حياة قصيرة عاشها الزعيم مصطفى كامل، ولكنها كانت مؤثرة وفاعلة وحافلة بالنضال، ومثلت فترة مهمة وبارزة من تاريخ النضال الوطني في مصر لتحقيق الاستقلال. مصطفى كامل ولد في 14 أغسطس 1874، وتلقى تعليمه الابتدائي في 3 مدارس والثانوي بالمدرسة الخديوية، ثم التحق بمدرسة الحقوق في 1891، وتنقل بين عدد من الجمعيات الوطنية، وفي 1893 سافر لفرنسا ليلتحق بمدرسة الحقوق، ثم التحق بعد عام بكلية حقوق تولوز، وحصل منها على شهادة الحقوق. وبعد عودته إلى مصر سطع نجمه في مجال الصحافة، وازدادت شهرته وذاع صيته بين مصر وأوروبا، مع دفاعه عن القضية المصرية والتنديد بوحشية الإنجليز بعد حادثة دنشواي، ومن أقواله المأثورة «لو لم أكن مصريًا لوددت أن أكون مصريًا»، و«إن الأمة التي لا تأكل مما تزرع وتلبس مما لا تصنع، محكوم عليها بالتبعية»، و«إن مصر للمصريين أجمع». وفي مجال العمل الاجتماعي، قاد مصطفى كامل حملة اكتتاب لتأسيس الجامعة المصرية. و«زي النهارده» في 22 أكتوبر 1907، وفي الخطبة الأخيرة في حياته على مسرح زيزينيا بالإسكندرية، أعلن مصطفى كامل تأسيس الحزب الوطني، الذي كان من أهم وأول أهدافه جلاء الإنجليز عن مصر، وبث الروح الوطنية في الشعب، وإقرار دستور يكفل الرقابة البرلمانية على الحكومة. واتفق أعضاء الحزب على أن يكون مصطفى كامل رئيسًا له مدى الحياة، لكنه توفي بعد تأسيس الحزب بأربعة شهور، تحديدًا في 10 فبراير 1908، فانتخب الزعيم محمد فريد رئيسًا للحزب، وقد مثل الحزب المحطة الحزبية الأولى في مصر.