«المنزلة».. بحيرة تخضع لسلطة البلطجية

تحول الصيد ببحيرة المنزلة إلى معاناة يومية للحصول على الرزق الحلال، وقد يكون الموت النهاية المحتومة فى سبيل تحقيق هذا الهدف، ويواجه آلاف الصيادين بمناطق المطرية والمنزلة والقرى المجاورة، الموت يوميا فى محاولة الفوز بكميات قليلة من الأسماك، بينما سيطر على البحيرة أصحاب النفوذ والبلطجية الذين لا يعرفون سوى لغة الإرهاب والرصاص وحرق المراكب لمنع أصحاب الحق من الصيد الحر فى البحيرة، بينما فشلت الحكومة على مدار سنوات فى التصدى لهم. «أخويا وابن عمى اتقتلوا لأنهم اتجرأوا وحاولوا يصطادوا بمنطقة نفوذ بعض البلطجية، فكان عقابهم هو القتل بالرصاص فى عز النهار»، بهذه الكلمات الصادمة لخص أحمد السيد برايا الوضع المأساوى داخل بحيرة المنزلة.
وأكد الصيادون أن هذا الحوش أقامه أصحاب النفوذ والمال بمباركة من الثروة السمكية وشرطة المسطحات، بعد أن استولوا على مساحات من البحيرة وتنتشر تلك التعديات والجزر المائية المستولى عليها فى مناطق «الغصنة واللجان والحمرا والجحر وكلية الشرطة والعجايبة والمجاير وابن سلام والجميل وبحر البقر وكرملس والتمساح وأم الجاف»، ويقوم بعض المعتدين ببناء منازل ومساجد داخل الحوش لمنع إزالتها وتمكنت إحدى الحملات الأمنية والتى شاركت فيها القوات المسلحة من ضبط كميات كبيرة من الأسلحة داخل أحد المساجد بالبحيرة ومازال المبنى موجودا.
وأشار أحد الصيادين، رفض ذكر اسمه، إلى وجود «نضورجية» على أحد المقاهى المقابلة لشرطة المسطحات قائلا: «المعتدون على البحيرة وأصحاب النفوذ يقومون بأعمال الحفر والتعدى والتجفيف نهارا تحت سمع وبصر المسؤولين».
من جانبه، طالب طه الشريدى، رئيس النقابة المستقلة للصيادين، بتدخل الرئيس عبدالفتاح السيسى، لتحويل البحيرة إلى مشروع قومى يوازى مشروع قناة السويس الجديدة أو الاستزراع السمكى وتسليم إدارتها إلى القوات المسلحة.