أول تعليق من هيثم الحريرى على سبب استبعاده من انتخابات النواب    طب قصر العيني تناقش تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي    نائب وزير المالية: دين أجهزة الموازنة انخفض بأكثر من 10٪؜ من الناتج المحلي    ارتفاع جماعي لمؤشرات البورصة المصرية بعد مرور 90 دقيقة من بدء التداولات    رسائل قوية من السيسي خلال افتتاح منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة    خماسية النصر نهاية مشوار جوزيه جوميز مع الفتح السعودي؟    الذكاء الاصطناعي يتوقع نتيجة مباراة ليفربول ضد مانشستر يونايتد    الداخلية تضبط تجار عملة بتعاملات غير مشروعة تجاوزت 12 مليون جنيه    كيت بلانشيت في الجلسة الحوارية بمهرجان الجونة : اللاجئين يمنحونى الأمل والإلهام وطورنا صندوق دعمهم    السياحة: استمرار إتاحة الجولة الافتراضية لكنوز توت عنخ آمون بمتحف التحرير (رابط مباشر)    الرعاية الصحية: إنشاء إطار إقليمي موحد لدعم أداء المنشآت الصحية مقره مدينة شرم الشيخ    بوتين اشترط خلال اتصاله مع ترامب تسليم أوكرانيا أراضٍ رئيسية لإنهاء الحرب    بعد الزيادة الأخيرة.. الوادي الجديد تعلن تفاصيل سعر أسطوانات البوتاجاز بالمراكز والقرى    وصول بعثة الأهلي إلى مصر عقب الفوز على بطل بوروندي (صور)    خاص.. أول تعليق من والد خوان بيزيرا على دعم جمهور الزمالك في مباراة ديكيداها بكأس الكونفدرالية    مواعيد مباريات اليوم الأحد 19 أكتوبر والقنوات الناقلة    لماذا يعد الاعتداء على المال العام أشد حرمة؟.. متحدث وزارة الأوقاف يوضح    قصر العيني يدعو لتسريع رقمنة البيانات في المؤتمر الدولي الأول لجامعة القاهرة    افتتاح أعمال النسخة الخامسة من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاحد 19-10-2025 في محافظة الأقصر    إطلاق قافلة زاد العزة ال53 إلى غزة بحمولة 8500 طن مساعدات    «عبدالغفار» يشهد توقيع وثيقة استراتيجية التعاون القُطري بين مصر و«الصحة العالمية»    متحدث الصحة: مبادرة صحة الرئة قدمت أكثر من 55 ألف خدمة للمواطنين    أمل جديد .. طرح أول لقاح يحمى من الإيدز بنسبة 100% يؤخذ مرة كل شهرين    خروج 6 مصابين بعد تلقى العلاج فى حادث انقلاب سيارة وإصابة 13 بالمنيا    حكم الوضوء قبل النوم والطعام ومعاودة الجماع.. دار الإفتاء توضح رأي الشرع بالتفصيل    دعاء الفجر| اللهم جبرًا يتعجب له أهل الأرض وأهل السماء    نقيب الصحفيين: بلاغ لوزير الداخلية ووقائع التحقيق مع الزميل محمد طاهر «انتهاك صريح لقانون النقابة»    أحمد العوضي يحقق أمنية طفلة محاربة للسرطان بالتمثيل في فيلمه مع مي عمر    أحمد سعد يغادر إلى ألمانيا بطائرته الخاصة استعدادًا لحفله المنتظر    بوني يقود إنتر لانتصار ثمين على روما في كلاسيكو الكالتشيو    «العمل العربية» تشارك في الدورة ال72 للجنة الإقليمية بالصحة العالمية    شبانة: أداء اليمين أمام مجلس الشيوخ مسئولية لخدمة الوطن والمواطن    وزارة السياحة والآثار تنفي التقدّم ببلاغ ضد أحد الصحفيين    مصرع عروسين اختناقًا بالغاز داخل شقتهما ليلة الزفاف بمدينة بدر    نتنياهو: الحرب ستنتهي بعد تنفيذ المرحلة الثانية بما يشمل نزع سلاح حماس    ترامب: دمرنا غواصة ضخمة تهرب مخدرات كانت في طريقها للولايات المتحدة    حنان مطاوع تخوض سباق رمضان 2026 بمسلسل "المصيدة"    المشدد 15 سنة لمتهمين بحيازة مخدر الحشيش في الإسكندرية    استعدوا لأشد نوات الشتاء 2026.. الإسكندرية على موعد مع نوة الصليب (أبرز 10 معلومات)    100 فكرة انتخابية لكتابة برنامج حقيقي يخدم الوطن    «زي النهارده».. توقيع اتفاقية الجلاء 19 أكتوبر 1954    «الشيوخ» يبدأ فصلًا تشريعيًا جديدًا.. وعصام الدين فريد رئيسًا للمجلس بالتزكية    بعد هبوط الأخضر بالبنوك.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأحد 19-10-2025    ارتفاع يصل إلى 37 جنيهًا في الضاني والبتلو، أسعار اللحوم اليوم بالأسواق    جدول ترتيب الدوري السعودي بعد خماسية النصر.. موقف الهلال والفتح    وائل جسار: فخور بوجودي في مصر الحبيبة وتحية كبيرة للجيش المصري    لا تتردد في استخدام حدسك.. حظ برج الدلو اليوم 19 أكتوبر    أحمد ربيع: نحاول عمل كل شيء لإسعاد جماهير الزمالك    «سيوافقان على الانضمام».. عمرو الحديدي يطالب الأهلي بالتعاقد مع ثنائي بيراميدز    أسعار طن الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الأحد 19 أكتوبر 2025    محمود سعد يكشف دعاء السيدة نفيسة لفك الكرب: جاءتني الألطاف تسعى بالفرج    غضب ومشادات بسبب رفع «الأجرة» أعلى من النسب المقررة    الخارجية الأميركية تزعم نية حماس شن هجوم واسع ضد مواطني غزة وتحذر من انتهاك وقف إطلاق النار    شبورة كثيفة وسحب منخفضة.. بيان مهم من الأرصاد الجوية بشأن طقس مطروح    رابط المكتبة الإلكترونية لوزارة التعليم 2025-2026.. فيديوهات وتقييمات وكتب دراسية في مكان واحد    تفاصيل محاكمة المتهمين في قضية خلية مدينة نصر    مواقيت الصلاة اليوم السبت 18 أكتوبر 2025 في محافظة المنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هانئ النقراشي: الاعتماد على الطاقة الشمسية الحرارية يوفر تريليون دولار (حوار)
نشر في المصري اليوم يوم 24 - 12 - 2016

كشف الدكتور هانئ النقراشي، خبير الطاقة الجديدة والمتجددة وعضو مجلس علماء مصر التابع لرئاسة الجمهورية الدكتور هانئ النقراشي، ل«المصري اليوم»، عن رؤيته لمستقبل الطاقة في مصر والخلاف حول أيهما أفيد للبلاد الطاقة الشمسية أم الحرارية، والربط الكهربائي مع السعودية وأوروبا والعقبات التي تقف في سبيل ذلك.
كما تحدث الخبير في حواره ل«المصري اليوم» عن تقييمه لأعمال وزارة الكهرباء في هذا المجال، وأسباب إهماله الطاقة النووية وطاقة الفحم في رؤيته المستقبلية، والى نص الحوار:
- ما آلية عمل مجلس علماء مصر؟
- ينعقد المجلس كل شهرين ويقدم تقريرًا للرئيس كل ستة أشهر، وفي أول لقاء تم تحديد الأولويات وهي التعليم، والصحة، والطاقة.
- هل أعضاء المجلس ملتزمون برؤيتك الخاصة بربط الطاقة بالمياه والإسكان؟
هذا الربط لم يكن قد تبلور عندي عندما بدأ عمل المجلس، وإن كنت قد انتقدت في خطة 2030 غياب هذا الربط، وعدم وجود محور منفصل في الرؤية للمياه تقديرًا لأهميته.
- ما مفهومك عن الاستدامة؟
- الدستور المصري ورد فيه لفظ الاستدامة في 4 مواد، كما ورد معناها في ثلاث مواد أخرى، أي أن المفهوم تكرر سبع مرات، وهذا لم يحدث في أي دستور في العالم، كما أن دستورنا هو الوحيد الذي نص على التزام الدولة بتنمية الطاقة الجديدة والمتجددة، والتزامي أو التزام أعضاء المجلس الرئاسي ليس اختياريًا، ومن أجل ذلك فحين يقال نريد استخدام الفحم لأنه رخيص يكون ردي دائمًا أن ذلك لا يتفق مع الدستور الذي نص أيضًا على التزام الدولة بالحفاظ على البيئة وصحة المواطنين.
- لكن قد تكون هناك ضرورة ظرفية وعملية لاستخدام الفحم ولو لنحو 3 سنوات؟
- هذا لا يصلح لأن من يستخدم الفحم يحتاج إلى بناء أو تجهيز موانئ له ومخازن مناسبة وتجهيزات للتخلص من الرماد، كما يتحتم استخدام أنواع من الغلايات عمرها من 30 إلى 40 عامًا، وهي باهظة الثمن، وبالتالي لا يمكن استخدامها لهذا المدى الزمني المحدود، لا مانع من استخدام الفحم في الحديد والصلب فلا بديل له، ومؤقتا في الأسمنت.
- لكن الهند والصين على سبيل المثال يستخدمان الفحم على نطاق واسع؟
- لأنه متوفر عندهما، ولا يوجد سواه تقريبًا، في هذا دعنا نتأمل ما سببته أوروبا من ضرر لنفسها وللعالم بسبب استخدام الفحم لنحو 150 عامًا، والجميع يعاني الآن، وبالمناسبة فإسرائيل تستخدم الفحم رغم أنها لا تملكه، ولكن تستورده من جنوب أفريقيا، مقابل تصدير أسلحة لها، وبصفة عامة ورغم أن مجلس العلماء فيه تخصصات مختلفة كالطب والاقتصاد، لكن يوجد توافق على الرؤية بشأن الفحم.
- ما المشروع الذي رأيت فيه المعنى الحقيقي للاستدامة في مصر خلال نصف القرن الماضي؟
- السد العالي- ومن قبله سد أسوان- ورغم أن البعض تحدث عن آثاره البيئية الضارة أقول هذا طبيعي، حيث إن كل مشروع كبير وأي سد فيه تدخل في الطبيعة له آثار، وعملنا كعلماء يتركز على مراقبتها ومعالجتها.
- كأنك تقول إنه لا يوجد مشروع مستدام منذ سنة 1970 تقريبا حتى الآن؟
- كل دولة تسعى للنمو تهمل الاستدامة في البداية، وقد أشرت إلى نموذج أوروبا واستخدامها للفحم الذي نتج عنه أضرار مثل الاحتباس الحراري وذوبان الجليد وارتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات، وهناك إجماع من العلماء على أن دول مثل بنجلاديش قد تختفي بعد 120 عامًا، كما أن 30% من الدلتا سينتهي أيضًا في ذلك التاريخ، مع استمرار الوضع الراهن، مقصدي أن العالم يعمل حاليًا على تفادي هذه الأخطار، فإن كنا قد أهملنا الاستدامة فيما مضى يجب أن نكون وطنيًا وعالميًا من الحريصين عليها.
- يقال إن هناك خلافات بين العلماء في رئاسة الجمهورية حول أيهما الأكثر جدوى الطاقة الشمسية أم الحرارية؟
- نقطة الخلاف أن هناك من يرى أن الطاقة الضوئية ستحل مشاكل الطاقة في مصر، ومن حقه أن يعرض رؤيته على صانع القرار والرأي العام، أما بالنسبة لي فإن الطاقة الشمسية الحرارية -خاصة على المدى البعيد- تفي بكل طلبات مصر بشكل مستدام، وهي أفضل ودون تاثير ضار على الشبكة، لأن التكلفة في حالتي الضوئية والحرارية حاليًا متقاربة، لكن أعتقد أن الحرارية في المستقبل ستكون أرخص، لأنها توفر الوقود بالأساس، والذي يشكل فوق 70% من التكلفة والباقي لمعدات المحطة، كما أنها تحل بالكامل محل المحطات التقليدية.
- وماذا عن الرياح؟
- لو أن لديَّ محطة رياح لن أستغني عن المحطة التقليدية لأن الرياح قد تتوقف وتضعف، نفس الشيء بالنسبة للطاقة الشمسية الضوئية لكن لو استخدمنا محطة شمسية حرارية فيها تخزين حراري باستخدام مزيج من الأملاح السائلة فبهذا الشكل نضمن الاستمرارية ويمكن الاستغناء عن المحطة التقليدية.
- ألا يشكل التخزين تكلفة إضافية في الطاقة الشمسية الحرارية؟
- هي مرتفعة بالفعل لكن أخذ تكلفة الوقود والوفر الذي سينجم عند إلغاء استخدامه سيترتب عليه تخفيض ووفر على المدي البعيد، وسيبدأ الشعور به بعد ستة إلى ثماني سنوات.
- وما التوصية التي تقدمتم بها كمجلس رئاسي في ضوء وجود هذا الخلاف؟
- مداولات المجلس وتقاريره ليست للنشر، وكل ما يمكنني قوله أن قراءة التعريفة الصادرة بقرار من رئيس مجلس الوزراء رقم 2532 لسنة 2016 بشأن أسعار شراء الطاقة الكهربائية المنتجة من محطات الرياح والطاقة الشمسية تدل على وجود تحيز حتى هذه اللحظة للطاقة الضوئية، وللاستثمار الأجنبي، وفي القرار نص واضح على الدفع بالدولار والجنيه، كما أنها لم تأخذ في اعتبارها دعم وتشجيع الصناعة الوطنية، ففي بلد مثل ألمانيا يتم دعم وتشجيع الطاقات المتجددة ليس حبا فيها ولكن كأساس لتشجيع الصناعة الوطنية حتى تسود في سوقها ثم تنطلق إلى العالم، وكنت أتصور أن ينص قرار رئيس الوزراء على اشتراط ولو 10% صناعة وطنية تزيد تدريجيًا، وألفت النظر أيضًا إلى أن مثل هذا النوع من الإجراءات (التعريفة وشروطها) يصدر في ألمانيا عن البرلمان وليس السلطة التنفيذية.
- الدكتور على الصعيدي قال إن تجربة السخانات الشمسية كانت قد بدأت مبكرًا في مصر لكنها وُئدت وسبقنا فيها الآخرين؟
- تونس تفوقت في هذا المجال بعد أن نصحتها إحدى جهات الأمم المتحدة بتوجيه دعم الغاز المستخدم في تسخين المياه إلى المكثفات الشمسية، وتم وضع مواصفات قياسية للمنتج (السخان الشمسي) وبدأ الاستيراد على هذا الأساس، ثم شيئًا فشيئًا طورت الصناعة الوطنية قدرتها وأصبحت قادرة على إنتاج السخانات بجودة مطابقة، يمكننا أن نسير على ذات المنوال في مصر، لكن يجب ألا نخطئ خطأ المغرب الذي قصرها على الفنادق، ظنًا أنه يوفر الدعم، مع أن الهدف في حالة السخان الشمسي هو نقل الدعم من جهة لجهة تأثيرها على البيئة أفضل، كان من عيوب التجربة المصرية أنها لم تكن مناسبة لطبيعة الأسطح وملكيتها وأسلوب إدارتها، فضلا عن أن الجمهور المنخرط فيها استخدم أيضًا سخانات كهربائية للتسخين عند غياب الشمس وبالتالي لم يحدث وفر في الإنتاج.
- لاحظت عند عرض رؤيتك لمستقبل الطاقة في مصر أنك لم تتطرق إلى الطاقة النووية؟
- ولماذا أتحدث عنها هي أو الفحم وأنا لديّ البديل.
- تقول إنه يمكن الوصول إلى 100% من الاحتياجات من الطاقة الجديدة والمتجددة لكنك تفضل أن تصل عند 90%؟
- نعم لأن بعض حالات الطوارئ تحتاج إلى سرعة التعامل معها وبالتالي استثمارات صغيرة نسبيا في الطاقة التقليدية لمواجهتها مثل ساعات الذروة في ايام الصيف وهي لا تدوم عموما في باقي العام وبالتالي من الافضل عمل محطات غازية صغيرة تغطي ذلك الارتفاع في الاستخدام فضلا عن ان الوصول إلى 100% من الطاقة الجديدة والمتجددة يدخلنا في تعقيدات فنية خاصة بالشبكات لا داعي لها.
- نريد ملخصا لخطتك لإنتاج الطاقة الشمسية الحرارية؟
في 2017 تقام اول محطة شمسية حرارية، وفي 2018 تقام محطتان، و2019 تقام أربع محطات، ومع ذلك اقترحت أن نبني 6 محطات بدلا عن 8 حتى 2020، وبعد وقت معين فإن ما يتم توفيره من الوقود سيكفي لبناء المحطات الجديدة كلية، وخطتي تقول أيضًا إنه خلال 35 سنة سنحتاج إلى نحو 2400 محطة ب2400 توربينة، وهذا العدد يجعل أي صانع يجري إليك حتى لو اشترطت عليه إقامة مصنع هنا فسيقبل، ولست متمسكا بأن تكون المحطات 50 جيجا فمن الممكن لو وجدنا العشرين جيجا أفضّل اختيارها، وبعد 8 سنوات أي بعد 2023 سيبدأ تحقيق وفر يصل في 2050 إلى ألف مليار دولار (تريليون دولار) يمكن توجيهها للإنفاق على الصحة والتعليم والإسكان.
- هل هناك جهود سابقة استفدت منها؟
إن مخططي يشابه مخططا كان قد وضعه الراحل ماهر أباظة لربط السعودية ومصر بليبيا وتونس والمغرب ثم أوروبا، وقد بلغ به الحماس للربط وقتها أنه تحدث إلى رئيس وزراء تركيا وحصل على موافقته، غير أن بعض الوصلات توقف تنفيذه، وخطة ماهر فيها وصل بليبيا وتونس على تيار متردد، ولأنه لا يصلح مع الخطوط الطويلة – كخط السعودية- غيرناه إلى تيار مستمر.
- وما حدود الرهان على الطاقة المائية في مصر؟
- أعتقد أن المستخرج منها وصل إلى نهايته أو يكاد فبعد قناطر اسيوط ستكون المجاري المائية ضعيفة والمساقط اقل وبهذه المناسبة اشير إلى ان السودان لديه خطة لاقامة اربع سدود مائية على النيل وقد تم واحد منها وهو سد مروة وهناك تعتيم غريب عليه في مصر وقد فوجئنا منذ سنوات بخبر صغير عن قيام الدكتور محمود ابو زيد وزير الري وقت ذاك بحضور افتتاح هذا السد دون ان يعرف المصريون أي شيء عنه وقد عرفت عنه في البداية من اثريين طلب منهم البحث سريعا وبشكل محموم عن اثار في منطقة معينة قبل ان يغمرها السد، كما عرفت عن الصراعات الاجتماعية التي نتجت عن غمر أراض للأهالي واشتباك البوليس بهم وسقوط قتلى.
- وما الضرر في ذلك ما دام هذا من حق السودان؟
السودان يقيم ايضا سدود: دال، وكيجبار، والشوريق، سد مروة كانت قد مولته السعودية وقامت بالانشاءات شركات صينية لكن وكما علمت من سودانيين التقيتهم في الخارج فان العمل لا يزال جاريا في السدود الاخرى، إن قوانين الانهار والحقوق الوجودية والتاريجية تلزم باتفاق دول الحوض الواحد على أي مشاريع تقام على النهر ان بحيرة سد مروة متسعة جدا وتقع بمنطقة حارة جدا وفيها رياح شمالية غربية ويترتب على ذلك فاقد بالبخر مقداره واحد ونصف مليار متر مكعب سنويا ولو فرضنا ان كل سد سيؤدي إلى هذا الفائض فنحن امام ستة مليارات متر مكعب ضائعة أي نحو 10% من كمية التصرف إلى مصر وهذا البخر يؤدي ايضا إلى زيادة في تركيز الاملاح مما يضر بالتربة وعلي العموم القواعد الدولية يتم انتهاكها فتركيا مثلا اقامت سدود على نهر الفرات دون علم أو ارادة العراق وسوريا.
- وماذا عن طاقة الأمواج ؟
- هي ليست متطورة بشكل كافا حاليا وهي لا تصلح إلا في مناطق ذات امواج متوسطة وتلك الخاصية لا توجد إلا في مواقع بعينها في البحار والمحيطات وهي ايضا متقلبة كالرياح والطاقة الشمسية الضوئية، وبالمناسبة هناك باحث مصري يعمل على هذا النوع من الطاقة ويري ان ممكناتها في البحر المتوسط اعلي من البحر الأحمر.
- تحدث الدكتور ممدوح حمزة وفريق معه (كتاب الانفتاح على مصر) عن إقامة طواحين عائمة في المتوسط لتوليد الكهرباء؟
- كل ما يؤخذ من الطبيعة جيد لكن السؤال دائما عن التكلفة والبدائل وقد حاضرت كثيرا عن الطاقة في افريقيا ووجدت ان الافضل استخدام الشمسية الحرارية في شمال افريقيا لسطوع وصفاء الجو في حين ان وسط افريقيا فيه سحب وانهار وبالتالي فالمائية هي الافضل وهناك وفي جنوب افريقيا صحراء مثل الشمال وبالتالي يلائمها الشمسية الحرارية.
- السؤال التقليدي إسرائيل فين وإحنا فين؟
- إسرائيل تحاول توليد الطاقة الشمسية الحرارية في النقب واذكر انهم عرضوا على الرئيس مبارك إقامة مشروع مشترك في سيناء للاستفادة من الأيدي العاملة المصرية لكن عزل الرئيس سبق البت في هذا الأمر.
- يثار تساؤل من وقت لآخر عن الطاقة الاندماجية (اندماج الذرات بدلا من انشطارها)؟
- منذ خمسين عاما يثار هذا الأمر وكل عشر سنوات يقال انه ستنجح تجارب الطاقة الاندماجية وستملأ الارض طاقة لكن لا يحدث شيء ولو تم فانه وفق لاسعار اليوم سيساوي الكيلو وات فيها 12 سنتا وهي نفس التكلفة من الطاقة الشمسية الحرارية في المغرب، والمعروف أن تكلفة الطاقة الشمسية الحرارية ستقل مع الوقت وبالتالي ليس هناك ميزة واضحة للطاقة الاندماجية ومع ذلك تم إنشاء مفعل في جنوب فرنسا بنكلفة 15 مليار دولار لعمل ابحاث عن هذه الطاقة وتشارك فيه دول عديدة منها اليابان- المهمومة بشدة بقضية البدائل.
- قلت إن مصر كانت سباقه في الطاقة الشمسية الحرارية حيث اقامت محطة في 1913 بالمعادي لكن الانجليز فككوها لنظل نستورد منهم الفحم هل يمكن ان تكون هناك ضغوط غربية لقاومة مثل هذه التغيرات في مصر مرة أخرى ؟
- كل شيء وارد والحل في الجدية والارادة غير ان عدم الجدية من الامراض المتوطنة في مصر ولابد ان نعالجه بجديه! وظني ان الرئيس السيسي متنبه لذلك. عموما ان من سبقونا واصبح لديهم صناعة متقدمة ليس من مصلحتهم ان يكون لهم منافس فاوربا مثلا حاولت تعطيل اليابان وحاولت تعطيل الصين لكن البلدين اقاما وطورا صناعتهما بالاعتماد على انفسهما وهذا هو الدرس.
س هناك من يخشي ان يكون لدينا فائض طاقة غير مستغل بعد اتمام محطات «سيمنس» بقدرة 14 الف ميجا وات وبما يعد تكلفة ضائعة ؟
ج بافتراض معدل نمو 6.5 %سنويا قد يكون هذا صحيحا مع مراعاة انه يلزم دائما وجود 20% بالزيادة حيث لا توجد في العالم كله شبكة تعمل على «الحروكروك»، لكن لو تحقق نمو 8%فسنحتاج اكثر من 40 جيجا التي سنصل لها بمشاريع سيمنس.
س كمواطن كيف تري اسعار الكهرباء ؟
ج لا تزال اقل من سعر الوقود ومصر وقد تسبب الدعم غير الرشيد في تشجيع التبذير وفي الاضرار بالميزانية وعدم توفير المال اللازم للتعليم والصحة وقد اصبح من يستفيد بالدعم منتجو البترول والغاز فهل هؤلاء اولي ام شعب مصر
س ما تقييمك لكفاءة الاداء في قطاع الطاقة بمصر ؟
ج الوزارة تستعين باجانب كثيرين..واشك جدا في اخلاص هؤلاء للشعب المصري واضرب مثلا بالتعريفة التي وضعت مواتية للطاقة الشمسية الضوئية فتلك كانت توصية منهم بل وهم ايضا من اوصوا بالفحم.
- س مانوع الحوار الدائر بينك وبين وزير الكهرباء ؟
ج عرضت عليه منذ نحو ستة اشهر خطة لامداد ممر التنمية والمدن الساحلية بالكهرباء والمياة عبر مجموعات من محطات الطاقة الشمسية الحرارية التي تعمل طوال السنة بمواقع الاحتياج ودون حاجة للربط مع الشبكة.. كل مجموعة خمس محطات وجميع المحطات بقدرة 20 أو 50 ميجا فقال انه متحمس لهذا لكن لم يحدث أي رد فعل وبالمناسبة فقد اطلع الدكتور فاروق الباز على هذا الطرح فابدي حماس شديد له لانه وحسب قوله يحل له مشكلة عدم وجود مياة جوفية كافية في بعض مناطق ممر التنمية خاصة في الشمال ففي مثل هذه المناطق يمكن استخدام التبريد بالهواء- في المحطات- بديلا عن الماء.
س – تحدثت عن تصنيع محلى ووفى المقابل عن استحالة منافسة الصين في صناعة معدات الطاقة الشمسية الضوئية وانواع أخرى ؟
ج فوانيس رمضان والتماثيل الفرعونية التذكارية اصبحت تصنع في الصين وقد احسن الاستاذ منير فخري عبدالنور صنعا حين قال ان ذلك تراث لا يصح ان نستخدمه ولا يجب ان نسمح بتشويهه ومنعه وبالمنع بدأ الابداع فرأينا فوانيس بديعة من قماش وخشب أي ان الابداع كان موجود عند المصري لكنه كان مخنوقا بالمنافسة غير العادلة. نفس الامر في أي صناعة. واذا كنا لا يمكن ان ننافس في الخلايا الفوتوفولتية ( الضوئية ) فالتصنيع ممكن في الشمسية الحرارية.ان الاجنبي لا يهمه سوي تحويل الاموال للخارج والشعب المصري عموما لا يعنيه.
س هل استوعب مجتمع الاعمال المصري رسالتك ؟
ج ليس بعد واملي ظهور وعى جديد باهمية التصنيع المحلى وتمويل بحوث بدائل الطاقة التقليدية واقامة شراكات وطنية ناجحة في هذا المجال.
توجد مبادرات شديدة التميز للقطاع الخاص المصرى في هذا المجال واحدة منها قامت بها سيكيم وهناك نموذج اخر اقامه الدكتور عمرو سراج الدين – الجامعة الامريكية- في حلايب وشلاتين لعمل ثلج ( مملح ) من ماء البحر لحفظ الاسماك.في الكريمات الحكومية- تم استخدام المرايا المقعرة – بنصيحة البنك الدولى – وهى ليست الافضل لنا – فلذا ارجو من ق. ص ان يتنبه.وثمة عمل بحثى بين مصر وايطاليا وقبرص واليونان جار حاليا في مجال الشمسية الحرارية والباحث الرئيس فيه هو د. عمر امين وعمله يدعو للفخر.
- تتحدث كثيرا عن انشاء نموذج جديد للتعاون الدولي والعربي في مجال تبادل الطاقة كيف وما الجدوى؟
في السعودية ساعة الذروة هي وقت الظهيرة وفي مصر هي بعد المغرب وبالتالي في امكاننا ان نتبادل نحو 30 جيجا بدلا من اقامة محطات هناك وهنا لانتاج هذه الكمية وكان من المقرر ان ينتهي الربط مع السعودية في 2014 ثم 2016 لكن الثورات عطلته واملي ان ينتهي في العام المقبل..
- وعربيا واوربيا ؟
شاركت من البداية في ابحاث المانية واوربية متقدمة عن مصادرالطاقة في القارة وتم بحث مواقع طاقة الرياح والمياه والطاقة الجوفية والفحم ( الاخشاب )فى اورباكلها ومعها تركيا، وطاقة الخلايا الضوئية، وظل السؤال هل يوجد ما يكفى احتياجات القارة من مصادر الطاقة المتجدة بدلا عن النووى والفحم وبدلا عن الغاز الذي يعتمدون فيه بشدة على روسيا الخصم؟ وجاء الرد مفاجئا انه باخذ منطقة شمال افريقيا في الاعتبار فانه يوجد ما يكفى ويزيد ب 150 مرة عن احتياجات القارة العجوز.
- وما العائق في تعاون مصرى شمال افريقى في هذا المجال اذن ؟
الوضع الطبيعى نموذجى لتبادل الطاقة فاوربا تستهلك اكثر شتاء ( وحيث يقل الضوء بشدة وتختفى الشمس تقريبا ) ونحن نحتاجها اكثر صيفا( حيث السطوع الشمسى عال ). والامر مدروس بدقة ماذا يذهب اليهم وكيف وماذا ياتى الينا وكيف وكيف تتم التسوية وهناك مستثمربلجيكى من اصل سورى لديه مشروع جاهز بمسارات النقل وكابلاته وكيفية توزيع المنافع.. وحظى بموافقة الجامعة ا لعربية لكن موافقة مصر لم تتم. في المقابل دولة كالمانيا تقف في طريق اتمام ربط السعودية والخليج بمصر ومنها إلى ليبيا والمغرب ثم إلى اليونان فاوروبا... مع ان هذا العمل مفيد بالقطع لكل الاطراف وهى – المانيا- لا تتعاون مع مصر رغم تعاونها مع تونس والمغرب ومصر هي قلب هذه التوصيلات لا جدال. وظنى ان الامر يحتاج تدخل وزاة الخارجية المصرية وتدخل الجامعة العربية. يحتاج الامر إلى عمل سياسى قوى فلا حجة للالمان أو غيرهم في رفض اتمام مشروع الربط.
- ما انواع التكنولوجيا المستخدمة في مجال الشمسية الحرارية وايها احسن لبلادنا ؟
- هناك ثلاث تكنولوجيات لا رابع لهم في مجال الطاقة الشمسية الحرارية 1- البرج 2- المرايا المسطحة 3 – القطع المكافىء والاخير صلاحيته محدودة جدا في مصر والغريب انه هو بالذات ما اوصي به الاجانب ويالا العجب وقد تم استخدامه في المغرب ومعه لم يتم التخزين إلا لمدة 7- 8 ساعات أي اصبح هناك فجوة 4 ساعات لعبور وقت الليل وبالتالي انت مضطر لعمل محطات تقليدية لتغطي ذلك أو استخدام تكنولوجيا أخرى يمكن ان تستمر 14 ساعة مثل البرج والمرايا المسطحة كما اشرت.
- هل لديك تقييم لمستوى اقسام هندسة الطاقة في بلادنا ؟
حاضرت في طلبة جامعات: القاهرة والاسكندرية وعين شمسس واسيوط والنيل، ولفت نظرى ان الشباب يفهومن ما اقوله ربما اكثر من الاساتذة انفسهم.. ببساطة لانهم يشعرون ان هذا هو مستقبلهم. هناك اتفاق لعمل ماجستير في الطاقة الجديدة بهندسة القاهرة بالتعاون مع جامعة المانية والخريجين مستواهم «يفرح».
- ما أقوى الدول في مجال الطاقة المتجددة بأنواعها ؟
الصين هي الاولى في الطاقة الفوتوفولتية، وتستحوذ على نحو 55 %من السوق العالمى. المانيا كانت تسبقها من قبل لكن الوضع تغير، وعموما لايهمنى من الاول ومن الاخير فالمهم عند طلب عروض ان تجد ما يناسبك جودة وسعرا من أي مصدر كان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.