً الجدد منهم ولكن التجربة مع حسام البدرى تثبت أنه شاطر فى كيفية إعطاء الفرصة، ولعل هذا ما حدث مع جونيور أجاى، مهاجم الأهلى الجديد، والذى جلس لفترة ليست بالقصيرة على دكة البدلاء، ثم أصبح أساسياً لا يمكن لأحد المساس بمكانه فى الفريق، ومن قبله كان مروان محسن، حتى جاءت إصابته على هامش البطولة الأفريقية، ولكن لم يشعر أحد بالغياب نظراً لوفرة البدلاء وهو ما يحسب للجهاز الفنى بقيادة حسام البدرى.
مقالات متعلقة
* حكاية الجابون.. من البداية لقبل النهاية
* أقابلك فى العمرة
* أراهن على مفاجآت «البدرى»
وإذا كان البعض يتساءل عن متى يلعب حمودى وكوليبالى، فالإجابة واضحة، وهى أن البدرى لا يتعجل أبداً فى الدفع بأحد اللاعبين الجدد، ثم إنه أيضاً لا يجد حرجاً فى الاعتراف بفشل صفقة أو عدم نجاح لاعب، وهو ما أعتقد أنه سيُعلن قريباً فى صفقة اللاعب كوليبالى والذى يبدو أنه لم يكن على قدر طموحات البدرى وجهازه المعاون ولكن فى كل الأحوال لا نملك إلا أن نصفق للبدرى وجهازه، وأيضاً أن نحيى مجلس الإدارة والذى رفع يده تماماً عن فريق الكرة تاركاً العيش لخبازه، فلم نرى أزمة بعد خسارة السوبر بل العكس تماماً هو ما حدث، لذلك سارت النتائج بشكل إيجابى، وأكاد أُجزم بأن الدورى بات قريباً جداً من القلعة الحمراء، بل أقرب مما يتخيله البعض وهو ما يعجلنا نذهب سريعاً إلى الزمالك وما يحدث فيه، فإدارة الزمالك بقدر ما نجحت فى التعاقد مع لاعبين جدد على مستوى عال، بقدر ما أخفقت فى إعطاء الثقة للأجهزة الفنية لفريق الكرة، فظلت تغير وتبدل فيهم بشكل لم نر له مثيلاً من قبل، فلو كانت الإقالات لسوء النتائج لوافقنا ولكن الغريب أن كثيراً من الإقالات جاء بسبب سوء العروض رغم الفوز فى المباريات، وأضرب مثالاً بمؤمن سليمان، والذى استمر فى قيادة الفريق عقب خسارة نهائى أفريقيا ثم عاد إلى الدورى العام ففاز على المصرى وطنطا، نعم بعروض سيئة، ولكنه حصد النقاط كاملة فى النهاية لنفاجأ بقرار الإقالة وعودة محمد حلمى من جديد وهو الذى تمت إقالته من قبل لنفس السبب ولا أعلم حتى الآن ما الذى فعله حلمى حتى تتم إقالته، ثم أيضاً ما الذى قدمه حتى يعود مديراً فنياً للزمالك، والنتيجة دائماً هى تخبط النتائج والرقص على أحبال الرحيل فى حالة خسارة مباراة أو حتى تقديم عرض سيئ وما هكذا أبداً تدار الأمور الفنية، لأن الاستقرار هو أساس نجاح لأى منظومة، فما بالك إن كانت هذه المنظومة عبارة عن لاعبين ومدربين، يعنى منظومة حفظ وتعليم وتدريب، لذلك فإن كثرة التغيير فيها معناه السقوط والانهيار والخسارة دون أى شك، ومع ذلك كان القرار الأخير لمجلس إدارة الزمالك بالإبقاء على محمد حلمى مدرباً للفريق هو الأفضل على الإطلاق.
وإذا كان الزمالك يرغب فى العودة للمنافسة على لقب البطل من جديد، فعليه أن ينسى تماماً فكرة التغيير ويركز حتى نهاية الموسم فى الفوز والانتصار فى كل مبارياته دون النظر للمنافس، لأن مهمة الزمالك ثقيلة جداً خصوصاً فى ظل الإصابات المتلاحقة التى ضربت الفريق فى مقتل، خصوصاً مع اللاعبين الجدد الذين انتقلوا للزمالك ولم يستفد الفريق منهم على الإطلاق حتى الآن، وهو أيضاً ما يستلزم بذل الجهد الخارق لإعادة هؤلاء للفريق فى الوقت المناسب وقبل فوات الأوان.
نأتى بعد ذلك للثلاثى: المقاصة والمصرى وسموحة، ولا أجد حتى لحظة كتابة هذه السطور حلاً مقنعاً للغز اسمه مصر المقاصة، والذى يبدأ الدورى العام على أفضل ما يكون وتضعه النتائج فى المنافسة على اللقب، ولكن وللعجب الشديد تجد تراجعاً شديداً جداً فى الدور الثانى، ورغم محاولاتى المتكررة للربط مثلاً بين رحيل بعض اللاعبين وتدهور النتائج أو مفاوضات بعض الأندية مع عدد آخر من اللاعبين، مما يصيبهم بالتشتت وعدم التركيز وكلها أسباب محتملة، لكنى أعود فأقول إن مدرب المقاصة إيهاب جلال واحد من أفضل المدربين فى مصر، وإنه قادر على السيطرة على مثل هذه الأمور، بل إيجاد البديل المناسب، لأن له نظرة جيدة فى اللاعبين ويعرف تماماً كيف يختار لاعبين مغمورين ليصنع منهم نجوماً، مثلما حدث مع أحمد الشيخ ونانا بوكو وغيرهما من اللاعبين، والذين أصبحوا من أحسن اللاعبين فى الدورى العام، وهناك سؤال آخر لمصر المقاصة وهو: هل ينجح إيهاب جلال فى تدارك الأمر سريعاً والعودة للانتصارات.. أتمنى ذلك.
ثم نأتى إلى النادى المصرى وهو الذى يعيش أعظم استقرار فنى مع حسام حسن وجهازه المعاون، حيث أنهى الدورى الموسم الماضى فى المركز الرابع ولحق ببطولة أفريقيا وفاز فى أول أدوارها حتى ولو كان بصعوبة بالغة بركلات الترجيح، إلا أنه فى النهاية نجح فى الفوز ثم كان من حسن حظه أن يلتقى مع الشرقية الأخير فى جدول المسابقة عقب هذا اللقاء لينجح فى الفوز بثلاث نقاط غالية جعلته يدخل المربع الذهبى بعد هزيمة سموحة أمام طنطا، ليؤكد النادى المصرى أنه أصبح شوكة قوية فى حلق كل أندية الدور الممتاز، وأنه قادر فى يوم من الأيام على تحقيق المفاجأة والفوز ببطولة الدورى العام ولكن بشرطين أساسيين، الأول: أن يستمر حسام حسن مدرباً للفريق، فواضح جداً أن الكيمياء بينه وبين النادى المصرى، جماهير ولاعبين وإدارة، أكثر من ممتازة، أما الشرط الثانى فهو تدعيم الفريق الموسم المقبل بما لا يقل عن 6 لاعبين مميزين جداً، بالإضافة إلى صفقتين أفريقيتين من العيار الثقيل، ووقتها أستطيع أن أقول إن المصرى قادر وبقوة على الفوز بلقبه الأول للدورى المصرى.
ونأتى بعد المصرى إلى سموحة، والحقيقة أننى أرى أن ما يحدث فى فريق الكرة بسموحة هو بمثابة المعجزة، فهذا الفريق والذى لا يتعدى عمره عدة سنوات كان قريباً منذ عامين من الفوز بلقب بطل الدورى والكأس مع المدرب العظيم حمادة صدقى ثم نجح مع المدرب القدير حلمى طولان فى الوصول إلى المركز الثالث فى جدول المسابقة، وها هو يزاحم الكبار ويخيفهم بشدة فى كل المسابقات، ورغم تعجبى من كثرة تغيير المدربين إلا أننى أجد نفسى فى النهاية معجباً وبشدة بهذه التجربة الرائعة، والتى يعود الفضل فيها دون جدال، للمهندس فرج عامر، رئيس النادى، ولا أستبعد أن ينجح يوماً فى خطف بطولة كأس مصر، خصوصاً أن لديه مدرباً طموحاً اسمه مؤمن سليمان.
أخيراً وليس آخراً، لا أجد إلا أن أحيى وبشدة فريق طنطا المكافح والذى توقع الجميع أنه سيكون أول الهابطين إلى الدرجة الثانية نظراً لبعده لفترة ليست بالقصيرة عن الدورى الممتاز، وأيضاً لقلة الإمكانيات ولوجود أسماء مغمورة لم نسمع عنها من قبل فى الدورى الممتاز، إلا أن خالد عيد، المدير الفنى، أثبت أنه مدرب من العيار الثقيل ونجح بجدارة واستحقاق فى كسب احترام الجميع، بل إنه فاز على فرق من العيار الثقيل، ولكن من يعرف فايز عريبى، رئيس نادى طنطا، وأسلوبه فى الإدارة لن يتعجب أبداً من هذه النتائج، خصوصاً أنها ليست فى كرة القدم فقط، بل امتدت إلى الألعاب الجماعية والفردية داخل النادى.
شاهد أخبار الدوريات في يوم .. اشترك الآن