أكد الدكتور الهلالي الشربيني، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أن الوزارة تعمل على تنفيذ برنامج شامل لإصلاح التعليم في مصر، في ضوء رؤية مصر 2030، والخطة الاستراتيجية للوزارة 2014 /2030، ويعتمد هذا البرنامج على أساس أن التعليم منظومة متكاملة لا يمكن النهوض بأحد عناصرها دون النهوض بالعناصر الأخرى، مشيرًا إلى أن تطوير المناهج كان في صدارة ما وضعته الوزارة في اعتبارها عند وضع هذا البرنامج. وأضاف «الهلالي»، أن الوزارة قامت منذ سبتمبر 2015 بسلسلة من الأعمال في مجال تطوير المناهج، استهدفت وضع أفكار هذا البرنامج موضع التطبيق، وقد تمثلت هذه الأعمال فيما يتعلق بمناهج العلوم والرياضيات، تم عقد ورشة عمل لمقارنة محتوى مناهج العلوم والرياضيات بمصر بمحتواها في بعض الدول المتقدمة، وذلك في الفترة من 2-4/ 2 /2016 بالمدينة التعليمية بالسادس من أكتوبر. كما تم عرض نتائج ورشة العمل السابقة على لجنة وزارية مصغرة مكونة من وزراء التربية والتعليم والتعليم الفني، والتعليم العالي، والشباب والرياضة، والثقافة، بالإضافة لأمين عام المجالس التخصصية التابعة لرئاسة الجمهورية، ومراجعة خبراء منظمة اليونسكو لمناهج العلوم والرياضيات في ضوء مناهج بعض الدول المتقدمة. كما قامت لجنة وطنية مصرية بدراسة التقريرين السابقين للخروج برؤية حول تطوير مناهج العلوم والرياضيات المصرية، بالإضافة إلى إعداد تصور لتطوير مناهج العلوم والرياضيات المصرية في ضوء خبرات الدول المتقدمة استنادا للخطوات السابقة. كما تم عقد ورشة عمل بخصوص التصور السابق، شاركت فيها مجموعة من المعنيين بالشأن التعليمي في مصر، وقد ضمت هذه المجموعة وزير التعليم العالي، وأمين عام المجالس التخصصية التابعة لرئاسة الجمهورية، ورئيس لجنة التعليم بمجلس النواب ووكيلي اللجنة، ومنسق مجلس علماء وخبراء مصر التابع لرئاسة الجمهورية، ونقيب المعلمين، وبعض قيادات وزارة التربية والتعليم. وفيما يتعلق بمناهج العلوم الإنسانية، أكد «الهلالي»، أنه تمت مراجعة وتعديل وتنقيح أكثر من 70 كتابا مدرسيا من كتب مناهج العلوم الإنسانية، بمشاركة مجموعة كبيرة من أساتذة الجامعات، وباحثي المراكز التربوية، ومركز تطوير المناهج، ومكاتب مستشاري المواد، والموجهين والمعلمين، وممثلين عن المجتمع المدني. وفي إطار سعي الوزارة المستمر نحو تطوير المناهج التعليمية، كان تطوير المناهج أحد المحاور الرئيسة التي تضمنتها الجلسة الأولى من جلسات الحوار المجتمعي حول التعليم والتي تم تنظيمها خلال 21 ،22 نوفمبر الماضي. وفي ضوء ما أسفرت عنه كل الجهود السابقة من أفكار ورؤى، بدأت الوزارة في تطوير المناهج التعليمية بشكل شامل وجذري من خلال وضع إطار عام لمناهج التعليم قبل الجامعي في مصر، ليكون هذا الإطار حجر الأساس الذي تستند إليه كل عمليات تطوير المنهج في مصر خلال السنوات المقبلة، وقد وضعت الوزارة مجموعة من الأسس للعمل في هذا الإطار، وقد تمثلت هذه الأسس في تلبية متطلبات التنمية في مصر المستقبل، والتكامل مع خطط الدولة في كافة المجالات، والبناء على الخبرات والتجارب المصرية التربوية السابقة، والانفتاح على الآراء ووجهات النظر المختلفة، والاستفادة من تجارب الدول الأجنبية التي حققت السبق في هذا المضمار، والنظر إلى هذا الإطار باعتباره الخطوة الأولى التي ينبغي أن تستند إليها أي جهود تستهدف تطوير مناهج أي مادة دراسية. ومن المتوقع أن تنتهي الوزارة خلال ثلاثة أشهر من إعداد هذا الإطار العام للمناهج لتبدأ بعدها مرحلة تطوير مناهج المواد الدراسية المختلفة، وعلى وجه الخصوص مناهج المرحلة الابتدائية.
