»أون« و»نام« ابنا زعيم بيونج يانج الراحل يتصارعان علي السلطة الابن البكر لعائلة »كيم« ورقة سياسية هامة إلي بكين حال فشل أخيه في التصدي للغرب فمع التصعيد غير المسبوق والتهديدات والتحذيرات من جانب بيونج يانج إلي واشنطن وحليفتها سيول، بدت تصريحات الزعيم الشاب ما هي إلا محاولة منه للتحكم في زمام الأمور داخل المؤسسة العسكرية وإظهار مدي قدرته علي إدارة البلاد واستمرار نهج أبيه. كشفت مجلة "Mental Floss" الأمريكية أن "نام"، 24 عاماً، كان يمكن أن يكون الزعيم الأعلي لكوريا الشمالية، إلا أنه مازال منافساً لأخيه لأنه سيبقي ورقة سياسية هامة في أيدي بكين قد تستخدمها الأخيرة في حال فقدان أون الزعيم الحالي لبيونج يانج السيطرة علي الأوضاع. وفي سياق متصل قالت "كيم هيون هي" جاسوسة كوريا الشمالية السابقة، في حوارها مع القناة "ABC" الاسترالية، إن الهدف من تلويح جونج أون بالحرب ونبرته الشرسة والمتصاعدة في خطاباته، ما هي إلا محاولة من الرئيس الشاب، التي تنقصه الخبرة علي حسب قولها، للتحكم في زمام الأمور داخل المؤسسة العسكرية. وأضافت الجاسوسة المنشقة في سيول التي تقيم تحت حراسة أمنية مشددة، كوريا الشمالية تستخدم برنامجها النووي للسيطرة علي شعبِها وانتزاع تنازلات من الولاياتالمتحدةالأمريكية وكوريا الجنوبية. و"هيون هي" هي عميلة بيونج يانج التي قصفت طائرة كورية جنوبية عام 7891 وأدت إلي مقتل 511 شخصا، بأمر زعيم كوريا الشمالية السابق. وتم إلقاء القبض عليها خلال تنفيذها العملية وحاولت الانتحار بالسم، إلا أنها أنقذت من الموت وأخذت إلي كوريا الجنوبية حيث تعيش في العاصمة سيول برفقة أحد حراسها الذي تزوجها. وكان رئيس كوريا الشمالية أبلغ السفراء الأجانب في بلاده بضرورة مغادرة البلاد حرصاً علي سلامتهم في حال اندلاع الحرب ووجه النداء ذاته إلي الأجانب المقيمين في كوريا الجنوبية حيث قال إن قواته لا تضمن أن هؤلاء الأجانب لن يتضرروا من ضربات قواته المسلحة. ومع هذه التحذيرات للرعايا الأجانب لايزال أخوه "نام" مطاردا يتنقل من بلد إلي بلد حرصاً علي سلامة عائلته، بحسب صحيفة "تشوسون ايلبو" الكورية الجنوبية، حيث كشفت عن مغادرته بكين متجهاً إلي سنغافورة بعد أن قضي سنوات طويلة في ماكاو الواقعة علي الساحل الجنوبي للصين. وفي تقرير سابق أوردته الصحيفة، أن بكين منعت مساعدين لجونج أون، من تنفيذ خطة لقتل أخيه نام النجل عام 9002 وجاء ذلك بعد يوم علي إعلان نام معارضته توريث الحكم لجونج أون، وهو أخوه نصف الشقيق، فيما اعتبر صراعاً علي السلطة بين نجلي الدكتاتور الكوري الشمالي. وأوضح التقرير بأن مساعدين مقربين من رئيس بيونج يانج الحالي أرادوا افتعال حادث ما لأخيه "جونج نام" الذي كان يكثر من الكلام في الخارج، لكن الصين حذرتهم من القيام بأي عملية علي أراضيها. وفقد الابن البكر لعائلة "كيم" حظوته لدي والده بعدما كان مرشحاً لخلافته، إثر ترحيله من اليابان عام 1002 لمحاولته دخول البلاد بجواز سفر دومينيكي مزور، لزيارة "ديزني لاند" في طوكيو. فيعرف عنه بأنه شخص غريب الأطوار.. مشاكس، رجل مقبل علي الحياة، يرتاد الملاهي. ولكن خلف الصورة الكاريكاتورية للفتي العابث، شخصية ذات فكر متسع الآفاق وعلي إطلاع واسع بآخر النظريات الغربية المتعلقة بكوريا الشمالية. وأشارت "تشوسون ايلبو" إلي أن "نام" قريب من أبناء قادة صينيين بارزين، من مجموعة معروفة باسم "الأمراء الصغار". وصرح مصدر حكومي للصحيفة بأن "نام" لن يعود إلي بيونج يانج وسيظل في بكين، تحت الحراسة المشددة لأجهزة المخابرات الصينية، بعد أن نجا بأعجوبة من محاولتي اغتيال. فقد أصبح هدفا مطلوبا منذ أن أطلق تصريحاته اللاذعة التي تتهم ما يسميه " الجيل الثالث للطغيان "، وهو ما مثل استفزازا صارخا لنظام اعتاد تصفية كل معارضيه. فهذه لم تكن المرة الأولي لمحاولة اغتياله، فالأولي في فينا عام 4002 والثانية كانت حادثة بكين. وكان لإحدي رسائل "يونج نام" إلي "يوجي كومي" الصحفي الياباني، تم نشرها في كتابه "أنا وأبي كيم يونج"، وقع مدو حيث قال فيها إنه إذا رفض أخوه الإصلاح والتحرير فإنه يشك أن يكون قادراً علي رسم رؤية لمستقبل كوريا الشمالية، وأضاف قائلاً إن نظام أون لن يستمر كثيراً، متوقعاً حدوث صراع كبير علي السلطة. كما أكد علي ضرورة الإصلاح الاقتصادي علي الطريقة الصينية. وكان نام قد أبلغ والده عن مدي قلق المجتمع الدولي بشأن الاختبارات النووية والصواريخ بعيدة المدي، كل ذلك كان كافياً كي تنتهي علاقته بوالده ويصبح شخصاً غير مرغوب فيه بالبلاد. وقبل ذلك، تم الزج بكل معارفه في المعتقلات. ويونج نام هو ابن الزعيم ايل من ممثلة كورية وربته إحدي قريباته حتي كبر، ومن ثم هرب من البلد. ويوضح الصحفي الياباني أن »نام« لم يحلم بأن يصبح دكتاتوراً، و كل ما يرجوه هو المحافظة علي نمط حياته وعلي رخائه، فهو يخشي من أن يقطع عنه أخوه غير الشقيق، المؤونة والغذاء. ذلك أن الامبراطور الراحل أهدي ابنه البكر المدلل منفي ذهبياً، بما أنه كان يحول له سنوياً مبلغ 005 ألف دولار كي يستجيب لمتطلبات حياته وكي يرعي استثماراته ومشاريعه الغامضة. و لكن منذ وفاة والده، لم يصله دولار واحد. ويؤكد كومي علي تلقي الأخ المطارد تهديدات صريحة من بيونج يانج بعد الحوار الذي أجراه معه في جينيف عام 1102 وتتساءل الأوساط الإعلامية، إذا كان هذا الصراع بين الأشقاء سيستمر خاصة بعد أن ظهر الأخ الآخر للزعيم الكوري أون، "كيم جونج تشول"، 31 عاما، الذي كان من الممكن أن يرث السلطة من أبيه. وهل سيستطيع أون الاحتفاظ بالسلطة ويستمر في ابتزاز الغرب من أجل الحصول علي معونات مادية وغذائية من خلال التهديدات العسكرية؟ أم أنه سيفشل نظراً لفقدانه الخبرة في إدارة البلاد.