فقد حزب المؤتمر الوطني الحاكم في جنوب أفريقيا سيطرته على الحكومة المحلية في تشوانيه، التي توجد بها عاصمة البلاد بريتوريا بعدما حقق التحالف الديمقراطي المعارض ثاني فوز كبير له في الانتخابات المحلية، السبت. وهذه أسوأ نتائج انتخابات يحققها الحزب الحاكم منذ إنهاء سياسة الفصل العنصري. وتعيد نتيجة الانتخابات البلدية تشكيل الساحة السياسية في جنوب أفريقيا التي يتولى فيها حزب المؤتمر الوطني الحكم دون معارضة تقريبا منذ إنهاء حكم الأقلية البيضاء عام 1994 على يد نلسون مانديلا. ودفعت البطالة والركود الاقتصادي وفضائح الرئيس جاكوب زوما الناخبين لمعاقبة الحزب الحاكم، مما يغير التوقعات تجاه الانتخابات العامة المقرر إجراؤها في 2019، كما يمكن أيضا أن يشجع منافسي زوما من داخل حزبه على تحديه. وحافظ الحزب الحاكم على بعض كبريائه بعد أن فاز في جوهانسبرج، العاصمة الاقتصادية والمركز المالي لجنوب أفريقيا، بحصوله على 45% من أصوات الناخبين مقابل 38% لصالح التحالف الديمقراطي وهو ما سيضطر الحزب الحاكم لتشكيل ائتلاف للحكم. ويمثل فوز التحالف الديمقراطي المعارض في تشوانيه ومنطقة نلسون مانديلا باي، التي تضم ميناء إليزابيث الذي هو مركز للصناعة، نقطة تحول له. وحافظ التحالف على بلدية كيب تاون التي يتولى إدارتها منذ عام 2006. وكان التحالف قد انتخب العام الماضي أول زعيم أسود له وهو مموسي مايماني في إطار مساع لتغيير صورته كحزب يخدم مصالح البيض بالأساس. وقال «مايماني» للصحفيين، السبت: «هذه دلالة للجميع على أن الاتجاه في بلادنا يتغير». وقال بول ماشاتيل، رئيس حزب المؤتمر الوطني في إقليم جاوتينج: «من الواضح أن مؤيدينا التقليديين لا يزالون معنا لكن ربما لم يذهب الكثير من الناس للاقتراع من الأصل لذلك نحتاج لمعرفة السبب». كما أن التحالف الديمقراطي سيكون بحاجة لتشكيل ائتلاف لحكم تشوانيه وخليج نيلسون مانديلا. وفي أول تصريحات علنية بعد ظهور نتيجة الانتخابات قال «زوما» إن جنوب أفريقيا «دولة ديمقراطية يسمح فيها بنمو اختلافات الرأي السياسي والتفضيلات السياسية المتنوعة».