بقلم: ياسر الدرشابي سمعنا في الفترة السابقة مصطلح جديد من عناصر الثورة المضادة و هو "مبارك رمز مصر و لا يجب إهانة رمز الدولة" و ربما كانت هذه هي المرة الأولي التي نسمع فيها هذه الكلمات ، فلم نتعلم في المدارس إن مبارك هو رمز مصر بل تعلمنا إن النشيد الوطني و العلم يرمزان للدولة، و لم توضع صورة مبارك علي طائرات مصر للطيران بل وُضعت صورة توت عنخ آمون و لم تُوضَع كلمة مبارك علي أي قناة فضائية مصرية بل وُضعت كلمة "النيل" و شكل الهرم.. مثلا ً. و لهذا كان يجب علي عناصر الثورة المضادة أن يخبرونا قبل أن يفاجئونا بأن مبارك هو رمز مصر الذي لا تجب إهانته. أما الأن و قد عرفنا ما يدَعون و بالطبع نختلف معهم.. أصبح من الضروري أن نعلمهم ليس معني كلمة "رمز" بل معني كلمة "إهانة" من الذي قال إن محاربة الفساد و محاكمة اللصوص و القتلة هي إهانة لهم؟ الحقيقة هي إن عدم محاكمتهم هي إهانة لكل المجتمع الذي يعيشون فيه. و قد تعلمنا في الصغر إنه حتي إذا تنازل المسروق عن حقه فإن حق المجتمع من السارق لا يسقط بالتراضي. إذن فإذا إفترضنا جدلا ً ان هناك شخص يمكن أن يكون رمزا ُ لدولة و هو مل لم يحدث علي مر العصور ولا في تاريخ الأمم فإن محاسبة هذا الشخص لا تكون إهانة له ، بل إنعدام تطبيق القانون هو أكبر إهانة لهذه الدولة. و أكبر دليل علي هذا هو ما جاء في الصحف العالمية عن مصر بعد حبس الحكومة الفاسدة. لقد أصبحت مصر في أيام معدودة من أعظم دول العالم و أقدرها علي التخلص من الإنحيازات الفردية و المصالح الشخصية، أصبحت مصر مثلا ً للدول التي يسود فيها القانون و تعم فيها المساواة. بل إن ما حدث في مصر في أسبوع رفع أسقف المطالب في اليمن و ليبيا بعد أن رأت باقي الشعوب حلم الحرية و العدالة و المساواة يتحقق في مصر علي يد شعب ابي و جيش قوي.. هنيئا ً لك يا مصر بعودة دورك الريادي العظيم.. و هنيئا لشعبك الذي ظل صابرا ً زمنا ً طويلا ًليري هذا اليوم.