عضوة ب«قومي المرأة» ارتفاع نسب الطلاق سببه «اختفاء القيم والشهامة والرجولة»

قالت الدكتورة رانيا يحيى، عضو المجلس القومي للمرأة، إن الإحصائية الصادرة عن قطاع مصلحة الأحوال المدنية بوزارة الداخلية والتي تشير لزيادة أعداد الطلاق خلال الشهر الماضي تعكس الأوضاع الاجتماعية السلبية في الأسرة المصرية والتي تدل على تراجع القيم الأخلاقية والسلوكية والدينية بشكل عام، والتي تغيرت خلال السنوات الأخيرة نتيجة لعوامل متعددة منها التراجع القيمي.
وأضافت ل«المصري اليوم» «أن اختفاء كثير من العادات والتقاليد والقيم المجتمعية التي كانت تميز مجتمعاتنا الشرقية بما فيها الشهامة والرجولة والجدعنة في الرجل الشرقي، فللأسف لم تعد موجودة بالقدر الكافي كما كانت في السابق بدليل انتشار العديد من الظواهر السلبية كالتحرش والعنف ضد المرأة وغيرها من القضايا، وأيضاً الاستخدام الخطأ للتكنولوجيا وتعامل كل شخص مع وسائل التواصل الاجتماعي باعتبارها وسيلة للتسلية أدت لانفصال التواصل البناء في الأسرة واعتبر كل شخص نفسه كياناً مستقلاً مما أدى لتفكك الأسرة وخلق حالة من الاستقلالية وعدم المشاركة».
وأوضحت أن انتشار ظاهرة الطلاق بمعدلات كبيرة يعود لتفشى العديد من السلبيات في ثقافة التعامل ما بين الرجل والمرأة واحترام كل منهما للآخر ووعيهما بمفهوم الزواج كما أمرنا ديننا الحنيف بأنه مودة ورحمة، ففى كثير من الأحيان تتلاشى المودة وتنعدم الرحمة مما ينتج عنه الطلاق الحتمي لاستحالة الاستمرار ما بين الزوجين، ولكن علينا أن نتذكر جميعا أن أبغض الحلال عند الله الطلاق وكلمة أبغض في اللغة العربية بكل معانيها ومشتقاتها اللغوية تشير إلى دلالات سلبية، وهذا يؤكد أنه أمر غير محبب أو مفضل وينبغي أن يكون في أضيق الحدود وألا يستسهل الزوجان الأمر لما له من تبعات تؤثر على الأبناء وعلى الحياة الأسرية وبطبيعة الحال له تأثير على مجتمعنا ككل لكثرة أعداد الطلاق، وما تعانيه المرأة المصرية من تلك الظاهرة سواء نظرة المجتمع التي لاتزال مع الأسف تنظر إليها نظرة سلبية وكأنها هي المسؤولة وحدها، وأيضاً ما يترتب على الطلاق من تنازلها عن كثير من مستحقاتها المالية ونفقاتها لها ولأبنائها في كثير من تلك الحالات مقابل حصولها على حريتها وإتمام التطليق، هذا فضلاً عما يعانيه الأبناء جراء هذا الطلاق وما له من تأثيرات سلبية على نفوسهم ..فالطلاق بكل تأكيد ظاهرة سلبية تعكس الوضع المتراجع والمتردى في الشخصية المصرية اجتماعيا.
وأكدت «يجب الاستعانة بالخبراء والمتخصصين في علم النفس والاجتماع لبحث هذه الظواهر والعمل على الحد منها، والتركيز على الثقافة المجتمعية الإيجابية وانعكاساتها على الرجل والمرأة وتوعيتهما بذلك، وكذلك دور المؤسسات الدينية الوسطية في نشر تعاليم الدين الإسلامى السمح لاستعادة المودة والرحمة في نفوسنا التي أمرنا الله بها في الزواج وتدعيمها بكل الطرق لصلاح حال المجتمع».