قالت وكالة «بلومبرج» الأمريكية، الثلاثاء، إن السعودية وروسيا، أكبر مصدرى النفط فى العالم، أعلنتا استعدادهما للتعاون لخفض الإنتاج لرفع أسعار البترول، فى الوقت الذى أبرمت فيه شركة «أرامكو» السعودية للطاقة 18 مذكرة تفاهم مع شركات تركية فى مجالات توليد الكهرباء وبناء المطارات وإدارتها والأعمال الإنشائية بقطاع البترول والطرق. يأتى ذلك، بعد يوم من توصل «أنقرة وموسكو»، إلى توقيع اتفاق «تركيش ستريم» لبناء خط أنابيب لنقل الغاز الروسى، أسفل البحر الأسود ومنه إلى أوروبا، فى ظل الخلافات بين روسيا وأوكرانيا، التى يمر منها أنبوب الغاز الروسى إلى غرب ووسط أوروبا. وأشارت «بلومبرج» إلى تصريحات الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، خلال مشاركته فى مؤتمر الطاقة العالمى بإسطنبول، أمس الأول، بأن روسيا مستعدة للانضمام لجهود الدول المصدرة للبترول «أوبك»، للسيطرة على سوق النفط العالمية من خلال «خفض» أو «تجميد» الإنتاج، للحفاظ على الاستقرار فى سوق الطاقة العالمية. وقال وزير الطاقة السعودى، خالد الفالح، إن العديد من المنتجين خارج «أوبك» أبدوا استعدادهم للتعاون فى خفض الإنتاج، وأنه «متفائل» للتوصل لاتفاق لرفع أسعار البرميل إلى 60 دولاراً بنهاية العام الجارى، وهو ما أكده الرئيس التنفيذى لشركة «بريتيش بتروليوم»، بوب دادلى. وأوضحت الوكالة أن تنسيق قيود الإنتاج من قبل روسيا و«أوبك»، يمكن أن يعزز أسعار الوقود للمستهلكين، وينعش عائدات صناعة الطاقة، نظراً إلى أن الطرفين يضخان معاً نحو نصف إنتاج النفط فى العالم. وقالت «بلومبرج» إنه على الرغم من أن تصريحات بوتين دلالة أقوى على قرب التوصل لاتفاق، مازالت روسيا تضخ النفط بأعلى طاقتها، فيما يواجه أعضاء «أوبك» عدة عقبات تعترض سبيل تنفيذ أول تخفيض للإنتاج منذ 8 سنوات. وبحسب الوكالة، قال وزير البترول والطاقة النرويجى، تورد ليان: «إنه من المبكر بدء الاحتفال بالاتفاق»، وأضاف «لقد حققوا تقدما كبيرا، وهذا يمكن أن ينتهى إلى اتفاق من شأنه أن يتحقق فى نهاية العام الجارى والربع الأول من العام المقبل». واستعرضت الوكالة الموقف الروسى من التعاون مع «أوبك»، وقالت إن إنتاج روسيا من النفط الخام، بلغ 11.2 مليون برميل يومياً، فيما قال وزير الطاقة الروسى، ألكسندر نوفاك، خلال مشاركته فى مؤتمر الطاقة بإسطنبول، إن روسيا تفضل «تجميد» إنتاجها عند مستوياته الحالية، بدلاً من تخفيضه. وأفادت الوكالة بأن وزراء الدول الأكثر إنتاجا يجتمعون فى تركيا لمناقشة خطط إنهاء عامين من الإنتاج الغزير، أوصل خام برنت إلى 35 دولاراً، أى نصف سعره فى منتصف عام 2014، ما عرّض دولاً مثل السعودية لضغوط اقتصادية كبيرة، والتى دفعت بالتغيير المفاجئ لسياستها فى ضخ النفط الشهر الماضى دون قيود. وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمترى بيسكوف، أمس، إن روسيا ستكون مستعدة لتنسيق خطواتها مع (أوبك) إذا توصل أعضاء المنظمة لاتفاق، ويأتى تصريح الكرملين بعد إعلان إيجور سيتشين، رئيس شركة «روسنفت»، أكثر المسؤولين نفوذاً فى قطاع النفط الروسى، أن شركته لا تنوى كبح إنتاج النفط فى إطار الاتفاق المحتمل مع «أوبك».