رجال المهام القتالية الصعبة، القادرون على الوصول للأهداف الاستراتيجية على مسافات بعيدة، والسيطرة عليها لحين وصول القوات الرئيسية. إنهم جنود وحدات المظلات المصرية أو «الرعد الساقط من السماء»، والذين حظوا باهتمام خاص ضمن منظومة التطوير فى القوات المسلحة، حيث وفرت القيادة العامة جميع الإمكانيات والوسائل التى تحقق لهم القدرة القتالية لتنفيذ المهام الموكلة إليهم بكفاءة مطلقة تحت أى ظرف. «المصرى اليوم» أجرت معايشة مع رجال «المظلات»، وتفقدت المتحف التاريخى الذى يوثق بطولاتهم على مدار التاريخ، وزارت عنابر الجنود، حيث ضم الدور الأول مبيت الضباط، وهو عبارة عن سرير صغير، ومروحة أعلى الباب وطارد للناموس ودولاب من بابين، والذى لا يختلف عن نظيره الخاص بالجنود سوى أن الأخير به أسِرَّة بدورين. وداخل الوحدات توجد مساجد، وأماكن للمسيحيين لممارسة طقوسهم الدينية، وبجوارها ميس العساكر «المطبخ»، وفيه يتناول الجنود 3 وجبات رئيسية، كما تضم الوحدات مبانى ترفيهية، وصالة ألعاب بدنية حديثة، وفندقاً للوافدين من الخارج. وتستمر فترة تدريب الجنود المستجدين من 30 إلى 45 يوما، ويتم تدريبهم داخل وحدات المظلات، حيث يتم تهيئة الجندى الذى ينضم للخدمة، وتحويله من الحياة المدنية إلى العسكرية، وتعليمه الانضباط وكيفية العمل فى مجموعات، باعتباره مقاتلاً محترفاً. ويتسلم الفرد المقاتل ملابسه وكل مهماته لدى وصوله، ويتم خلال أسبوع ترتيب العمل الخاص به بشكل يكسبه العادات اليومية ليتعود الحياة العسكرية، وفى نهاية فترة التدريب داخل المركز، يتم عمل حفل تخرج، وينضم بعد ذلك إلى الوحدات الخاصة بالمظلات. ولسلاح المظلات «مناديب» فى منطقة التجنيد لاختيار الأفراد، بالإضافة إلى أن هناك شبابا لديهم رغبة تطوعية فى الانضمام من تلقاء أنفسهم إلى المظلات. ونظراً لأهمية سلاح المظلات، فالتدريبات والأنشطة لا تتوقف على مدار اليوم، حيث يتضمن يوم الجندى المقاتل فترات راحة، وصلاة، ووجبات طعام، بالإضافة إلى فترة الاستراحات، وتوزيع الخدمات، والقيام بأنشطة ترفيهية وتعليمية وتثقيفية، بالإضافة إلى عقد لقاءات مستمرة مع القادة والضباط فى إطار خطة التواصل المستمر داخل القوات المسلحة. وبالرغم من أن كل سلاح داخل القوات المسلحة له معدات وإمكانيات يعتمد عليها، إلا المظلات، فسلاحها الأول هو المقاتل الوطنى المصرى، الذى يحرص قادة القوات المسلحة على تأهيله بكل الوسائل، ففرد المظلات يقوم بمهام لا ينفذها غيره، ومهمته تقارب المستحيل، ولا بد أن يكون كل فرد مجهزاً بشكل علمى تدريبى بشكل جيد من أجل تنفيذ المهام التى توكل إليه. ويتم تدريب ضباط وضباط الصف والجنود على أحدث المعدات الموجودة داخل وحدات المظلات، مثل المعدات «دلتا»، وهى إحدى وسائل الانتقال لتنفيذ المهام الهامة، كما يتم تدريبهم على عدد من المعدات الأخرى استعداداً لتنفيذ أى مهمة توكل إليهم لحماية الأمن القومى، كما تمتلك قوات المظلات كتائب للعمليات الخاصة، تضم عدداً من الأبطال تتوفر لديهم لياقة بدنية خاصة وتدريبية، يتم اختيارهم بعناية. وتتعدد مهام «المظلات» سواء الاستعداد للحرب فى أى وقت، بالإضافة إلى أن هناك تدريبات يتم إقامتها خلال فترة السلم، سنوياً وفق خطة القوات المسلحة للتدريبات، والتى تتم مع الدول العربية والأجنبية، لتبادل الخبرات وتعزيز أواصر الصداقة مع الدول، والاطلاع على مستوى الأساليب الجديدة عالمياً، كما يتم إنشاء حاليا أحدث «عمود هواء» فى العالم داخل وحدات المظلات. وفى هذا السياق، تحدث الجندى «أحمد سيد»، أحد أبطال قوات المظلات، عن الحياة العسكرية، مشيراً إلى أن اليوم يبدأ فى ال5 صباحاً، موعد الاستيقاظ، ثم يبدأ جمع الطابور فى الخامسة والنصف، ويعقب ذلك طابور اللياقة حتى ال8 والنصف، ويعقب ذلك فترة الاستجمام من الساعة ال8 والنصف إلى ال9 والنصف، وبعدها طابور الإفطار فى ميس الوحدات، حيث يقدم للفرد وجبة متكاملة. وقال الجندى محمد سعيد، أحد أبطال قوات المظلات، إن وظيفته داخل الوحدات هى تدريب الجنود على اللياقة البدنية، وضرورة الالتزام بالأوامر العسكرية، مؤكداً أن الانضمام للقوات المسلحة شرف لأى مصرى.