رسائل تكشف مساعي الزعيم الكوري لاغتيال أخيه منذ 2011

كشفت تفاصيل جديدة في التحقيقات الخاصة بمقتل كيم جونج نام، الأخ غير الشقيق لزعيم كوريا الشمالية، كيم جونج أون، حيث قالت الشرطة الماليزية، الأربعاء، إنها اعتقلت امرأة من ميانمار، تم التعرف عليها من خلال صور كاميرات المراقبة في المطار وكانت بمفردها عندما ألقي القبض عليها تحمل أوراق سفر فيتنامية، وتبحث عن أجانب آخرين فيما يتعلق بالتحقيق في اغتيال كيم جونج نام.
وقالت مصادر في الحكومة الأمريكية إنها تعتقد أن عملاء من كوريا الشمالية قتلوا كيم جونج نام، كما أدلى النواب في كوريا الجنوبية بتصريحاتهم بعد أن وصلهم تقرير من وكالة المخابرات يفيد بأن الوكالة تعتقد أن كيم جونج نام تعرض للتسميم، وأضافوا أن وكالة المخابرات أبلغتهم أن زعيم كوريا الشمالية أصدر «أمرا دائما» باغتيال أخيه غير الشقيق وأن محاولة اغتيال فاشلة وقعت في 2012.
في الوقت نفسه، ذكرت صحيفة جارديان، الأربعاء، أن كيم نام، سبق وأن قال إنه لا يمتلك أي مطامح سياسية، ولكنه بعد أسابيع من تولي أخيه غير الشقيق السلطة في كوريا الشمالية عام 2011، صرح لصحفي ياباني، يدعى يوجي جومي، أن العالم سوف ينظر لتولي جونج أون الحكم باعتباره «أضحوكة».
وقال «نام» في المراسلة نفسها للصحفي الياباني، إن أخيه يفتقر إلى الشعور بالواجب والجدية، محذراً من أن الفساد والرشوة سيقودا كوريا الشمالية إلى انهيار، وأشار في المراسلة إلى تحذيره واعتراضه على انتقال السلطة بالوراثة بين أفراد عائلته.
وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» أن غياب «نام» عن حضورة جنازة والده، كشف بقوة عن مساعي «أون» إيعاده عن الحكم، موضحة أن الأخ القتيل عاش محاصراً بالمخاوف من أن يقوم أخيه باغتياله، وكشفت أن «نام» توسل لأخيه في خطاب أرسله لأخيه في عام 2012 أن يدعه وشأنه ويتجنب قتله.
وبحسب ما ورد بالخطاب الذي نشرت «نيويورك تايمز» مقتطفات منه نقلاً عن السيد لي بيونج هو، مدير جهاز الاستخبارات الوطني بكوريا الجنوبية، قال «نام» في الخطاب، «أرجوك قم بسحب أمر معاقبتي وأسرتي، فلم يعد هناك مكان على الأرض يمكننا الاختباء فيه، والمفر الوحيد أمامنا هو اللجوء للانتحار»، وأوضح «لي» أن «أون» أصدر قرار اغتيال أخيه فور وصوله للسلطة في 2011، مشيراً «نام» لم يستطيع تشكيل قاعدة سياسية له داخل بلده، يواجه بها «أون» الذي قام بترسيخ نظام حكم يقوم على الإرهاب، ورأى أن اغتيال «أون» لأخيه لا يأتي من قبيل تحدي وصول الأخير للسلطة، وإنما نابع من جنون العظمة الذي يعانيه «أون».
وكيم جونج نام هو الابن الأكبر لزعيم كوريا الشمالية الراحل كيم جونج إيل وجاهر بانتقاد سيطرة عائلته على السلطة في البلد المنعزل، وقال هوانج كيو آن رئيس الوزراء في كوريا الجنوبية القائم حاليا بأعمال الرئيس خلال اجتماع أمني «إذا تأكد أن نظام كوريا الشمالية قتل كيم جونج نام فإن ذلك سيصف بوضوح الوحشية وانعدام الإنسانية التي يتسم بها نظام كيم جونج أون».
ومعروف عن كيم جونج نام أنه كان يقضي قدرا كبيرا من وقته في الخارج متنقلا بين مكاو وهونج كونج والصين. وسبق أن قُبض عليه بينما كان يستخدم وثائق سفر مزورة، ونقل جثمانه صباح أمس، لمستشفى ثان لإجراء تشريح، وقالت مصادر بالشرطة إن مسؤولين من سفارة كوريا الشمالية وصلوا إلى المستشفى وينسقون مع السلطات المحلية.
وفي هذا السياق رفض مسؤولون في سفارة كوريا الشمالية في كوالالمبور التحدث لصحفيين تجمعوا خارج بوابة السفارة، أمس، ورفضوا دخولهم أيضا، ولم تذكر وسائل إعلام رسمية كورية شمالية نبأ وفاة كيم جونج نام.