«دونالد» يقطع رأس تمثال الحرية على غلاف «دير شبيجل»

أثارت مجلة «دير شبيجل»، الألمانية، جدلا داخل البلاد وخارجها، بنشرها رسما كاريكاتوريا على غلافها، يصور الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ك«إرهابى» يمسك برأس تمثال الحرية الأمريكى بعد أن ذبحه. ويظهر الرسم تشخيصًا لترامب وفى إحدى يديه سكين ملطخ بالدماء، وفى اليد الأخرى رأس التمثال وهو يقطر دما، وكتب معها تعليق «أمريكا أولا».
وقال الفنان الذى صمم الغلاف، إدل رودريجيز، وهو من أصل كوبى، جاء للولايات المتحدة عام 1980 كلاجئ سياسى، لصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، إنه «ذبح للديمقراطية.. قطع رأس لرمز مقدس»، مشيرا إلى أنها رد فعل على حظر الهجرة الذى فرضته إدارة ترامب على مواطنى سبع دول فى الشرق الأوسط، وأضاف رودريجيز: «أردت أن أشبه ترامب بتنظيم داعش الإرهابى، فكلاهما متطرف»- حسب قوله.
وقال مدير تحرير «دير شبيجل»، كلاوس برينكبومر، إن ترامب أراد أن «يؤسس لديمقراطية غير ليبرالية، وعلى غلافنا يقطع الرئيس الأمريكى رأس الرمز الذى يرحب بالمهاجرين واللاجئين فى الولايات المتحدة منذ عام 1886، وبالتالى رمز الديمقراطية والحرية». وأثار الغلاف جدلا على «تويتر» وفى وسائل الإعلام الألمانية والدولية.
ووصف نائب رئيس البرلمان الأوروبى، ألكسندر جراف لامبسدورف، من الحزب الديمقراطى الحر فى ألمانيا، الغلاف بأنه «عديم الذوق».
ويأتى الغلاف ردا على توجيه ترامب ومستشاريه عدة انتقادات لسياسة برلين، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وبخاصة بشأن اللاجئين، بما شكل تدهورا سريعا فى العلاقات الأمريكية - الألمانية. ووصف ترامب سياسة ميركل بأنها كانت «خطأ كارثيا»، عندما سمحت باستقبال أكثر من مليون لاجئ أغلبهم من الشرق الأوسط. كما هاجم مساعد ترامب لشؤون التجارة مؤخرا، الحكومة الألمانية، قائلا إنها حققت مكاسب تجارية مستغلة تراجع اليورو.
وقالت صحيفة «إندبندنت»، البريطانية، إن شخصية ترامب المضطربة انتشرت عبر معظم الصحف العالمية، وكان أبرزها أيضاً رسم مجلة «نيويوركر»، الأمريكية، صورة شعلة منطفئة لتمثال الحرية يتصاعد منه دخان. ووفقاً لاستطلاعات رأى لقناة «كولونيا»، الألمانية، فإن ثقة الألمان بالولايات المتحدة كشريك تهاوت بنسبة قياسية منذ وصول ترامب للسلطة، حيث أظهر استطلاع رأى، نشر فى مطلع فبراير الجارى، أن ثقة الألمان بأمريكا انخفضت إلى 22% فقط. فى المقابل، اتهم البيت الأبيض عددا من وسائل الإعلام بما وصفه ب«النقل غير المسؤول لتقارير تهدف إلى تشويه صورة ترامب والإدارة الجديدة».