دبلوماسية الحضور والتأثير.. كيف أعادت مصر صياغة معادلة الاستقرار العربي في 2025؟    كأس أمم أفريقيا| حسام حسن يعلن تشكيل منتخب مصر ضد جنوب أفريقيا    شقيقه هشم رأسها.. ننفرد بنشر صورة المتهمة بقتل طليقها بشبرا الخيمة    الزراعة: خطط إرشادية لرفع إنتاجية المحاصيل.. والإرشاد زود إنتاجية القمح ل20 أردبا    عميدة طب بنات الأزهر في حفل تخرج الوافدين: كونوا نبراسًا للرحمة ببلادكم    جيش الاحتلال الإسرائيلى يشن غارات عنيفة على قرى ومحافظات جنوب لبنان    مجموعة الفراعنة.. أنجولا وزيمبابوي يتعادلان 1 - 1 فى الشوط الأول    الجيش الأوكراني: أسقطنا 73 مسيرة روسية استهدفت مناطق متفرقة في البلاد    ننشر حصاد وزارة الإسكان خلال أسبوع| فيديو جراف    الفضة تقفز ل 119 جنيها للجرام محليا.. وتلامس أعلى مستوى تاريخي عالميا عند 75 دولارًا للأوقية    مراسل القاهرة الإخبارية: تفجير مسجد الإمام سبب ذعر المصلين أثناء صلاة الجمعة    وكيل الصحة بالإسماعيلية تفاجئ مستشفى الحميات    وزيرا الأوقاف والتعليم العالي ومفتي الجمهورية ومحافظين السابقين وقائد الجيش الثاني الميداني يؤدون صلاة الجمعة بالمسجد العباسي    السياحة تنظم قافلة ترويجية كبرى في السوق الصيني ببكين وشنغهاي    كوريا الشمالية تعلن خطة لتوسيع إنتاج الصواريخ وتعزيز قدراتها العسكرية في 2026    رئيس وزراء السودان: اللقاءات مع الجانبين المصري والتركي كانت مثمرة    تركيا: اعتقال مشتبه به ينتمي ل "داعش" كان يخطط لشن هجوم في رأس السنة الجديدة    النقل تناشد المواطنين المشاركة لمنع ظاهرة رشق الأطفال للقطارات بالحجارة    بمشاركة 60 ألف متسابق.. وزير الرياضة يطلق إشارة البدء لماراثون زايد الخيري    اتحاد السلاح يستعين بخبير بولندي لتبادل الخبرات الفنية فى سلاح السيف    غداً.. فصل التيار عن 9 مناطق بمركز بيلا في كفر الشيخ    حبس موظف 4 أيام بتهمة تصنيع الأسلحة والذخائر داخل منزله بقنا    اختل توازنه.. كواليس مصرع طفل سوداني سقط من علو بالطالبية    ضبط 5 طن دقيق مجهول المصدر وتحرير 214 محضر تمويني بالمنوفية    ضبط قضايا إتجار غير مشروع فى العملات الأجنبية بقيمة تتجاوز 3 ملايين جنيه    إطلاق غرفة عمليات لمتابعة مشاركة المرأة في جولة الإعادة بالدوائر ال19 الملغاة    تحسن صحة محمود حميدة وخروجه من المستشفى.. ويستعد لطرح فيلمه الجديد "الملحد" الأربعاء المقبل    بعد 25 عاما.. إنعام محمد علي تكشف أسرار اختصار مسلسل أم كلثوم في 4 سهرات    بعد مغادرته المستشفى، تفاصيل الحالة الصحية للفنان محمود حميدة    خشوع وسكينه..... ابرز أذكار الصباح والمساء يوم الجمعه    «تكنولوجيا وقيادة وإدارة».. «الري» تؤسس جيلا جديدا لإدارة منظومة المياه    خطوات هامة لسلامة المرضى وحقوق الأطباء.. تفاصيل اجتماع اللجنة العليا للمسئولية الطبية    أسباب انتشار مشاكل الجهاز التنفسي العلوي والسفلي بين الأطفال في الشتاء    الرعاية الصحية تعلن قيد جمعية الخدمات الاجتماعية للعاملين بالهيئة رسميا بوزارة التضامن    القاهرة الإخبارية: غارات مفاجئة على لبنان.. إسرائيل تبرر وتصعيد بلا إنذار    افتتاح 3 مساجد بعد الإحلال والتجديد بسوهاج    دعاء أول جمعة في شهر رجب.. فرصة لفتح أبواب الرحمة والمغفرة    خناقة في استوديو "خط أحمر" بسبب كتابة الذهب في قائمة المنقولات الزوجية    هيئة الدواء: هذه الأخطاء الشائعة في استخدام الأدوية تهدد صحتك    «شيمي»: التكامل بين مؤسسات الدولة يُسهم في بناء شراكات استراتيجية فعّالة    وزارة الخارجية ووزارة الاتصالات تطلقان خدمة التصديق علي المستندات والوثائق عبر البريد    زامبيا وجزر القمر في مهمة الأهداف المشتركة ب أمم أفريقيا 2025    مدير دار نشر: معرض القاهرة للكتاب لا يزال ظاهرة ثقافية عالمية    مجلس جامعة القاهرة يعتمد ترشيحاته لجائزة النيل.. فاروق حسني للفنون ومحمد صبحي للتقديرية    رخصة القيادة فى وقت قياسى.. كيف غير التحول الرقمي شكل وحدات المرور؟    تحذير رسمي من وزارة الزراعة بشأن اللحوم المتداولة على مواقع التواصل    غارات وقصف ونسف متواصل يستهدف مناطق واسعة بقطاع غزة    مخالفات مرورية تسحب فيها الرخصة من السائق فى قانون المرور الجديد    مباراة مصر وجنوب أفريقيا تتصدر جدول مباريات الجمعة 26 ديسمبر 2025 في كأس أمم أفريقيا    تفاصيل جلسة حسام حسن مع زيزو قبل مباراة مصر وجنوب إفريقيا    معركة العمق الدفاعي تشغل حسام حسن قبل مواجهة جنوب إفريقيا    كأس الأمم الأفريقية.. زيمبابوي وأنجولا اليوم من أجل التعويض    ريهام عبدالغفور تشعل محركات البحث.. جدل واسع حول انتهاك الخصوصية ومطالبات بحماية الفنانين قانونيًا    الإفتاء تحسم الجدل: الاحتفال برأس السنة جائزة شرعًا ولا حرمة فيه    اختتام الدورة 155 للأمن السيبراني لمعلمي قنا وتكريم 134 معلماً    وفاة الزوج أثناء الطلاق الرجعي.. هل للزوجة نصيب في الميراث؟    بروتوكولي تعاون لتطوير آليات العمل القضائي وتبادل الخبرات بين مصر وفلسطين    "التعليم المدمج" بجامعة الأقصر يعلن موعد امتحانات الماجستير والدكتوراه المهنية.. 24 يناير    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الطلاق.. كارثة تبحث عن حل!
نشر في البوابة يوم 12 - 04 - 2013


· مصر الأولى على مستوى العالم في حالات الطلاق
· 240 حالة طلاق يوميًا.. والمطلقات وصلن ل2.5 مليون
· الإسلام حذر من التساهل في استخدام حق الطلاق.. وفي المسيحية تحكمه آيات الإنجيل
· غياب الوعي الديني والتوافق الجنسي أهم الأسباب
الطلاق.. كلمة من أصعب الكلمات التي يعاني منها أي مجتمع.. وكلمة “,”مؤلمة“,” لأنها تمثل نهاية علاقة بين شخصين وهي بداية تحول كبير في حياة أشخاص يمثلون ناتج علاقة هذين الشخصين.. وهذا التحول قد يكون فيه تحولات سلبية على مستقبل بقية الأطراف ! .
وفي الآونة الأخيرة انتشرت حالات الطلاق ووصلت إلى معدلات قياسية، فحسب دراسة نشرها مركز معلومات دعم واتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء المصري، صنفت تلك الدراسة مصر الأولى على مستوى العالم في حالات الطلاق! وأضافت تلك الدراسة أن معدلات الطلاق خلال الخمسين عامًا الماضية ارتفعت من 7% إلى 40%، وأن اليوم الواحد يشهد 240 حالة طلاق ليبلغ إجمالي عدد المطلقات في مصر 2.5 مليون مطلقة! وكان نصف هذه الحالات في السنة الأولى من الزواج، وحوالي 70% منها في الزواج الأول، ومعظم الحالات من الشريحة العمرية التي تتجاوز 30 سنة، وقد زادت هذه النسبة بعد قانون الخلع الذي يعد الوسيلة السريعة لإنهاء الزواج من جانب المرأة.
وقد كشف إحصاء صادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر، عن وقوع حالة طلاق كل 6 دقائق.
ولكن ما هو السبب الحقيقي وراء انتشار تلك الظاهرة المدمرة في المجتمع؟
للطلاق أسباب كثيرة اجتمعت متضافرة لتعطينا تلك النتيجة المؤسفة، وبعض تلك العوامل يرجع للظروف الاجتماعية والمادية، فنتيجة لسوء الأوضاع الاقتصادية التي يعيشها الكثير من البلدان الإسلامية الآن، جعل ذلك يؤثر على كل البيوت، وليست البيوت التي تعرضت لحالات طلاق فقط
ولكن لا يمكننا التعويل على الأوضاع الاقتصادية فقط، فالمجتمع المصري مرت عليه أوضاع اقتصادية أسوأ مما يعيشها الآن، وذلك أثناء فترات الحروب التي خاضتها مصر من قبل، ولكن لم تؤثر تلك الظروف الطاحنة على الأسرة المصرية بذلك الشكل المخيف، بل زادت من تماسكها وترابطها .
موقف الإسلام من الطلاق
إن حدوث الطلاق بنسب عالية، وممارسات خاطئة لا يبرر الطعن في شرعية الطلاق، لأن الطلاق بحد ذاته أمر فيه مصلحة للأسرة المسلمة عند استحالة الحياة الزوجية، أما أن يصبح الطلاق ألعوبة على ألسنة بعض الرجال أو لمجرد التسلية وتنفيس الغضب فهو مشكلة من يستخدم هذا الحق بطريقة غير مشروعة، ويمكن أن نشبه ذلك كمن يستخدم السكين، إما أن يقطع بها فاكهة فيكون قد أحسن استخدامها، وإما أن يطعن بها إنسانًا فيكون قد أساء الاستخدام، فهل نتهم السكين أم من أساء استخدامها؟ !
إن الطلاق في الإسلام له أحكام وشروط وآداب، وهو ليس مجالاً للعبث، بل هو تشريع حكيم وحكمة بالغة، ولهذا فإن اعتبار الطلاق محطة لإطلاق الاتهامات والكوارث الاجتماعية، هو مفهوم خاطئ، ولقد حدث الطلاق في زمن النبي صلى الله عليه وسلم حيث طلق زيد بن حارثة رضي الله عنه زينب بنت جحش رضي الله عنها .
إن الطلاق ليس للتسلية ولا لتنفيس الغضب كما يفعل بعض الأزواج الجهلة الذين يوقع أحدهم الطلاق على الزوجة عند أي خلاف أو غضب، فتثور عصبيته الحمقاء، ولا يرى مهدئًا لها سوى الطلاق، أو يريد فرض رأيه على زوجته وإرغامها على فعل ما يريده، فيحلف عليها يمين الطلاق معلقًا، كأن يقول: “,”إذا فعلت كذا فأنت طالق“,” أو “,”إذا ذهبت إلى مكان كذا فأنت طالق“,”، إن صنفًا من الناس أساء استعمال حق الطلاق الذي جعله الله بيد الزوج لإزالة عصمة النكاح عند وجود الحاجة لا تبعًا للهوى واستجابة للجهل والانفعال .
إن ارتفاع نسب الطلاق في بلادنا أكثر دليل على سوء استخدام هذا الحق الشرعي من قبل بعض الرجال الذين جعلوا الطلاق وسيلة إرهاب وابتزاز، خلافًا لحكمة الشرع الحنيف الذي جعل الطلاق علاجًا لمعضلة الخلاف بين الزوجين بعد التأكد من استحالة العشرة الزوجية بينهما .
إن الإسلام حذر من التساهل في استخدام حق الطلاق، وجعل الطلاق علاجًا نهائيًا لداء الشقاق بين الزوجين بعد فشل الصلح والإصلاح، بل حرَّم الإسلام على المرأة أن تطلب الطلاق بدون سبب قاهر، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : “,”أيَّما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير بأسٍ حرَّم الله عليها أن تريح رائحة الجنة“,”، ولذا فإن على المرأة أن تكون أكثر وعيًا لهذه المسألة، وأن تكون أكثر صبرًا ومقاومة وسعيًا من أجل استمرار الحياة الزوجية بأي ثمن .
ومما لا شك فيه أن الطلاق هو انهيار للبناء الأسري وانفصام للعلاقة الزوجية، ونظرًا للآثار السلبية المترتبة على حدوثه خاصة على الأبناء الذين يحرمون من الرعاية والوالدين والتنشئة الاجتماعية والإشباع العاطفي، كان لا بد من وقفة جادة بين الزوجين لتقسيم الأدوار وتقاسم المسئوليات بهدف تحقيق الاستقرار العاطفي والتربوي للأبناء .
الطلاق في المسيحية
الطلاق والزواج في الشريعة المسيحية مسألة دينية بحتة تحكمها آيات الإنجيل المقدس، وإن الكنيسة ورئاستها وكل رتبها الكهنوتية مقيدة بهذه التعاليم ولا تستطيع أن تغير ما جاء على لسان السيد المسيح له المجد ولا نخالف تعاليم وقوانين رسل المسيح ويقول لنا الكتاب المقدس على لسان بطرس الرسول قائلاً: “,”ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس والكنيسة ورئاستها المجمع المقدس وهي مصدر التشريع في المسيحية، وسلطان الحل والربط الممنوح لها من قبل الله في إطار تعاليم المسيح وقوانين رسله، فهي صاحبة الحق في إعطاء تصاريح الزواج الأول والثاني طبقًا للنصوص الإلهية وهي صاحبة الحق أيضًا في عدم إعطاء تصاريح الزواج الثاني للمطلقين طبقًا للنصوص الإلهية؛ لأن سر كرامة الزواج المسيحي هو أن الله القدوس طرف ثالث والعلاقة بين الرجل والمرأة ليست تمثيلية ولا هي مجرد اتفاق شخصي بين رجل وامرأة بالإرادة المنفردة ولكن الله القدوس هو الذي يربط بينهما وتصبح العلاقة علاقة تكميلية.
وهناك آراء وأفكار عن الطلاق لا تقبلها المسيحية حول الأسباب التي تؤدي إليه أو فسخ الزواج، ومنها عدم الانسجام الجسدي الذي يؤثر على السعادة الزوجية أو البرود العاطفي الذي يسمى “,”طلاق عاطفي“,”. وقد ذهب البعض إلى أن العجز الجنسي الدائم أو كل ما يسبب تصدّع صرح الزوجية، هو سبب كافٍ للطلاق، إلا أن المسيحية بشكل عام، لا تقبل بالطلاق المعلّق على الأهواء والنزعات الخاصة أو النزوات، إذ يجب أن تكون هناك أسباب هامة تؤدي إلى ذلك، ويعود تقديرها للمحاكم الروحية لدى الطوائف المسيحية .
مما يجدر ذكره أن بعض الطوائف المسيحية لا تجيز الطلاق، لأن الشريكين قد صارا في الزواج المقدس جسدًا واحدًا، لا يجوز الفصل بينهما مهما تكن الأسباب، لهذا فهي تقرّر الهجر بين الزوجين لمدة طويلة يختبر فيها كل من الطرفين نفسه، على أمل أن يكون هناك مجال لعودة الوفاق بينهما، وليس هناك قانون عام أو قاعدة عامة يجوز الطلاق بموجبها، بل إن كل حالة تؤخذ على حدة يقرّر بشأنها بحسب الموجبات المؤدية إلى الخلاف والحلّ الذي تراه حكيمًا المحكمة الروحية المولجة بشئون الأحوال الشخصية .
دور غياب التوافق الجنسي في ظاهرة الطلاق
إن معظم حالات الطلاق في الوطن العربي تأتي بسبب عدم التوعية الكافية بالثقافة الجنسية، وغياب التوافق الجنسي، وقد يعتقد البعض أن المرأة يمكن أن تواصل حياتها مع رجل لا يعطيها حقها في الفراش وتفضل ذلك على أن تحمل لقب مطلقة، في حين الرجل لا يستطيع الصبر إذا كانت زوجته تعاني برودًا جنسيًا ولا يتردد في تطليقها، وأكثر من 80 بالمئة من أسباب الطلاق المبكر سببها عدم التوافق الجنسي، لأن الغاية الأولى من الزواج هي الاستمتاع ووقاية النفس من الوقوع في المعصية، فالهدف الجنسي هو أساس الزواج ما يجعل المرء يفضل الطلاق مبكرًا بسبب اصطدامه في الطرف الآخر .
فقد بينت الدراسات أن العلاقة الجنسية تساهم كثيرًا في تجاوز المشاكل بين الزوجين، فهما يستطيعا من خلال تلك المساحة التي تجمعهما في القضاء على المشاكل التي تعتري الحياة الزوجية، إضافة إلى الأمراض الجسدية من ضغط وتوتر نفسي.
ويشكل غياب التوافق الجنسي العامل الأول والحقيقي وراء ظاهرة الطلاق المبكر، وإن وجدت أسباب أخرى إلا أن بعضها غطاء لهذا السبب تحديدًا. يوضح منصور بوبكر، أستاذ في علم النفس الأسباب الكامنة وراء الطلاق، حيث أكد أن المشاكل المتعلقة بالحياة الجنسية بين الزوجين هي السبب الكامن وراء ظاهرة الطلاق المبكر وذلك في حال حدوث ما يعرف بصدمة بداية الزواج، حيث يمكن أن يكتشف الزوج شيئًا في زوجته أو العكس، منها البرود الجنسي الذي قد يعاني منه أحد الزوجين، أو وجود عاهة معينة في جسد المرأة كوحمة أو تشوهات في بعض الأعضاء الحساسة، حيث لا تكون هذه العاهة ظاهرة قبل الزواج ولا تكتشف إلا حين يفضي الزوج إلى زوجته، والأمر لا يختلف كثيرًا بالنسبة للرجل، إذ يمكن أن يعاني من ضعف الانتصاب أو عدم القدرة على القذف وغيرها من المشاكل الجنسية التي تدفع المرأة إلى طلب الطلاق رغم قصر مدة الزواج .
وعن رأي الشرع الإسلامي في الانفصال العاطفي بين الأزواج يؤكد الشيخ محمد هاني الجوزو، أن الزواج في الشريعة الإسلامية هو للسكن والمودة، والتوافق بين الزوجين يحقق علاقة إنسانية غاية في الرقي والسعادة.
هذا، وقد حذر خبراء من تنامي ظاهرة “,”الطلاق السريع“,” مطالبين في الوقت ذاته بالبحث عن سبل سريعة لمواجهتها، وإلا فالبديل هو تفكك وانهيار عشرات الآلاف من الأسر، والتي تنتهي أغلبها بالطلاق أو الخلع في محاكم الأسرة وأمام منصة القضاء .
واعتبر د. علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، أن تهميش دور الدين في الحياة الاجتماعية، السبب الرئيسي في ارتفاع معدلات الطلاق، حتى صارت أقل مشكلة بين الزوجين تنتهي به، ولو كان الأمر مجرد اختلاف في وجهات النظر .
ومن جانبها، أكدت الدكتورة عزة كريم، أستاذ علوم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث، أن الفضائيات تعد أهم أسباب الخلافات الزوجية وارتفاع نسبة الطلاق، حيث إن أغنيات الفيديو كليب التي تعرضها باستمرار تركز على الغرائز الجنسية وإظهار صورة المرأة بشكل مستفز .
وتشكو الزوجات من مقارنة أزواجهن لهن بفتيات الفيديو كليب ويتهمونهن بافتقاد الأنوثة، ما أدى إلى كثير من المشاجرات الزوجية .
وأكدت أن زيادة عنف الأزواج في المرحلة الحالية سببها هذه الصورة للرجل القاسي التي أصبحت شيئًا طبيعيًا في الدراما المصرية، أو على العكس الرجل الرومانسي الذي يحرك مشاعر المرأة، خاصة إذا كانت تعاني الحرمان العاطفي الأمر الذي يولد مشكلات زوجية قد تصل إلى الطلاق .
ومن جانبها، تقول المدونة الاجتماعية محاسن صابر: إن “,”راديو مطلقات“,”، وهو إذاعة عبر الإنترنت، يساعد النساء في التغلب على الحاجز الاجتماعي والخروج عن صمتهن ليتحدثن عن مشاكلهن الزوجية .
وتقول نادية خليفة الباحثة في منظمة “,”هيومان رايتس ووتش“,” المعنية بحقوق الإنسان: إن “,”النساء أصبحن يستفدن من وسائل الإعلام ليوصلن همومهن، إنهن يتحدثن بصراحة عن هذه القضايا.. وأصبحن لا يشعرن بالخزي منها .“,”
وأوضحت المعالجة الجنسية الدكتورة هبة قطب، التي تصف نفسها بأنها “,”مسلمة محافظة“,” أن نحو 80 في المائة من حالات الطلاق في مصر سببها المشاكل الجنسية .
وتؤكد أن في معظم الحالات فإن الأزواج ببساطة لا يعرفون كيف يتعاطون جنسيًا مع شركائهم.. أنا أعطيهم المعلومة.. وأقول لهم هذا خطأ.. وهذا صحيح.. وعليك أن تفعل كذا وكذا، وتضيف “,”غالبًا الأمر يعود لأن الرجال والنساء لا يتواصلون جيدًا .“,”
وصف الدكتور عبدالسلام الشيخ رئيس قسم علم النفس بكلية الآداب جامعة طنطا معدل ظاهرة الطلاق في مصر بأنه غير متوازن مع حالات الزواج سنويًا، وأشار الشيخ إلى أن الطلاق ظاهرة معقدة ويتم فيها الانفصال الجسدي للزوجين عن طريق نطق الزوج لفظ “,”أنت طالق“,” لزوجته، وبعدها تتعدد المشاكل التي تنعكس بدورها على المجتمع، وأسوأها التفكك الأسري الذي يؤدي لوجود أطفال مشردين أو على الأقل معقدين نفسيًا.. ما يؤثر في مسألة الانتماء للمجتمع ومن ثم للوطن .
وتؤكد أميرة عادل، 32 سنة، أن المشكلة الحقيقية في حصولها على الطلاق تلخصت في كونها أمًا لطفل عمره 7 سنوات، وكان هذا هو السبب الوحيد الذي يدفعها دائمًا للتراجع عن قرارها بطلب الطلاق، لكنها لم تخش يومًا نظرة المجتمع أو تعامله معها كمطلقة .
وتؤكد أميرة أن تعامل الإعلام مع قضية المطلقات، ونشره العديد من الدراسات والأبحاث التي تؤكد انتشار الظاهرة بين الشباب تحديدًا وفي وقت مبكر من الزواج، ساهم بشكل كبير في تعديل نظرة المجتمع للفتاة المطلقة.
وفي الوقت ذاته، أشارت آيتن سمير، 28 سنة، أنها لم تحصل على طلاقها بسهولة، وأنها خاضت عددًا كبيرًا من المعارك مع أهلها ومع المجتمع، خاصة وأنها مسيحية أرثوذكسية، وهو ما اضطرها للتحويل إلى الطائفة الإنجيلية، حتى تتمكن من الحصول على الطلاق.
وأضافت أن العقبة الوحيدة التي واجهتها في قضية طلاقها، كانت الفكرة فقط، لكنها لم تشعر بعد حصولها على الطلاق أن هناك أي أزمة تواجهها في التحرك بحرية تامة، ولم تجد من ينظر لها نظرة سيئة أو على أنها مذنبة كما يحدث في الماضي .
ومن جانبها، قالت مريم صالح، 27 سنة، مهندسة كمبيوتر، إن والدها هو الذي ساعدها في الحصول على الطلاق، بعدما تأكد من استحالة الحياة بينها وزوجها، بعد مرور ما يقرب من سبعة أشهر على الزواج وكثرة الخلافات والمشاكل بينهما، وهو ما يؤكد - وفقًا لرؤيتها - أن الأسرة المصرية أصبحت تتعامل مع القضية بتفتح أكبر.
ولكن مريم أشارت إلى أننا لا يمكن تعميم الفكرة على المجتمع بأكمله، خاصة أن لها صديقة تم طلاقها منذ عام ونصف العام، وتواجه معاملة سيئة من أهلها، للدرجة التي جعلتهم يجبرونها على ترك عملها للمكوث في المنزل .
وفي النهاية.. إزاء تلك الأسباب والمسببات لظاهرة الطلاق تبرز الحاجة الماسة إلى مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات النسوية و“,”الرجالية“,” على حد سواء، على مهمة توعية وتثقيف الجيل الجديد والتصدي وبشكل حاسم من خلال المؤسسات الإعلامية كالبرامج التليفزيونية والإذاعية والمؤسسات المقروءة كالصحف والمجلات ومن خلال الأنشطة والفعاليات كالمحاضرات والندوات والفرق الطوعية لإرشاد الشباب، تتولى تثقيفهم عن الحياة الزوجية الصحيحة وكذلك تقديم ندوات في الإرشاد الزواجي أو الأسري، تتولى توضيح سبل الوصول إلى الحياة الزوجية المثالية الصحيحة وسبل الحفاظ على الحياة الأسرية والعلاقات بين أفراد الأسرة من احترام وتقدير وتوزيع الأدوار بشكل صحيح فيما بينها، فبناء الأسرة بشكل صحيح يعني بالضرورة بناء المجتمع الصحيح لأن المجتمع ما هو إلا مجموع الأسر .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.