تجربة عملية تكشف فوضى معامل التحاليل (ملف خاص)

سيدة تقيم في ضاحية مصر الجديدة تنفصل عن زوجها، بعد إجرائها تحليل بصمة وراثية ‪لأحد أبنائها في معمل شهير فأثبت المعمل أنه ليس ابنها، وشاب من منطقة إمبابة كان متقدماً لوظيفة، لكنه فقدها بعد أن أجرى تحليل مخدرات في المعمل الشهير فرع الدقى،
معمل تحاليل
وجاءت النتيجة إيجابية، رغم أنه أجرى نفس التحليل بذات المعمل فرع إمبابة، وكانت النتيجة سلبية، أي أن هناك تضاربا في النتائج بين فرعين مختلفين لنفس المعمل، وشاب ثالث أجرى تحليل دم في المعمل ذاته فأخبره بأنه مصاب بال«إيدز» الأمر الذي كاد أن يقضى على حياته من هول المفاجأة،
مخلفات طبية
لكن التحاليل التي أجرتها وزارة الصحة للحالات الثلاث أثبتت خطأ النتائج الثلاث، وكشفت عن جانب من الكوارث التي تسببها المعامل للمرضى الذين يتوجهون إلى هذه المعامل باعتبارها «كبيرة وشهيرة»، ورغم أن وزير الصحة أصدر قرارات بإغلاق الفروع الثلاثة، إلا أن هذه القرارات ربما لن تضع كلمة النهاية لهذه المأساة الطبية، وإنما قد تكون فقط.. مجرد بداية
«المصري اليوم» تجرى 8 تحاليل في 7 أشهر.. والنتائج: «كارثة ربما تودي بحياة مرضى»
محرر «المصرى اليوم» أثناء إجراء التحليل فى معامل الوزارة والمعمل الشهير
كانت بداية هذا التحقيق في إبريل من العام الماضى، حين أصبت بألم في قدمىّ كان يظهر عنيفاً عند الاستيقاظ من النوم، لدرجة أننى لم أكن أستطيع السير عليهما لمدة تقترب من الساعتين، وكان يصاحب الألم احمرار شديد في الكعبين وأعلى القدمين، فتوجهت إلى طبيب المؤسسة الذي اشتبه في إصابتى بمرض النقرس، وأحالنى إلى طبيب متخصص في الباطنة- أستاذ بكلية طب قصرالعينى- وعندما توجهت إليه طلب تحليل «حمض اليوريك»، فأجريته في أشهر معمل في مصر، وأظهرت النتيجة أن النسبة في دمى 5.9 بينما المعدل الطبيعى من 3 إلى 7، فنظر الطبيب إلى قدمىّ مجدداً، وطلب إعادة إجراء التحليل في معمل آخر، وبالفعل أجريته في اليوم التالى، فظهرت النتيجة أن النسبة 4.3 المزيد
تحليل «بول» في فرعين لمعمل شهير: 7 نقاط مختلفة في النتيجة
التحليل الرابع
دفعنى تغير النتائج في التحاليل الثلاثة السابقة إلى خوض ما يشبه المغامرة التي تتمثل في إجراء تحليل «بول» في المعمل الشهير مرتين في فرعين مختلفين بعد حديثين مطولين مع أحد الأطباء المتخصصين في المسالك البولية، وآخر مع متخصص في التحاليل الطبية، واللذين توقعا اختلاف النتائج بين الفرعين إذا أجريا التحليل في الفرعين نفسيهما، دون نقل العينة إلى المركز الرئيسى، وخوفاً من إرسال العينتين إلى المركز الرئيسى وبالتالى اكتشاف أن صاحبهما شخص واحد، ما يعنى بالضرورة إصدار نفس النتيجة، أجريت التحليل الأول في فرع الحى المتميز بمدينة 6 أكتوبر، والثانى في فرع شارع بورسعيد بالسيدة زينب، بفارق زمنى قصير بينهما، ودون تناول الطعام أو الشراب بينهما، لأن الأكل أو الشرب يغيران الطبيعة الكيميائية للبول وبالتالى تتغير النتيجة، ورغم أن الفرعين يتبعان معملاً واحداً يقدم نفسه على أنه «أكبر شبكة معامل طبية في مصر»، ويرفع شعار «اهتمام من القلب» وأن تاريخه أكثر من 30 سنة من الخبرة والتميز والريادة، وأنه المعمل الوحيد في مصر الحاصل على أعلى شهادة اعتماد دولية في مجال المعامل الطبية «CAP»، وبأن لديه أحدث نظام تكنولوجيا التحاليل الطبية «Work Cell» الذي يعمل دون تدخل بشرى، رغم كل ذلك خرجت نتيجة التحليلين مختلفة في 7 نقاط، كما يتضح في الجدول المرفق. المزيد
رئيس «معامل الصحة»: تضارب النتائج واقع.. والأخطاء تستوجب تغيير القانون (حوار)
المصري اليوم تحاو«الدكتور أحمد صفوت»، رئيس الإدارة المركزية للمعامل بوزارة الصحة
قال الدكتور أحمد صفوت، رئيس الإدارة المركزية للمعامل بوزارة الصحة، إن السبب الأكبر لحالة الفوضى في مجال التحاليل الطبية، هو القانون المنظم لمزاولة المهنة والذى يحمل رقم 367 وصدر عام 1954، أي مر على صدوره 64 عاماً وبالتالى لم يعد صالحاً- على حد تعبيره- للتطبيق الآن مع التطور الرهيب في مجال التحاليل الطبية. وشدد صفوت، خلال حواره مع «المصرى اليوم»، على خطورة أن يكون التصريح الممنوح للمعمل مدى الحياة، مطالبا بضرورة تجديد الترخيض كل 5 سنوات على الأكثر وفقا لمدى التزام المعمل باشتراطات الجودة، مشيرا إلى أن نسبة 75% من المعامل الجديدة الراغبة في الترخيص لا تستوفى الاشتراطات المطلوبة وبالتالى ترفض الوزارة منحها الترخيص.. وإلى تفاصيل الحوار. المزيد
أطباء يحذرون من خطورة نتائج التحاليل الخاطئة: المرضى يموتون.. والمعامل مستمرة
هشام الخياط
حذر أطباء متخصصون من خطورة النتائج المغلوطة لبعض التحاليل الطبية على التشخيص النهائى للمريض، مؤكدين أن السماح لغير المتخصصين بإجراء التحاليل «مصيبة»، وأن الكثير من المعامل أخذت مؤخراً صبغة تجارية أكثر منها علمية، وهو ما ذكره الدكتور هشام الخياط أستاذ الكبد بمعهد تيادوربلهارس، والذى شدد على أن معمل التحاليل هو «روح العلاج» بالنسبة للطبيب ولو كانت النتيجة غير دقيقة فسينعكس ذلك سلباً على العلاج.المزيد
سوابق معمل التحاليل الشهير: إحالة 6 أطباء وفنيين للمحاكمة وإغلاق فرعين وتوصية بثالث
آلاف الشكاوى والبلاغات بسبب أخطاء المعامل
شفت رحلة إجراء التحاليل بين المعمل الشهير، والمعامل المركزية لوزارة الصحة، عن وجود تاريخ حافل من المشكلات للمعمل الشهير التي تسببت في إحالة 6 من العاملين به للمحاكمة، وإغلاق عدد من فروعه، منها فرع ملوى بجنوب المنيا لاكتشاف أنه دون ترخيص، وأحدثها فرع الدقى بالجيزة لإصداره نتائج غير دقيقة، إلى جانب توصية بإغلاق فرع شارع مصطفى النحاس بمدينة نصر، بسبب مخالفات عديدة، لكنها لم تنفذ.المزيد