هدنة هشة فى حلب.. والمعارضة ترفض الاستسلام

أعلن الجيش السورى وقفاً أحادياً لإطلاق النار فى الأحياء الشرقية من مدينة حلب، لتطبيق هدنة مدتها 11 ساعة يومياً لمدة 3 أيام، بدأت صباح أمس، بهدف فتح ممرات للسماح لمسلحى المعارضة والمدنيين والجرحى بمغادرة المنطقة المحاصرة فى شمال وشرق المدينة، فى خطوة اعتبرتها الأمم المتحدة «غير كافية»، فيما اعتبرتها المعارضة جزءاً من حملة نفسية لدفعها للاستسلام، وقال الجيش التركى إنه قتل ما بين 160 و200 من مقاتلى وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من واشنطن، فى غارات مكثفة وقصف على شمال حلب.
وتنفست حلب الصعداء، واستراحت من الغارات المكثفة والاشتباكات الواسعة، لليوم الثالث على التوالى، وأكدت موسكو أن المقاتلات الروسية والسورية «ستبقى على مسافة 10 كيلومترات من سماء حلب» خلال الهدنة، وأعلنت دمشق أن الجيش السورى انسحب «إلى مسافات تسمح للمسلحين بمغادرة الأحياء الشرقية»، حيث تتواجد مكبرات صوت وجه من خلالها دعوته للمقاتلين بتسليم أسلحتهم والاستفادة من العفو الذى يمنحه لهم نظام الرئيس السورى بشار الأسد، وتعهد لهم بخروج آمن قائلاً «حافظوا على عائلاتكم»، وأظهر التليفزيون الرسمى السورى وجود حافلات خضراء فى الانتظار عند ممرات الخروج، فيما قالت المعارضة إن هدف موسكو وحكومة الأسد هو إخلاء المناطق التى تسيطر عليها من المدنيين حتى يسهل السيطرة على المدينة بأكملها، وقالت إنها تعد لهجوم واسع لكسر حصار حلب، مشيرة إلى فشل الضربات الجوية الروسية رغم حملة القصف الشرسة، وقال ياسر اليوسف، عضو المكتب السياسى فى حركة نور الدين الزنكى المعارضة، إن «المبادرة الروسية لا تعنينا بالمطلق، هم انتهكوا كل المبادرات السابقة ولا نثق بهم».
وقال دبلوماسى كبير بحلف شمال الأطلسى «ناتو»، نقلاً عن معلومات لأجهزة مخابرات غربية، إن سفناً حربية روسية قبالة ساحل النرويج تحمل قاذفات مقاتلة من المرجح استخدامها لتعزيز هجوم نهائى على مدينة حلب خلال أسبوعين، فيما رصدت وسائل إعلام وقوع اشتباكات رافقها قصف مدفعى متبادل بالقرب من معبر بستان القصر، بين شطرى حلب، بعد وقت قصير من دخول الهدنة حيز التنفيذ، حيث سمع دوى طلقات نارية، وسقطت 5 قذائف على المعبر».
وأكد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى ختام قمة روسية فرنسية ألمانية فى برلين، مساء أمس الأول، أن بلاده مستعدة «لتمديد وقف ضرباتها الجوية على حلب قدر الإمكان»، فيما لوح الرئيس الفرنسى فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، باستعدادهما لفرض عقوبات على موسكو بسبب استهدافها المدنيين فى حلب.