ثورة من نوع مختلف. ليست مثل الربيع العربى ولا الخريف العربى. هى ثورة العلم. ثورة الأحلام، والطموح. ثورة الكبار، باختصار إنها ثورة الأذكياء. مقالات متعلقة * مصر والسعودية: خيار وحيد * محمد بن سالمان.. إلى أين؟ * سر الهجوم على سحر نصر نعم العالم على أعتاب نقلة نوعية جديدة من شأنها أن تغير، ليس فقط شكل الصناعات وطرق الإنتاج، ولكن أيضا المنظور المعرفى للبشر تجاه الأشياء بصورة عامة. هذا ما يشير إليه البروفيسور «كالوس شواب» المؤسس والرئيس التنفيذى للمنتدى الاقتصادى الدولى. فى كتابه «الثورة الصناعية الرابعة». The Fourth Industrial revolution هناك تحولات كبيرة تحدث فى تكنولوجيا الإنتاج فى العالم ونحن مازلنا نناقش قضايا كان يجب حسمها على الأقل منذ ربع قرن. ونتمسك بإهدار الوقت. بحجة أننا نريد أن نخترع عجلة. والحقيقة أننا كعرب نستهلك كل شىء، ولا نخترع شيئا واحدا. بعد الثورة الزراعية التى حدثت منذ ما يقرب من عشرة آلاف سنة، والثورة الصناعية الأولى فى القرن الثامن عشر، والتى قامت على الفحم وقوى البخار، وأسهم اختراع «جيمس واط» سنة 1775 فى امتداد الصناعة من إنجلترا إلى باقى دول أوروبا وأمريكا. والذى عانى فى البداية لأنه لم يكن لديه مال كاف، ولم ينجح فى تسويق المحرك البخارى الخاص به حتى قام بعمل شراكة مع المصنع الإنجليزى «ماثيو بولتون». والثورة الثانية فى القرن التاسع عشر قامت بفضل التطورات فى الكهرباء والنقل والكيماويات والحديد، خاصة الإنتاج والاستهلاك على نطاق واسع. لقد انتشر التصنيع ووصل لليابان، بعد إحياء إمبراطورية ميجى، ولروسيا التى كانت تعيش حالة ازدهار فى بداية الحرب العالمية الأولى. والثالثة التى بدأت فى ستينيات القرن العشرين، والتى قادها الكمبيوتر، والتى عُرفت بالثورة الرقمية، يؤكد «كالوس شواب» أن العالم على أعتاب ثورة صناعية رابعة، ثورة لم يشهد التاريخ البشرى مثلها على الإطلاق، سواء من حيث سرعتها أو نطاقها أو حتى تعقيداتها، يقود هذه الثورة عدد من المحركات الرئيسية يحددها الكاتب فى الذكاء الصناعى والروبوتات والسيارات ذاتية القيادة والطابعات ثلاثية الأبعاد والبيانات العملاقة والعملات الافتراضية وإنترنت الأشياء والنانو تكنولوجى والبيوتكنولوجى وتخزين الطاقة والحوسبة الحكومية. وعلى الرغم من أن بعض هذه القوى المحركة مازال لم يصل لمرحلة التطور النهائى واكتمال كافة أبعاده النهائية لكى يمكن الجزم بأنها قوى محركة بالفعل فى الثورة الرابعة، فإن الكاتب يشير إلى وجود العديد من المؤشرات التى تدل على إدماج هذه التقنيات الجديدة فى المجالات الفيزيائية والبيولوجية والرقمية كافة، وسوف تكون لهذه التكنولوجيا تداعيات كبيرة فى وقت قصير. ويرى أن الثورة الصناعية الرابعة ظهرت بوادرها فى بدايات هذا القرن، خاصة مع انتشار الإنترنت وأجهزة الهواتف الذكية على نطاق واسع حول العالم. وكما يقول «لارى هيثواى» كبير الاقتصاديين فى «ج. أ. م هولدنج»: «إنها ثورة بدأت ولن تتوقف». اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة